سجود القرآن 556 - مسألة - أولها - : - في آخر خاتمة سورة الأعراف - ثم في الرعد [ ص: 323 ] ثم في النحل - ثم في " سبحان " - ثم في " كهيعص " - ثم في الحج في الأولى - وليس قرب آخرها - سجدة - ثم في الفرقان - ثم في النمل - ثم في " الم تنزيل " - ثم في " ص " ثم في " حم " فصلت - ثم في " والنجم " في آخرها . - ثم في " إذا السماء انشقت " عند قوله تعالى { في القرآن أربع عشرة سجدة لا يسجدون } ثم في " اقرأ باسم ربك " في آخرها . وليس السجود فرضا لكنه فضل ، وعند طلوع الشمس وغروبها واستوائها إلى القبلة وإلى غير القبلة وعلى طهارة وعلى غير طهارة . ويسجد لها في الصلاة الفريضة والتطوع ، وفي غير الصلاة في كل وقت
فأما إلى " الم تنزيل " فلا خلاف فيها ، ولا في مواضع السجود منها ، إلا في سورة النمل ، فإن كثيرا من الناس قالوا : موضع السجدة فيها عند تمام قراءتك { السجدات المتصلة رب العرش العظيم } .
وقال بعض الفقهاء ، بل في تمام قراءتك { وما تعلنون }
وبهذا نقول ، لأنه أقرب إلى موضع ذكر السجود والأمر به ، والمبادرة إلى فعل الخير أولى .
قال تعالى : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم } .
وقالت طائفة : في الحج سجدة ثانية قرب آخرها ، عند قوله تعالى : { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } ولا نقول بهذا في الصلاة ألبتة ، لأنه لا يجوز أن يزاد في الصلاة سجود لم يصح به نص ، والصلاة تبطل بذلك ، وأما في غير الصلاة فهو حسن ، لأنه فعل خير ؟ [ ص: 324 ] وإنما لم نجزه في الصلاة ; لأنه لم يصح فيها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجمع عليها ، وإنما جاء فيها أثر مرسل .
وصح عن وابنه عمر بن الخطاب ، عبد الله : السجود فيها - وروي أيضا عن وأبي الدرداء - : روينا من طريق أبي موسى الأشعري : ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة سمعت سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يقول : صليت خلف عبد الله بن ثعلبة فسجد في الحج سجدتين . عمر بن الخطاب
وعن عن مالك : رأيت عبد الله بن دينار سجد في الحج سجدتين . عبد الله بن عمر
وعن عن معمر أيوب عن عن نافع : أنه وأباه ابن عمر كانا يسجدان في الحج سجدتين . وقال عمر : لو سجدت فيها واحدة لكانت السجدة في الآخرة أحب إلي ؟ وقال ابن عمر : إنها فضلت بسجدتين . عمر
وعن عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة يزيد بن خمير عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه : أن سجد في الحج سجدتين . أبا الدرداء
وروي أيضا عن ، علي بن أبي طالب ، وأبي موسى . وعبد الله بن عمرو بن العاص
قال : أين المهولون من أصحاب أبو محمد ، مالك بتعظيم خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف من الصحابة ؟ وأبي حنيفة
وقد خالفوا ههنا فعل بحضرة الصحابة لا يعرف له منهم مخالف ، ومعه طوائف ممن ذكرنا ، ومعهم حديث مرسل بمثل ذلك ، وطوائف من التابعين ومن [ ص: 325 ] بعدهم ؟ وبه يقول عمر . الشافعي
وأما نحن فلا حجة عندنا إلا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قالوا : قد جاء عن في هذا خلاف ؟ قلنا : ليس كما تقولون ، إنما جاء عن ابن عباس : السجود عشر ، وقد جاء عنه : ليس في " ص " سجدة فبطل أن يصح عنه خلاف في هذا . ابن عباس
بل قد صح عنه سجدتين - : كما روينا من طريق السجود في الحج عن شعبة عاصم الأحول عن أبي العالية عن قال : فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين ؟ ابن عباس ؟ وإنما قلنا : بالسجود فيها ; لأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود فيها ، وقد ذكرناه قبل هذا في سجود الخطيب يوم الجمعة يقرأ السجدة . واختلف : أفي " ص " سجدة أم لا
واختلف في . السجود في " حم "
فقالت طائفة : السجدة عند تمام قوله تعالى : { إن كنتم إياه تعبدون } وبه نأخذ .
وقالت طائفة : بل عند قوله : { وهم لا يسأمون }
وإنما اخترنا ما اخترنا لوجهين - : أحدهما : أن الآية التي يسجد عندها قبل الأخرى ، والمسارعة إلى الطاعة أفضل ، والثاني : أنه أمر بالسجود واتباع الأمر أولى ؟ وقال بعض من لم يوفق للصواب : وجدنا السجود في القرآن إنما هو في موضع الخبر لا في موضع الأمر ؟ ؟ قال : وهذا هو أول من خالفه [ ص: 326 ] لأنه وسائر المسلمين يسجدون في الفرقان في قوله تعالى : { أبو محمد وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا } وهذا أمر لا خبر ؟ وفي قراءة وهي إحدى القراءات الثابتة : { الكسائي ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض } إلى آخر الآية ، بتخفيف " ألا " بمعنى : ألا يا قوم اسجدوا ، وهذا أمر ؟
وفي النحل عند قوله تعالى : { ويفعلون ما يؤمرون } .
وقد وجدنا ذكر لا سجود فيه عند أحد . وهو قوله تعالى في آل عمران { السجود بالخير ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } .
وفي قوله تعالى : { والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما }
فصح أن القوم في تخليط لا يحصلون ما يقولون - : وروينا عن عن أبيه عن وكيع عن أبي إسحاق السبيعي عبد الرحمن بن الأسود قال : كان أصحاب يسجدون بالأولى من الآيتين . ابن مسعود
وكذلك عن . أبي عبد الرحمن السلمي
وهو قول ، مالك ؟ وصح عن وأبي سليمان ، ابن مسعود : أنهما كانا لا يريان عزائم السجود من هذه المذكورات إلا " الم " و " حم " وكانا يريانهما أوكد من سواهما ؟ وقال وعلي : لا سجود في شيء من المفصل . مالك
وروي ذلك عن ، ابن عباس - : وخالفهما آخرون من الصحابة ، كما نذكر إن شاء الله تعالى ، بعد أن نقول : صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود فيها ، ولا حجة في أحد دونه ولا معه : حدثنا وزيد بن ثابت عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا [ ص: 327 ] ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت أبي إسحاق السبيعي الأسود بن زيد عن { ابن مسعود } . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : والنجم فسجد فيها
حدثنا حمام بن أحمد ثنا عباس بن أصبغ ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا مسدد ثنا - عن يحيى هو ابن سعيد القطان عن سفيان الثوري أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن { قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في : والنجم و اقرأ باسم ربك أبي هريرة } .
وبه يأخذ جمهور السلف ؟ وروينا من طريق عن مالك عبد الرحمن الأعرج عن : أن أبي هريرة قرأ لهم " والنجم إذا هوى " فسجد فيها ، ثم قام فقرأ بسورة أخرى ، وأنه فعل ذلك في الصلاة بالمسلمين ؟ عمر بن الخطاب
وعن : أن أبي عثمان النهدي قرأ في صلاة العشاء ب " والنجم " فسجد في آخرها ، ثم قام فقرأ ب " والتين والزيتون " فركع وسجد ، فقرأ سورتين في ركعة . عثمان بن عفان
ومن طريق عن سفيان الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : العزائم أربع - : " الم تنزيل " " و حم السجدة " " والنجم " " واقرأ باسم ربك " علي بن أبي طالب
وعن عن شعبة ، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : عزائم السجود أربع : ( الم تنزيل ) " وحم " " والنجم " " واقرأ باسم ربك " ابن مسعود
وعن ، سليمان بن موسى كلاهما عن وأيوب السختياني قال : إن نافع مولى ابن عمر كان إذا قرأ ب ( النجم ) سجد . ابن عمر
وعن { المطلب بن أبي وداعة قال : سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجم ولم أسجد - وكان مشركا حينئذ - . [ ص: 328 ] قال : فلن أدع السجود فيها أبدا } أسلم المطلب يوم الفتح .
فهذا ، عمر ، وعثمان ، بحضرة الصحابة رضي الله عنهم ، وهم يشنعون أقل من هذا . وعلي
وبالسجود فيها يقول : ، عبد الرحمن بن أبي ليلى وسفيان ، وأبو حنيفة ، والشافعي ، وأحمد ، وغيرهم . وداود
قال : واحتج المقلدون أبو محمد بخبر - : رويناه من طريق لمالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن { عطاء بن يسار قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم فلم يسجد فيها زيد بن ثابت } .
قال : لا حجة لهم في هذا ، فإنه لم يقل : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا سجود فيها ، وإنما في هذا الخبر حجة على من قال : إن السجود فرض فقط . أبو محمد
وهكذا نقول : إن السجود ليس فرضا ، لكن إن سجد فهو أفضل ، وإن ترك فلا حرج ، ما لم يرغب عن السنة ؟ وأيضا : فإن راوي هذا الخبر قد صح عن أنه لا يعتمد على روايته - وهو مالك ابن قسيط - فالآن صارت روايته حجة في إبطال السنن ؟ على أنه ليس فيها شيء مما يدعونه ؟ وموهوا أيضا بخبر - : رويناه من طريق عن حماد بن سلمة حميد عن بكر هو ابن عبد الله المزني - أن أبا سعيد الخدري قال : { بمكة بالنجم فلما قدم المدينة رأى أبو سعيد فيما يرى النائم كأنه يكتب سورة ص ، فلما أتى على السجدة : سجدت الدواة ، والقلم ، والشجر ، وما حوله من شيء . قال : فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد فيها ، وترك النجم } إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد
فهذا خبر لا يصح ; لأن بكرا لم يسمعه من أبي سعيد ، والله أعلم ممن سمعه ، إلا [ ص: 329 ] أنه قد صح بطلان هذا الخبر بلا شك لما رويناه آنفا من قول { أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد بهم في النجم } متأخر الإسلام ، وإنما أسلم بعد فتح وأبو هريرة خيبر ، وفي هذا الخبر أن ترك السجود فيها كان إثر قدومه عليه السلام المدينة ، وهذا باطل
وموهوا بخبر رويناه من طريق يذكره عن مطر الوراق { ابن عباس المدينة } . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في المفصل مذ قدم
وهذا باطل بحت ، لما ذكرنا من حديث ، ولما نذكره إثر هذا إن شاء الله تعالى : وعلة هذا الخبر هو أن أبي هريرة مطرا سيئ الحفظ .
ثم لو صح لكان المثبت أولى من النافي ، ولا عمل أقوى من عمل ، عمر بحضرة الصحابة وعثمان بالمدينة - وبالله تعالى التوفيق .
وذكروا أحاديث مرسلة ساقطة ، لا وجه للاشتغال بها لما ذكرنا ؟ وأما إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك فإن عبد الرحمن بن عبد الله حدثنا قال : ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا ثنا البخاري ، مسلم بن إبراهيم ومعاذ بن فضالة قالا : ثنا عن هشام الدستوائي - عن يحيى هو ابن أبي كثير عن { أبي سلمة قال : رأيت عبد الرحمن بن عوف سجد في إذا السماء انشقت ، فقلت : يا أبا هريرة ، ألم أرك تسجد ؟ قال : لو لم أر النبي صلى الله عليه وسلم سجد لم أسجد بها أبا هريرة } .
ومن طريق أيضا عن مالك عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بمثله . أبي هريرة
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وعمرو الناقد عن سفيان بن عيينة أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن { قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في : إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك أبي هريرة } .
قال : هذا يكذب رواية أبو محمد مطر التي احتجوا بها ؟ [ ص: 330 ] ومن طريق عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان بن سليم عبد الرحمن الأعرج عن : { أبي هريرة } سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك
ورويناه من طرق كثيرة متواترة كالشمس ، اكتفينا منها بهذا .
وبهذا يأخذ عامة السلف - : روينا من طريق ، يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي كلهم قال : ثنا والمعتمر بن سليمان - عن قرة هو ابن خالد عن محمد بن سيرين قال : " سجد : أبي هريرة ، أبو بكر في : " إذا السماء انشقت " ومن هو خير منهما " زاد وعمر عبد الرحمن ، والمعتمر " و : ( اقرأ باسم ربك )
وهذا أثر كالشمس صحة .
وقد ذكرنا عن ، علي آنفا : وابن مسعود - : " الم " " وحم " " والنجم " " واقرأ باسم ربك " . عزائم السجود
ومن طريق عن شعبة عن عاصم بن أبي النجود أبي رزين : قرأ : " إذا السماء انشقت " وهو يخطب ، فنزل فسجد عمار بن ياسر
وعن الثقات : أيوب ، ، وعبيد الله بن عمر عن وسليمان بن موسى : أن نافع كان يسجد في : " إذا السماء انشقت " ، " واقرأ باسم ربك " . ابن عمر
وهو قول أصحاب ، ابن مسعود ، وشريح والشعبي أمر الناس بذلك وعمر بن عبد العزيز والشعبي ، وأبي حنيفة والأوزاعي ، ، وسفيان الثوري ، والشافعي ، وأحمد وإسحاق ، ، وأصحابهم ، وأصحاب الحديث ؟ وداود
وأما سجودها على غير وضوء ، وإلى غير القبلة كيف ما يمكن ؟ فلأنها ليست صلاة ، وقد قال عليه السلام : { } فما كان أقل من ركعتين فليس إلا أن يأتي نص بأنه صلاة ، كركعة الخوف ، والوتر ، وصلاة الجنازة ، ولا نص في [ ص: 331 ] أن سجدة التلاوة : صلاة ؟ وقد روي عن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى رضي الله تعالى عنه ، عثمان : تومئ الحائض بالسجود ؟ قال وسعيد بن المسيب : وتقول : رب لك سجدت . وعن سعيد الشعبي : جوازها إلى غير القبلة