1401 - مسألة : ومن فهو سواء ، كما لو ابتاع لهم من غيره ، أو باع لهم من غيره ولا فرق ، إن لم يحاب نفسه في كل ذلك ، ولا غيره - : جاز ، وإن حابى نفسه ، أو غيره : بطل ; لأنه مأمور بالقيام بالقسط ، والتعاون على البر ، فإذا فعل ما أمر به فهو محسن ، وإذ هو محسن ، ف { باع ما وجب بيعه لصغير ، أو لمحجور غير مميز ، أو لمفلس ، أو لغائب بحق ، أو ابتاع لهم ما وجب ابتياعه ، أو باع في وصية الميت ، أو ابتاع من نفسه للمحجور ، أو للصغير ، أو لغرماء المفلس أو للغائب ، أو باع لهم من نفسه ما على المحسنين من سبيل } ولم يأت قط نص قرآن ، ولا سنة بالمنع من ابتياع ممن ينظر له لنفسه أو يشتري له من نفسه ؟ [ ص: 201 ] فإن قيل : إن قد منع من ذلك - : كما روينا من طريق ابن مسعود عن عبد الرزاق سفيان عن أبي إسحاق عن ، قال : جاء رجل إلى صلة بن زفر على فرس ، فقال : إن عمي أوصى إلي بتركته وهذا منها أفأشتريه ؟ قال : لا ، ولا تستقرض من أموالهم شيئا قلنا : قد روينا ما حدثناه . ابن مسعود أبو سعيد الجعفري قال : نا أبو بكر محمد بن علي المقري نا أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي عن الحسن بن غليب بن سعيد عن نا يوسف بن عدي نا أبو الأحوص أبو إسحاق عن يرفا مولى قال : أنزلت مال الله تعالى مني بمنزلة مال اليتيم ، إن احتجت إليه أخذت منه ، فإذا أيسرت قضيت . فهذا عمر بن الخطاب لا ينكر عمر . الاستقراض من مال اليتيم
وكذلك صح عن أيضا . ابن عمر . ولا فرق بين أخذ مال اليتيم قرضا ورد مثله بعد ذلك وبين ابتياعه بمثل ثمنه وقيمته وإعطاء مثله نقدا
فإن قالوا : يتهم في ذلك ؟ قلنا : ويتهم أيضا أنه يدلس أيضا فيما يبتاع له من غيره ، أو يبيعه له من غيره ، فيأكل ويخون في الأمرين ، ولا فرق بين من استجاز عين الوصية ومن في ولايته فيما يبتاع له من نفسه ، أو ما يشتري منه لنفسه ، وبين أن يستجيز ذلك فيما يبتاع له من غيره ، أو يبيع له من غيره - وما جعل الله قط بين الأمرين فرقا يعقل .
وقال : لا يبتاع لنفسه من مال يتيمه شيئا - وروي هذا عن أبو حنيفة ، وقال الشافعي مرة أخرى : إن ابتاع منه بأكثر من القيمة جاز وأما بالقيمة فأقل فلا - وقال أبو حنيفة يحمل إلى السوق فإن بلغ أكثر بطل عقده ، وإلا فهو له لازم . مالك
والعجب أنهم منعوا من هذا وأجازوا أن يرهن عن نفسه مال يتيمه ، وأباح المالكيون أن يعتق عبد يتيمه - وهذا تناقض وعكس للحقائق .
وقال بقولنا ، أبو يوسف ، وأبو سليمان في أحد قوليه فعلى ، كل حال قد خالفوا وسفيان الثوري - وبالله تعالى التوفيق . ابن مسعود