( قال ) : وإن ولم يضره ، وهذا استحسان وكان ينبغي في القياس أن يفسد صومه ; لأنه ليس فيه أكثر من أنه غير مغذ وأنه لا صنع له فيه فكان نظير التراب يهال في حلقه وفي الاستحسان لا يضره هذا ; لأنه لا يستطاع الامتناع منه فإن الصائم لا يجد بدا من أن يفتح فمه فيتحدث مع الناس وما لا يمكن التحرز عنه فهو عفو ; ولأنه مما لا يتغذى به فلا ينعدم به معنى الإمساك ، وهو نظير الدخان والغبار يدخل حلقه قال دخل ذباب جوفه لم يفطره : رحمه الله تعالى وقد يدخل في هذا الاستحسان بصفة القياس فإنه لو كان الذباب في حلقه ثم طار لم يضره ، ولو كان هذا مفسدا للصوم لكان بوصوله إلى باطنه يفسد صومه ، وإن خرج بعد ذلك ، وإن أبو يوسف فقد اختلف مشايخنا فيه والصحيح أنه يفطره ; لأن هذا مما يستطاع الامتناع منه بأن يكون تحت السقف ; ولأن هذا مما يتغذى به نزل في حلقه ثلج أو مطر