روينا من طريق نا البزار محمد بن عمر بن هياج نا الفضيل بن دكين أبو نعيم نا محمد بن قيس عن عن أبيه أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبي موسى قال { سعد بمكة فأتاه النبي عليه السلام يعوده فقال له يا رسول الله أليس تكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر منها ؟ قال : بلى } وذكر باقي الخبر ، فهذا نص ما قلنا - والحمد لله رب العالمين . : مرض
ومنها : { } [ ص: 334 ] وهذا موضوع من رواية اللهم إنك أخرجتني من أحب بلادك إلي فأسكني أحب البلاد إليك محمد بن الحسن بن زبالة المذكور عن محمد بن إسماعيل عن سليمان بن بريدة وغيره مرسل .
ومنها : المدينة خير من مكة - هكذا تصريح روينا من طرق .
أحدها :
من رواية محمد بن الحسن بن زبالة صاحب هذه الفضائح كلها المنفرد بوضعها عن يحيى بن عبد الرحمن عن عمرة بنت عبد الرحمن عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . رافع بن خديج
والثاني :
من طريق محمد بن عبد الرحمن بن الرداد بن عبد الله بن شريح بن مالك القرشي عن عن يحيى بن سعيد الأنصاري عمرة بنت عبد الرحمن عن عن النبي عليه السلام ، رافع بن خديج هذا مجهول لا يدريه أحد . ومحمد بن عبد الرحمن
والثالث :
من طريق عن عبد الله بن نافع الصائغ صاحب مالك محمد بن عبد الرحمن بن الرداد المذكور عن يحيى بن سعيد عن عمرة قال : قال رسول الله عليه السلام ، وعبد الله بن رافع هذا ضعيف بلا خلاف ، وابن الرداد مجهول - ومثل هذا الشارع العجيب لا يجوز أن يسلك عليه إلا على هذه الزوايغ الوحشة . نافع
وهذا الخبر رويناه من طريق بإسناد في غاية الصحة ، قال مسلم " نا مسلم عبد الله بن مسلمة القعنبي نا عن سليمان بن بلال عتبة بن مسلم عن قال : خطب نافع بن جبير بن مطعم مروان فذكر مكة وأهلها وحرمتها [ ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها ] فناداه [ فقال ] أسمعك ذكرت رافع بن خديج مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها ، وقد حرم رسول الله عليه السلام ما بين لابتيها وذلك عندنا في أديم خولاني إن شئتم أقرأتكم فقال مروان : قد سمعت بعض ذلك " . قال : فهكذا كان الحديث فبدله أهل الزيغ عصبية عجل الله - تعالى - لهم بها الفضيحة في الكذب على رسول الله عليه السلام وصفة الحماقة ، ونعوذ بالله من كل ذلك . أبو محمد
قال : هذا كل ما موهوا به قد أوضحناه ; وبالله - تعالى - التوفيق . [ ص: 335 ] علي
ثم نورد الآثار الصحيحة والبراهين الواضحة في مكة على المدينة وغيرها ، أول ذلك : حبس الله - تعالى - الفيل عنها وإهلاكه جيش راكبه إذ أراد غزو فضل مكة .
ثم { الحديبية إذ بركت ناقته فقال الناس : خلأت فقال النبي عليه السلام : ما خلأت ولا هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل } ، وقال - تعالى - { قول رسول الله عليه السلام في غزوة : ومن دخله كان آمنا } ، وقال - تعالى - { : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين } ، وقال - تعالى - { : إن الصفا والمروة من شعائر الله } ، وقال - تعالى - { : ثم محلها إلى البيت العتيق } ، وقال - تعالى - { : أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود } ، ثم جعل الله - تعالى - فيها تمام الصلاة ، والحج ، والعمرة ، فهي القبلة التي لا تقبل صلاة إلا بالقصد نحوها ، وإليها الحج المفترض ، والعمرة المفترضة ، وإنما فرضت الهجرة إلى المدينة ما لم تفتح مكة فلما فتحت بطلت الهجرة ، فهذه الفضيلة لمكة ثم للمدينة ، وأمر عليه السلام أن لا يسفك فيها دم ، وأخبر أن الله - تعالى - حرمها يوم خلق السموات والأرض ، ولم يحرمها الناس ونهى عليه السلام أن يستقبلها أحد أو يستدبرها ببول أو غائط .
روينا من طريق نا البخاري محمد بن عبد الله نا عاصم بن علي نا عاصم بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - عن واقد بن محمد - هو أخوه - قال : سمعت أبي - هو - قال : قال محمد بن زيد { عبد الله بن عمر } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟ قالوا : ألا شهرنا هذا . قال : ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟ قالوا : ألا بلدنا هذا . قال : ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟ قالوا : ألا يومنا هذا . قال : فإن الله - تعالى - حرم عليكم دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم ، إلا بحقها كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا من شهركم هذا ألا هل [ ص: 336 ] بلغت ؟ ثلاثا ، كل ذلك يجيبونه : ألا نعم
ومن طريق نا ابن أبي شيبة - عن أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير عن الأعمش أبي صالح السمان عن قال : { جابر بن عبد الله } ثم ذكر مثل حديث قال رسول الله عليه السلام في حجته : أتدرون أي يوم أعظم حرمة ؟ فقلنا : يومنا هذا قال : فأي بلد أعظم حرمة ؟ فقلنا : بلدنا هذا . ابن عمر
فهذان : ، جابر يشهدان : أن رسول الله عليه السلام قرر الناس على أي بلد أعظم حرمة فأجابوه بأنه وابن عمر مكة وصدقهم في ذلك ، وهذا إجماع من جميع الصحابة في إجابتهم إياه عليه السلام بأن بلدهم ذلك ، وهم بمكة ، فمن خالف هذا فقد خالف الإجماع .
فصح بالنص والإجماع أن مكة أعظم حرمة من المدينة ، وإذا كانت أعظم حرمة من المدينة فهي أفضل بلا شك ; لأن أعظم الحرمة لا يكون إلا للأفضل ولا بد ، لا للأقل فضلا .
روينا من طريق عن حماد بن سلمة محمد بن عمرو عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف { أبي هريرة بالحجون فقال : والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولو لم أخرج منك ما خرجت ، لم تحل لأحد قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي } وذكر باقي الحديث . أن رسول الله عليه السلام كان
ومن طريق نا سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن - عن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف { أبي هريرة بالحجون فقال : إنك خير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولو تركت فيك ما خرجت منك } وذكر باقي الحديث . أن رسول الله عليه السلام وقف
ومن طريق أحمد بن شعيب نا ، سلمة بن شبيب ، وقتيبة بن سعيد قال وإسحاق بن منصور سلمة : عن قال : سمعت إبراهيم بن خالد عن معمرا الزهري عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : { أبي هريرة بمكة : والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت } . قال رسول الله عليه السلام وهو في سوق [ ص: 337 ] الجزورة
وقال : نا قتيبة - عن الليث وهو ابن سعد ، وقال عقيل بن خالد إسحاق : نا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف نا أبي عن ; ثم اتفق صالح بن كيسان عقيل ، وصالح ، وكلاهما عن الزهري : أخبرني : { أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عبد الله بن عدي ابن الحمراء أخبره أنه سمع رسول الله عليه السلام وهو واقف على راحلته بالجزورة من مكة يقول لمكة : والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت } . أن
لم يختلف عقيل ، وصالح ، في شيء من لفظه عليه السلام ، إلا أن عقيلا قال : عن الزهري عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عبد الله بن عدي ابن الحمراء - وعبد الله هذا مشهور من الصحابة زهري النسب .
نا أحمد بن عمر بن أنس نا نا أبو ذر الهروي أبو الفضل محمد بن عبد الله بن حميرويه نا علي بن محمد بن عيسى نا أبو اليمان هو الحكم بن نافع - أخبرني - عن شعيب هو ابن أبي حمزة الزهري أخبرني أن أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عبد الله بن عدي بن الحمراء أخبره : أنه سمع رسول الله عليه السلام يقول وهو واقف بالجزورة في سوق مكة : { } فارتفع الإشكال جملة - ولله الحمد . والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت
وهذا خبر في غاية الصحة رواه عن النبي عليه السلام ، أبو هريرة وعبد الله بن عدي - ورواه عنهما ورواه عن أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أبي سلمة الزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة .
ورواه عن محمد بن عمرو ، حماد بن سلمة والدراوردي - ورواه عن الزهري أصحابه الثقات : ، معمر ، وشعيب بن أبي حمزة وعقيل ، - ورواه أيضا عنه وصالح بن كيسان ، يونس بن زيد وعبد الرحمن بن خالد . [ ص: 338 ]
ورواه عن هؤلاء الجمع الغفير ، ولا مقال لأحد بعد هذا .
حدثنا يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري نا عبد الوارث بن سفيان بن جبرون نا نا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير ، وأبو يحيى بن أبي مرة قالا جميعا : نا نا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد نا حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح قال : قال رسول الله عليه السلام : { عبد الله بن الزبير المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة } . صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا
قال أحمد بن زهير : سألت عن يحيى بن معين فقال : ثقة ، وقال حبيب المعلم : أحمد بن حنبل ثقة ما أصح حديثه ، هذا لفظ حبيب المعلم أحمد بن زهير .
وقال ابن أبي مرة في روايته { المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي } . صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا
ورويناه أيضا من طريق محمد بن عبيد بن حساب عن بلفظه وإسناده - ورويناه أيضا من طريق حماد بن زيد عن أبي معاوية موسى الجهني عن عن نافع عن النبي عليه السلام . ابن عمر
حديث صحيح فارتفع الإشكال جملة ، والحمد لله . ابن الزبير
فروي القطع بفضل مكة على المدينة كما أوردنا عن النبي عليه السلام : ، جابر ، وأبو هريرة ، وابن عمر ، وابن الزبير وعبد الله بن عدي . خمسة من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - ، منهم ثلاثة مدنيون بأسانيد في غاية الصحة .
ورواها عن هؤلاء : أبو صالح السمان ، ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، منهم ثلاثة مدنيون . وعطاء بن أبي رباح
ورواه عن هؤلاء : ، عاصم بن محمد ، والأعمش ومحمد بن عمرو بن علقمة ، والزهري ، ، منهم ثلاثة مدنيون . وحبيب المعلم
ورواه عن هؤلاء : واقد بن محمد ، ، وأبو معاوية محمد بن حازم الضرير ، وحماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، ومعمر [ ص: 339 ] وشعيب بن أبي حمزة ، وعقيل بن خالد ، وصالح بن كيسان وعبد الرحمن بن خالد ، منهم : ثلاثة مدنيون . ويونس بن زيد
ورواه عن هؤلاء من لا يحصى كثرة - والحمد لله رب العالمين .
وقد ذكرنا أنه قول جميع الصحابة ، وقول مرويا عنه . عمر بن الخطاب
وروينا من طريق عن يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري أسلم المنقري : قلت : آتي لعطاء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي فيه ؟ قال : فقال لي : طواف واحد أحب إلي من سفرك إلى عطاء المدينة .
وهو قول ، أبي حنيفة ، والشافعي وسفيان ، ، وأحمد ، وغيرهم - وبالله - تعالى - التوفيق . وأبي سليمان