449 - مسألة : ونستحب أن لا يكبر الإمام إلا حتى يستوي كل من وراءه في صف أو أكثر من صف ، فإن كبر قبل ذلك أساء وأجزأه .
[ ص: 31 ] وقال : أبو حنيفة فليكبر الإمام ؟ وروينا عن إذا قال المقيم " قد قامت الصلاة " إجازة إبراهيم النخعي ؟ قال تكبير الإمام قبل أن يأخذ المؤذن في الإقامة : وكلا القولين خطأ - : حدثنا علي عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج هارون بن معروف وحرملة بن يحيى قالا : ثنا أخبرني ابن وهب - عن يونس هو ابن يزيد ابن شهاب أخبرني سمع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يقول : { أبا هريرة } أقيمت الصلاة فقمنا فعدلنا الصفوف قبل أن يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قام في مصلاه وقبل أن يكبر ذكر فانصرف ، وقال لنا : مكانكم ، فلم نزل قياما ننتظره حتى خرج إلينا وقد اغتسل ، ينطف رأسه ماء ، فكبر فصلى بنا ؟
حدثنا حمام ثنا ثنا ابن مفرج ثنا ابن الأعرابي الدبري ثنا أنا عبد الرزاق عن معمر عن { ثابت البناني قال : كانت الصلاة تقام فيكلم الرجل النبي صلى الله عليه وسلم في الحاجة تكون له ، يقوم بينه وبين القبلة قائما يكلمه ، فربما رأيت بعض القوم ينعس من طول قيام النبي صلى الله عليه وسلم أنس } .
وأيضا - { } يعني الإمام - : مبطل لقول فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمأمومين وإذا كبر فكبروا ، لأنه إذا كبر الإمام ولم يتم المقيم الإقامة لم يمكن المقيم أن يكبر إذا كبر الإمام ، أبي حنيفة يأمر بخلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكبر إذا كبر الإمام ؟ وروينا من طريق فأبو حنيفة عن يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال : كان ابن عمر يبعث رجالا يسوون الصفوف فإذا جاءوه كبر عمر
وعن عن مالك أبي النضر عن مالك بن أبي عامر قال : كان لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف ، فيخبرونه أنها قد استوت فيكبر . عثمان بن عفان
وعن عن وكيع عن مسعر بن كدام عبد الله بن ميسرة عن معقل بن أبي قيس عن : أنه كان ينتظر بعد ما أقيمت الصلاة قليلا ؟ عمر بن الخطاب
[ ص: 32 ] وروينا عن رضي الله عنهما نحو هذا ؟ . الحسن بن علي
فهذا فعل الخليفتين بحضرة الصحابة رضي الله عنهم ، وإجماعهم معهم على ذلك ؟ وروينا عن الحجاج بن المنهال عن عبد الله بن داود الخريبي قال : أذن في المنار وأقام في المنار ، ثم نزل فأمنا . سفيان الثوري
وقولنا هو قول مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وداود ، وأحد قولي ومحمد بن الحسن . أبي يوسف
قال : واحتج مقلد علي بأثر رويناه من طريق أبي حنيفة عن وكيع عن سفيان الثوري عاصم الأحول عن { أبي عثمان النهدي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، لا تسبقني بآمين بلالا } . أن
ومن طريق عن عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أنه كان مؤذنا أبي هريرة للعلاء بن الحضرمي بالبحرين فقال له : لتنتظرني بآمين أو لا أؤذن لك . أبو هريرة
قال : واحتجاجهم بهذين الأثرين من أقبح ما يكون من التمويه في الدين وإقدام على الفضيحة بالتدليس على من اغتر بهم ودليل على قلة الورع جملة ، لأنهم لا يرون للمأموم أن يقرأ خلف الإمام أصلا بل يرون للإمام أن يقول : { علي وجهت وجهي } إلى آخر الكلام المروي في ذلك قبل أن يقرأ " أم القرآن " وبالضرورة والمشاهدة يدرون أن المقيم إذا قال : " قد قامت الصلاة " فكبر الإمام فلم يبق على المقيم شيء إلا أن يقول : " الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله " .
فمن المحال الممتنع الذي لا يشكل أن يكون الإمام يتم قراءة " أم القرآن " قبل أن يتم المقيم قول " الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله " ثم يكبر .
فكيف يكون هذا دليلا على أن الإمام يكبر إذا قال المقيم " قد قامت الصلاة " .
بل لو كبر الإمام مع ابتداء المقيم الإقامة لما أتم " أم القرآن " أصلا إلا بعد إتمام المقيم الإقامة ، وبعد أن يكبر للإحرام ، فكيف بثلاث كلمات ؟ [ ص: 33 ] فلقد كان ينبغي لهم أن يستحيوا من التمويه في دين الإسلام بمثل هذا الضعف ؟ فإن قيل : ما معنى قول ، بلال : لا تسبقني بآمين ؟ قلنا : معناه بين في غاية البيان ، لأن { وأبي هريرة } ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإمام إذا قال " آمين " قالت الملائكة " آمين " فإن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمهل في قول " آمين " فيجتمع معه في قولها ، رجاء لموافقة تأمين الملائكة ، وهذا الذي أراد بلال من أبو هريرة العلاء - فبطل تعلقهم بهذين الأثرين ؟ وموهوا أيضا بما حدثناه أحمد بن محمد الطلمنكي قال : ثنا ثنا ابن مفرج أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ثنا ثنا محمد بن المثنى الحجاج بن فروخ عن عن العوام بن حوشب قال : { عبد الله بن أبي أوفى إذا قال : قد قامت الصلاة نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير بلال } . كان
قال : لم يرو هذا أحد من غير هذا الطريق ورووا نحو هذا أيضا عن البزار ؟ قال عمر بن الخطاب : وهذان أثران مكذوبان ؟ أما حديث علي ابن أبي أوفى فمن طريق الحجاج بن فروخ ، وهو متفق على ضعفه وترك الاحتجاج به وأما خبر فمن طريق عمر ، وهو ضعيف - فبطل التعلق بهما ؟ وقد ذكرنا أن الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شريك القاضي خلاف هذا ؟ قال عمر : وهم يقولون : لا نقبل خبر الواحد فيما تعظم البلوى به ؟ قال علي : وهذا مما تعظم به البلوى ، فلو كان كما يقولون ما خفي على سائر الفقهاء ، وقد قبلوا فيه خبرا واهيا ، وتركوا له الآثار الثابتة علي