[ ص: 145 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=80يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=80يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم لما أنجاهم من
فرعون قال لهم هذا ليشكروا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=80وواعدناكم جانب الطور الأيمن جانب نصب على المفعول الثاني ( لواعدنا ) ولا يحسن أن ينتصب على الظرف ؛ لأنه ظرف مكان غير مبهم . وإنما تتعدى الأفعال والمصادر إلى ظروف المكان بغير حرف جر إذا كانت مبهمة . قال
مكي هذا أصل لا خلاف فيه ؛ وتقدير الآية . وواعدناكم إتيان جانب الطور ؛ ثم حذف المضاف . قال
النحاس : أي أمرنا
موسى أن يأمركم بالخروج معه ليكلمه بحضرتكم فتسمعوا الكلام . وقيل : وعد
موسى بعد إغراق
فرعون أن يأتي جانب الطور الأيمن فيؤتيه التوراة ، فالوعد كان
لموسى ولكن خوطبوا به لأن الوعد كان لأجلهم . وقرأ
أبو عمرو ( ووعدناكم ) بغير ألف واختاره
أبو عبيد ؛ لأن الوعد إنما هو من الله تعالى
لموسى خاصة ، والمواعدة لا تكون إلا من اثنين . وقد مضى في ( البقرة ) هذا المعنى والأيمن نصب ؛ لأنه نعت للجانب وليس للجبل يمين ولا شمال ، فإذا قيل : خذ عن يمين الجبل فمعناه خذ على يمينك من الجبل . وكان الجبل على يمين
موسى إذ أتاه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=80ونزلنا عليكم المن والسلوى أي في التيه . وقد تقدم القول فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81كلوا من طيبات ما رزقناكم أي من لذيذ الرزق . وقيل : من حلاله إذ لا صنع فيه لآدمي فتدخله شبهة . ولا تطغوا فيه أي لا تحملنكم السعة والعافية أن تعصوا ؛ لأن الطغيان التجاوز إلى ما لا يجوز . وقيل : المعنى ؛ أي لا تكفروا النعمة ولا تنسوا شكر المنعم بها عليكم . وقيل : أي ولا تستبدلوا بها شيئا آخر كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وقيل : لا تدخروا منه لأكثر من يوم وليلة ؛ قال
ابن عباس : فيتدود عليهم ما ادخروه ؛ ولولا ذلك ما تدود طعام أبدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81فيحل عليكم غضبي أي يجب وينزل ، وهو منصوب بالفاء في جواب النهي من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81ولا تطغوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81فيحل عليكم غضبي قرأ
الأعمش ويحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( فيحل ) بضم الحاء
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى قرأ
الأعمش ويحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( ومن يحلل ) بضم اللام الأولى . والباقون بالكسر وهما لغتان . وحكى
أبو عبيدة وغيره : أنه يقال : حل يحل إذا وجب وحل يحل إذا نزل . وكذا قال
[ ص: 146 ] الفراء : الضم من الحلول بمعنى الوقوع ، والكسر من الوجوب . والمعنيان متقاربان إلا أن الكسر أولى ؛ لأنهم قد أجمعوا على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39ويحل عليه عذاب مقيم . وغضب الله عقابه ونقمته وعذابه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81فقد هوى قال
الزجاج : فقد هلك ؛ أي صار إلى الهاوية وهي قعر النار ، من هوى يهوي هويا أي سقط من علو إلى سفل ، وهوى فلان أي مات . وذكر
ابن المبارك : أخبرنا
إسماعيل بن عياش قال حدثنا
ثعلبة بن مسلم عن
أيوب بن بشير عن
شفي الأصبحي قال : إن في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه ؛ قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا وإن في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وذكر الحديث ؛ وقد ذكرناه في كتاب ( التذكرة ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب أي من الشرك .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى أي أقام على إيمانه حتى مات عليه ؛ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وقتادة وغيرهما . وقال
ابن عباس : أي لم يشك في إيمانه ؛ ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي والمهدوي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أيضا : أقام على السنة والجماعة ؛ ذكره
الثعلبي . وقال
أنس : أخذ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر
المهدوي ، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن
الربيع بن أنس . وقول خامس : أصاب العمل ؛ قاله
ابن زيد ؛ وعنه أيضا : تعلم العلم ليهتدي كيف يفعل ؛ ذكر الأول
المهدوي ، والثاني
الثعلبي . وقال
الشعبي ومقاتل والكلبي : علم أن لذلك ثوابا وعليه عقابا ؛ وقاله
الفراء : وقول ثامن :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82ثم اهتدى في ولاية أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ قاله
ثابت البناني . والقول الأول أحسن هذه الأقوال - إن شاء الله - وإليه يرجع سائرها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
سفيان : كنا نسمع في قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب أي من الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وآمن أي بعد الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وعمل صالحا صلى وصام
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82ثم اهتدى مات على ذلك .