الفصل الأول
تعريفات ومفاهيم
حول: تفسير التاريخ.. ومقاربة أسلمة التاريخ
أولا: مدخل في التعريف بالتاريخ (المعنى والمفهوم):
في اللغة يقال: أرخت الكتاب وورخته
[1] .
وفي لسان العرب: التأريخ: تعريف الوقت، والتوريخ مثله.. أرخ الكتاب ليوم كذا: وقته، والواو فيه لغة.. وزعم يعقوب أن الواو بدل من الهمزة، وقيل: إن التأريخ الذي يؤرخه الناس ليس بعربي محض، وإن المسلمين أخذوه عن أهل الكتاب، وتأريخ المسلمين أرخ من زمن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كتب في خلافة عمر، رضي الله عنه، فصار تاريخا إلى اليوم.
آرخت الكتاب فهو مؤارخ، وفعلت منه أرخت أرخا وأنا آرخ
[2] .
[ ص: 19 ] وفي تـاج العروس: أرخ الكتـاب بالتخفيف وقضـيته أنه كنصـر، وأرخـه بالتشـديد وآرخه بمد الهمزة وقته أرخا وتأريخا ومؤارخة، ومثله التوريخ ... وقال الصولي: تاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه، ينتهي شرفهم ورياستهم... ويقال: ورخت على البدل، والتوريخ قليل الاستعمال.. وأرخت البينة: ذكرت تاريخا
[3] .
أرخ وهي مصدر، قام بتاريخ الأحداث التاريخية، تسـجيلها وكتابة أحداثها ووقائعها وكيف حدثت وأسبابها في الماضي أو الحاضر؛ وقد فرق الأصمعي بين اللغتين، فقال: بنو تميم يقولون ورخت الكتاب توريخا، وقيس تقول أرخته تأريخا.. وقالوا هو معرب، مأخوذ من ماه روز بالفارسية، ماه القمر وروز اليوم
[4] .
وهكذا، فمن خلال تتبع التعاريف اللغوية لكلمة «تاريخ»، نجد أن تعريف الوقت هو المعنى الغالب لدى علماء اللغة، حيث ذكروا أن التأريخ: «تعريف الوقت، أرخ الكتاب: وقته».
[ ص: 20 ] أما عن أصل الكلمة، فقد اختلف فيه؛ فقد قيل إنه عربي، وقيل إنه غير ذلك؛ يقول الرازي في «مختار الصحاح»: «التاريخ والتوريخ: تعريف الوقت».
وفي إطار البحث عن المعنى لأي مصطلح أو علم، يجري الرجوع عادة إلى اللغة، التي ظهر فيها هذا المصطلح، كجزء من ثقافتها.
من هنا؛ لا يعدو هذا الفرق الإملائي بين الكلمتين «تاريخ» و«توريخ» أكثر من كونهما نطقا لمعنى واحد للهجتين عربيتين: لهجة بني تميم، التي تقول: ورخت الكتاب توريخا، ولهجة قيس، التي تقول: أرخته تأريخا.
وعموما، فإن التاريخ لغة يعني تحديد الزمن.
الفصل الأول
تعريفات ومفاهيم
حول: تفسير التاريخ.. ومقاربة أسلمة التاريخ
أولاً: مدخل في التعريف بالتاريخ (المعنى والمفهوم):
في اللغة يُقال: أرختُ الكتاب وورخته
[1] .
وفي لسان العرب: التَّأْرِيخُ: تَعْرِيفُ الْوَقْتِ، وَالتَّوْرِيخُ مِثْلُهُ.. أَرَّخَ الْكِتَابَ لِيَوْمِ كَذَا: وَقَّتَهُ، وَالْوَاوُ فِيهِ لُغَةٌ.. وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ الْوَاوَ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقِيلَ: إِنَّ التَّأْرِيخَ الَّذِي يُؤَرِّخُهُ النَّاسُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ، وَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ أَخَذُوهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَتَأْرِيخُ الْمُسْلِمِينَ أُرِّخَ مِنْ زَمَنِ هِجْرَةِ الرَسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُتِبَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَارَ تَارِيخًا إِلَى الْيَوْمِ.
آرَخْتُ الْكِتَابَ فَهُوَ مُؤَارَخٌ، وَفَعَلْتُ مِنْهُ أَرَخْتُ أَرْخًا وَأَنَا آرِخٌ
[2] .
[ ص: 19 ] وفي تـاج العروس: أَرَخَ الكتَـابَ بالتخفيف وقَضِـيَّته أَنه كنَصَـرَ، وأَرخَـه بالتشـديد وآرَخه بمَدِّ الهمزة وَقَّتَه أَرْخاً وتأْريخاً ومُؤارَخة، ومثله التَّوْريخُ ... وقال الصُّولي: تاريخ كلِّ شيْءٍ غايتُه ووَقتْه الذي ينتهِي إِليه، يَنتهِي شَرَفُهم ورياستُهم... ويقال: وَرَّخت على البدَل، والتَّوريخ قليلُ الاستعمال.. وأَرخت البيِّنة: ذكرْتُ تاريخاً
[3] .
أرخ وهي مصدر، قام بتاريخ الأحداث التاريخية، تسـجيلها وكتابة أحداثها ووقائعها وكيف حدثت وأسبابها في الماضي أو الحاضر؛ وقد فرق الأصمعي بين اللغتين، فقال: بنو تميم يقولون وَرَّخت الكتاب توريخًا، وقيس تقول أَرَّخته تأريخًا.. وقالوا هو معرب، مأخوذ من ماه روز بالفارسية، ماه القمر وروز اليوم
[4] .
وهكذا، فمن خلال تتبُّع التَّعاريف اللغويَّة لكلِمة «تاريخ»، نجد أنَّ تعريف الوقت هو المعنى الغالب لدى علماء اللغة، حيث ذكروا أنَّ التأريخ: «تعريف الوقت، أرَّخ الكتاب: وقَّته».
[ ص: 20 ] أمَّا عن أصل الكلمة، فقد اختلف فيه؛ فقد قيل إنَّه عربي، وقيل إنَّه غير ذلك؛ يقول الرَّازي في «مختار الصحاح»: «التاريخ والتوريخ: تعريف الوقت».
وفي إطار البحث عن المعنى لأيِّ مصطلح أو علم، يجري الرجوع عادة إلى اللغة، التي ظهر فيها هذا المصطلح، كجزء من ثقافتها.
من هنا؛ لا يعدو هذا الفرق الإملائي بين الكلمتين «تاريخ» و«توريخ» أكثر من كونِهما نطقًا لمعنى واحد للهجتين عربيتين: لهجة بني تميم، التي تقول: ورَّخت الكتاب توريخًا، ولهجة قيس، التي تقول: أرَّخته تأريخًا.
وعمومًا، فإنَّ التَّاريخ لغةً يعني تَحديد الزَّمن.