( قال ) فعليه نصف ما وجب عليه في هذه الخمس سنين ، وهذا ظاهر ; لأن هلاك النصف معتبر بهلاك الكل ، وإنما الكلام في بيان ما يلزمه فيها في هذه الأحوال فعلى قول رجل له ألف درهم حال عليها خمسة أحوال ثم ضاع نصفها رحمه الله تعالى يلزمه في الحول الأول خمسة وعشرون درهما وفي الحول الثاني أربعة وعشرون درهما ; لأن مقدار خمسة وعشرين درهما صار دينا عليه ودين الزكاة يمنع وجوب الزكاة عنده ، وهو لا يرى الزكاة في الكسور ، وإنما يلزمه في السنة الثانية زكاة تسعمائة وستين درهما وهكذا في كل سنة لا يعتبر في ماله ما وجب عليه من الزكاة للسنين الماضية والكسور في قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى وعلى قول أبي حنيفة أبي يوسف رحمهما الله تعالى لا يعتبر من ماله ما وجب عليه من الزكاة للسنين الماضية وتعتبر الكسور ; لأنهما يوجبان الزكاة في الكسور ، ولا يعتبران بعد النصاب الأول نصابا وعلى قول ومحمد رحمه الله تعالى يلزمه في كل سنة خمسة وعشرون درهما ; لأن دين الزكاة عنده لا يمنع وجوب الزكاة في الأموال الباطنة وقد بينا هذا الأصل في كتاب الزكاة زفر