nindex.php?page=treesubj&link=26046_26045وما ظهروا عليه من أرض العدو فالإمام فيها بالخيار إن شاء خمسها وقسمها بين الغانمين كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
بخيبر ، وإن شاء من بها على أهلها فتركهم أحرار الأصل ذمة للمسلمين ، والأراضي مملوكة لهم وجعل الجزية على رقابهم ، والخراج على أراضيهم عندنا كما فعله
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه
بالسواد ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى : له ذلك في الرقاب ، فأما في الأراضي ليس له ذلك بل عليه أن يقسمها بين الغانمين ويصرف الخمس إلى مصارفه ، وينبني هذا الكلام على فصلين : أحدهما في
السواد أنها فتحت عنوة أو صلحا وقد بينا ، والثاني في فتح
مكة فإنها فتحت عنوة وقهرا عندنا وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى أنها فتحت صلحا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15071الكرخي رحمه الله تعالى في كتابه : ومن له أدنى علم بالسير والفتوح لا يقول بهذا وقد كان أهل العلم مجمعين على فتح
مكة عنوة وقهرا حتى حدث قول بعد المائتين أنها فتحت صلحا ، وإنما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك لهم الأراضي والنخيل التي هي حول
مكة فلم يجد بدا في إجراء مذهبه من هذا ، ( قال ) : والدليل على ذلك حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه {
: أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح أهل مكة عام الحديبية على أن وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين ثم دخلها بعد ذلك باثنين وعشرين شهرا } ، فعرفنا أنه دخلها بذلك الصلح وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } ، والدليل عليه أنه لم يضع على أراضيهم وظيفة وفي البلاد المفتوحة عنوة وقهرا لا يجوز ترك الأراضي لهم بغير وظيفة .
( وحجتنا ) في ذلك أن الآثار اشتهرت بنقض
قريش الصلح الذي كان بينه وبينهم على ما روي أن
بني خزاعة دخلوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
وبني بكر في عهد
قريش ثم قاتل
بنو بكر بني خزاعة وأردفتهم
قريش بالأسلحة والأطعمة
[ ص: 38 ] وقاتل من قاتل من
قريش معهم مستخفيا بالليل حتى جاء وافد
بني خزاعة عمر بن سالم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره ويقول
لاهم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا أن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا وبيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا
فقال صلى الله عليه وسلم : نصرت يا
عمر بن سالم فنشأت سحابة فقال : إنها تستهل بنصر
بني خزاعة إلى أن نزل صلى الله عليه وسلم
بمر الظهران قال
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس رضي الله عنه : قلت وا صباحا
قريش لو دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرجوا فيستأمنوا لهلكت
قريش فركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت الأراك لعلي أجد بعض الحطابين فأخبرهم بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت
أبا سفيان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام رضوان الله عليهم أجمعين يتراجعان الحديث ، ويقول أحدهما لصاحبه : ما هذه النيران فيقول الآخر : نيران
خزاعة ويقول الآخر : هم أقل من ذلك وأذل فقلت : يا
nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة ما شأنك قال : يا
أبا الفضل ما تفعل ههنا فقلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل
بمر الظهران في عشرة آلاف قال : وما الحيلة ؟ قلت : لا أعرف لك حيلة ولكن اركب عجز دابتي فأردفته فما مررت بنار إلا قيل هذه بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا عمه حتى مررت بنار
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه فعرفه فأخذ السيف وعدا خلفه ليقتله فسرت بالدابة حتى اقتحمت مضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه وقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك إن الله مكنك من عدوك من غير عقد ولا صلح فدعني لأقتله فقلت : مهلا فإني أجرته ولو كان من
بني عدي ما قتلته فبكى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه وقال : والله إن سروري بإسلامك يوم أسلمت أكثر من سروري بإسلام
الخطاب أن لو أسلم فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحمله إلى رحلي فغدوت به عليه ، وقال : ألم يأن أن تشهد أن لا إله إلا الله فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان : إني أقول لو كان مع الله آلهة لجاز أن ينصرونا فقال صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله فقال : إن في النفس بعد من هذا لشيئا فقلت : أسلم فإن السيف في قفاك فأسلم فقلت : إن
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له من الأمر شيئا يا رسول الله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80647فقال : من دخل دار nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان فهو آمن فقال : وكم تسعهم داري يا رسول الله ، قال : من أغلق الباب [ ص: 39 ] على نفسه فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن تعلق بأستار الكعبة فهو آمن إلا ابن خطل ويعيش بن صبابة وقينتين لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمرني أن أحبسه في مضيق الوادي لتمر عليه الكتائب فكلما مرت عليه كتيبة قال : من هؤلاء ؟ } الحديث إلى أن مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء وفيها ألفا رجل من
المهاجرين والأنصار عليهم السلاح والحلق لا يرى منهم إلا الحدق فلما حاذاه
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده هز اللواء ، وقال : اليوم يوم الملحمة اليوم تهتك فيه الحرمة فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان : إن ابن أخيك أصبح في ملك عظيم فقلت : ليس بملك إنما هو نبوة قال : أو ذاك ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت باستئصال قومك من
قريش فقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد كذا فقال صلى الله عليه وسلم {
: يوم المرحمة اليوم تحفظ فيه الحرمة وبعث إلى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ليسلم اللواء إلى ابنه قيس } الحديث فهذه القصة من أولها إلى آخرها تدل على انتقاض ذلك العهد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80649ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد رضي الله عنه من جانب nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام رضي الله عنه من جانب وقال : أترون أوباش قريش احصدوهم حصدا حتى تلقوني على الصفا } وفيه يقول قائلهم يخاطب زوجته
: إنك لو شهدت يوم خندمه إذ فر صفوان وفر عكرمة
لم ينطق اليوم بأدنى كلمة
، {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80650وقال ابن رواحة رضي الله تعالى عنه ينشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول
: خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله
لاهم إني مؤمن بقيله
فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أتنشد الشعر في حرم الله تعالى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فإنه أسرع في قلوبهم من وقع النبل حتى جاء nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد انتدب حضرا قريش فلا قريش بعد اليوم فقال صلى الله عليه وسلم : الأبيض والأسود آمن إلا ابن خطل ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى باب الكعبة وفيها رؤساء قريش فأخذ بعضادتي الباب وقال : ماذا ترون أني صانع بكم ؟ فقالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ملكت فاسجح ، فقال صلى الله عليه وسلم : إني أقول لكم كما قال أخي [ ص: 40 ] يوسف لإخوته { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } أنتم الطلقاء لكم أموالكم } وصح {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80651أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر } فذلك دليل أنه صلى الله عليه وسلم دخلها مقاتلا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80652وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته : إن مكة حرام حرمها الله تعالى يوم خلق السموات والأرض وإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار ثم هي حرام إلى يوم القيامة } وإنما مراده حل القتال فيها فدل أنه دخلها مقاتلا وفي قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح } يشهد لما قلنا ونزول قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم } في صلح
الحديبية .
ألا ترى إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25والهدي معكوفا أن يبلغ محله } وإنما لم يضع الخراج على أراضيهم لأن الأراضي تابعة للرقاب ولم يضع الجزية على رقابهم إذ لا جزية على عربي ولا رق فكذلك لا خراج على أراضيهم فإذا ظهر أنها فتحت قهرا اتضح مذهبنا في المسألة التي قلنا وعلى سبيل الابتداء في تلك المسألة
nindex.php?page=showalam&ids=13790فالشافعي رحمه الله تعالى يقول : قد تأكد حق الغانمين في الأراضي أما عندي فقد ثبت الملك لهم بنفس الإصابة وعندكم تأكد الحق بالإحراز فقد صارت محرزة بفتح البلدة وإجراء أحكام الإسلام فيها وفي المن إبطال حق الغانمين عما تأكد حقهم فيه والإمام لا يملك ذلك كما إذا استولى على الأموال بدون الأراضي لم يكن له أن يبطل حق الغانمين عنها بالرد عليهم بخلاف الرقاب فالحق في رقابهم لم يتأكد . بدليل أن له أن يقتلهم فكذلك يكون له أن يمن على رقابهم بجزية يأخذها منهم ثم حق مصارف الخمس ثابت بالنص وفي المن إبطال ذلك ولهذا قلت أما تخميس الجزية لأن الخمس من الرقاب كان حقا لأرباب الخمس فيثبت حقهم في بدل ذلك وهو الجزية وعلماؤنا رحمهم الله تعالى يقولون : تصرف الإمام وقع على وجه النظر وأنه نصب لذلك وبيانه أنه لو قسمها بينهم اشتغلوا بالزراعة وقعدوا عن الجهاد فيكر عليهم العدو وربما لا يهتدون لذلك العمل أيضا فإذا تركها في أيديهم وهم أعرف بذلك العمل اشتغلوا بالزراعة وأدوا الجزية والخراج فيصرف ذلك إلى المقاتلة ويكونون مشغولين بالجهاد وبهذا تبين أنه ليس في هذا إبطال حقهم بل فيه توفير المنفعة عنهم لأن منفعة القسمة وإن كانت أعجل فمنفعة الخراج أدوم ولأنه كما ثبت الحق فيها للذين أصابوا ثبت لمن يأتي بعدهم بالنص قال الله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم } وفي القسمة إبطال حق من يأتي بعدهم أصلا وفي المن عليهم مراعاة الحقين جميعا ، وإنما {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80653قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر لحاجة لأصحابه رضي الله عنهم كانت [ ص: 41 ] يومئذ } ونحن نقول للإمام ذلك عند حاجة المسلمين فأما بدون الحاجة الأولى ما فعله
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه
بالسواد والاستدلال بما استدل به ولا قول أبعد من قول من أوجب في الجزية الخمس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80654فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر والحلل من بني نجران } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=32لمعاذ رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80655 : خذ من كل حالم وحالمة دينارا ولم يخمس شيئا من ذلك } فدل أنه لا خمس في الجزية .
nindex.php?page=treesubj&link=26046_26045وَمَا ظَهَرُوا عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ فَالْإِمَامُ فِيهَا بِالْخِيَارِ إنْ شَاءَ خَمَّسَهَا وَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْغَانِمِينَ كَمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِخَيْبَرَ ، وَإِنْ شَاءَ مَنَّ بِهَا عَلَى أَهْلِهَا فَتَرَكَهُمْ أَحْرَارَ الْأَصْلِ ذِمَّةً لِلْمُسْلِمِينَ ، وَالْأَرَاضِيُ مَمْلُوكَةٌ لَهُمْ وَجَعَلَ الْجِزْيَةَ عَلَى رِقَابِهِمْ ، وَالْخَرَاجَ عَلَى أَرَاضِيِهِمْ عِنْدَنَا كَمَا فَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بِالسَّوَادِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لَهُ ذَلِكَ فِي الرِّقَابِ ، فَأَمَّا فِي الْأَرَاضِيِ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يُقَسِّمَهَا بَيْنَ الْغَانِمِينَ وَيَصْرِفَ الْخُمُسَ إلَى مَصَارِفِهِ ، وَيَنْبَنِي هَذَا الْكَلَامُ عَلَى فَصْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا فِي
السَّوَادِ أَنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَةً أَوْ صُلْحًا وَقَدْ بَيَّنَّا ، وَالثَّانِي فِي فَتْحِ
مَكَّةَ فَإِنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَةً وَقَهْرًا عِنْدَنَا وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا فُتِحَتْ صُلْحًا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15071الْكَرْخِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ : وَمَنْ لَهُ أَدْنَى عِلْمٍ بِالسِّيَرِ وَالْفُتُوحِ لَا يَقُولُ بِهَذَا وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ مُجْمِعِينَ عَلَى فَتْحِ
مَكَّةَ عَنْوَةً وَقَهْرًا حَتَّى حَدَثَ قَوْلٌ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ أَنَّهَا فُتِحَتْ صُلْحًا ، وَإِنَّمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ لَهُمْ الْأَرَاضِيَ وَالنَّخِيلَ الَّتِي هِيَ حَوْلَ
مَكَّةَ فَلَمْ يَجِدْ بُدًّا فِي إجْرَاءِ مَذْهَبِهِ مِنْ هَذَا ، ( قَالَ ) : وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {
: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ أَهْلَ مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنْ وَضَعَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ عَشْرَ سِنِينَ ثُمَّ دَخَلَهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ شَهْرًا } ، فَعَرَفْنَا أَنَّهُ دَخَلَهَا بِذَلِكَ الصُّلْحِ وَقَدْ أَشَارَ اللَّهُ تَعَالَى إلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَضَعْ عَلَى أَرَاضِيِهِمْ وَظِيفَةً وَفِي الْبِلَادِ الْمَفْتُوحَةِ عَنْوَةً وَقَهْرًا لَا يَجُوزُ تَرْكُ الْأَرَاضِيِ لَهُمْ بِغَيْرِ وَظِيفَةٍ .
( وَحُجَّتُنَا ) فِي ذَلِكَ أَنَّ الْآثَارَ اشْتَهَرَتْ بِنَقْضِ
قُرَيْشٍ الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ عَلَى مَا رُوِيَ أَنَّ
بَنِي خُزَاعَةَ دَخَلُوا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ
وَبَنِي بَكْرٍ فِي عَهْدِ
قُرَيْشٍ ثُمَّ قَاتَلَ
بَنُو بَكْرٍ بَنِي خُزَاعَةَ وَأَرْدَفَتْهُمْ
قُرَيْشٌ بِالْأَسْلِحَةِ وَالْأَطْعِمَةِ
[ ص: 38 ] وَقَاتَلَ مَنْ قَاتَلَ مِنْ
قُرَيْشٍ مَعَهُمْ مُسْتَخْفِيًا بِاللَّيْلِ حَتَّى جَاءَ وَافِدُ
بَنِي خُزَاعَةَ عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْصِرُهُ وَيَقُولُ
لَاهُمَّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا حَلِفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا أَنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُؤَكَّدَا وَبَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدًا
وَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدًا
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُصِرْت يَا
عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ : إنَّهَا تَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ
بَنِي خُزَاعَةَ إلَى أَنْ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قُلْت وَا صَبَاحَا
قُرَيْشٍ لَوْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَسْتَأْمِنُوا لَهَلَكَتْ
قُرَيْشٌ فَرَكِبْت بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلْت الْأَرَاكَ لَعَلِّي أَجِدُ بَعْضَ الْحَطَّابِينَ فَأُخْبِرُهُمْ بِمَجِيءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِيت
أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=137وَحَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ يَتَرَاجَعَانِ الْحَدِيثَ ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَا هَذِهِ النِّيرَانُ فَيَقُولُ الْآخَرُ : نِيرَانُ
خُزَاعَةَ وَيَقُولُ الْآخَرُ : هُمْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَذَلُّ فَقُلْت : يَا
nindex.php?page=showalam&ids=15776حَنْظَلَةُ مَا شَأْنُك قَالَ : يَا
أَبَا الْفَضْلِ مَا تَفْعَلُ هَهُنَا فَقُلْت : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ
بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ قَالَ : وَمَا الْحِيلَةُ ؟ قُلْت : لَا أَعْرِفُ لَك حِيلَةً وَلَكِنْ ارْكَبْ عَجُزَ دَابَّتِي فَأَرْدَفْتُهُ فَمَا مَرَرْت بِنَارٍ إلَّا قِيلَ هَذِهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا عَمُّهُ حَتَّى مَرَرْت بِنَارِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَفَهُ فَأَخَذَ السَّيْفَ وَعَدَا خَلْفَهُ لِيَقْتُلَهُ فَسِرْت بِالدَّابَّةِ حَتَّى اقْتَحَمْت مَضْرِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك إنَّ اللَّهَ مَكَّنَك مِنْ عَدُوِّك مِنْ غَيْرِ عَقْدٍ وَلَا صُلْحٍ فَدَعْنِي لِأَقْتُلَهُ فَقُلْت : مَهْلًا فَإِنِّي أَجَرْتُهُ وَلَوْ كَانَ مِنْ
بَنِي عَدِيٍّ مَا قَتَلْتَهُ فَبَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ : وَاَللَّهِ إنَّ سُرُورِي بِإِسْلَامِك يَوْمَ أَسْلَمْت أَكْثَرُ مِنْ سُرُورِي بِإِسْلَامِ
الْخَطَّابِ أَنْ لَوْ أَسْلَمَ فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَحْمِلَهُ إلَى رَحْلِي فَغَدَوْت بِهِ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَلَمْ يَأْنِ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ : إنِّي أَقُولُ لَوْ كَانَ مَعَ اللَّهِ آلِهَةٌ لَجَازَ أَنْ يَنْصُرُونَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ : إنَّ فِي النَّفْسِ بَعْدُ مِنْ هَذَا لَشَيْئًا فَقُلْت : أَسْلِمْ فَإِنَّ السَّيْفَ فِي قَفَاك فَأَسْلَمَ فَقُلْت : إنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ فَاجْعَلْ لَهُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْئًا يَا رَسُولَ اللَّهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80647فَقَالَ : مَنْ دَخَلَ دَارَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ فَقَالَ : وَكَمْ تَسَعُهُمْ دَارِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَنْ أَغْلَقَ الْبَابَ [ ص: 39 ] عَلَى نَفْسِهِ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَهُوَ آمِنٌ إلَّا ابْنَ خَطَلٍ وَيَعِيشَ بْنَ صَبَابَةَ وَقَيْنَتَيْنِ لِابْنِ خَطَلٍ كَانَتَا تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَحْبِسَهُ فِي مَضِيقِ الْوَادِي لِتَمُرَّ عَلَيْهِ الْكَتَائِبُ فَكُلَّمَا مَرَّتْ عَلَيْهِ كَتِيبَةٌ قَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ } الْحَدِيثُ إلَى أَنَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ وَفِيهَا أَلْفَا رَجُلٍ مِنْ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَلَيْهِمْ السِّلَاحُ وَالْحِلَقُ لَا يُرَى مِنْهُمْ إلَّا الْحَدَقَ فَلَمَّا حَاذَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَزَّ اللِّوَاءَ ، وَقَالَ : الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ الْيَوْمُ تُهْتَكُ فِيهِ الْحُرْمَةُ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ : إنَّ ابْنَ أَخِيك أَصْبَحَ فِي مُلْكٍ عَظِيمٍ فَقُلْت : لَيْسَ بِمُلْكٍ إنَّمَا هُوَ نُبُوَّةٌ قَالَ : أَوْ ذَاكَ ثُمَّ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرْت بِاسْتِئْصَالِ قَوْمِك مِنْ
قُرَيْشٍ فَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدٌ كَذَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
: يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ الْيَوْمَ تُحْفَظُ فِيهِ الْحُرْمَةُ وَبَعَثَ إلَى nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدٍ لِيُسَلِّمَ اللِّوَاءَ إلَى ابْنِهِ قَيْسٍ } الْحَدِيثُ فَهَذِهِ الْقِصَّةُ مِنْ أَوَّلِهَا إلَى آخِرِهَا تَدُلُّ عَلَى انْتِقَاضِ ذَلِكَ الْعَهْدِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80649وَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَ nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ جَانِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ جَانِبٍ وَقَالَ : أَتَرَوْنَ أَوْبَاشَ قُرَيْشٍ اُحْصُدُوهُمْ حَصْدًا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الصَّفَا } وَفِيهِ يَقُولُ قَائِلُهُمْ يُخَاطِبُ زَوْجَتَهُ
: إنَّكِ لَوْ شَهِدَتْ يَوْمَ خَنْدَمَهْ إذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَةْ
لَمْ يَنْطِقْ الْيَوْمَ بِأَدْنَى كَلِمَةْ
، {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80650وَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَنْشُدُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ
: خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيَذْهَلُ الْخَلِيلُ عَنْ خَلِيلِهِ
لَاهُمَّ إنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَنْشُدُ الشِّعْرَ فِي حَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعْهُ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ حَتَّى جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لَقَدْ انْتَدَبَ حَضَرَا قُرَيْشٍ فَلَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ آمِنٌ إلَّا ابْنَ خَطَلٍ ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى بَابِ الْكَعْبَةِ وَفِيهَا رُؤَسَاءُ قُرَيْشٍ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيْ الْبَابِ وَقَالَ : مَاذَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ ؟ فَقَالُوا : أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ مَلَكْت فَاسْجَحْ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إنِّي أَقُولُ لَكُمْ كَمَا قَالَ أَخِي [ ص: 40 ] يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } أَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ لَكُمْ أَمْوَالُكُمْ } وَصَحَّ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80651أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ } فَذَلِكَ دَلِيلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَهَا مُقَاتِلًا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80652وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ : إنَّ مَكَّةَ حَرَامٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } وَإِنَّمَا مُرَادُهُ حَلَّ الْقِتَالَ فِيهَا فَدَلَّ أَنَّهُ دَخَلَهَا مُقَاتِلًا وَفِي قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } يَشْهَدُ لِمَا قُلْنَا وَنُزُولُ قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ } فِي صُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ .
أَلَا تَرَى إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } وَإِنَّمَا لَمْ يَضَعْ الْخَرَاجَ عَلَى أَرَاضِيِهِمْ لِأَنَّ الْأَرَاضِيَ تَابِعَةٌ لِلرِّقَابِ وَلَمْ يَضَعْ الْجِزْيَةَ عَلَى رِقَابِهِمْ إذْ لَا جِزْيَةَ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا رِقَّ فَكَذَلِكَ لَا خَرَاجَ عَلَى أَرَاضِيِهِمْ فَإِذَا ظَهَرَ أَنَّهَا فُتِحَتْ قَهْرًا اتَّضَحَ مَذْهَبُنَا فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي قُلْنَا وَعَلَى سَبِيلِ الِابْتِدَاءِ فِي تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790فَالشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : قَدْ تَأَكَّدَ حَقُّ الْغَانِمِينَ فِي الْأَرَاضِيِ أَمَّا عِنْدِي فَقَدْ ثَبَتَ الْمِلْكُ لَهُمْ بِنَفْسِ الْإِصَابَةِ وَعِنْدَكُمْ تَأَكَّدَ الْحَقُّ بِالْإِحْرَازِ فَقَدْ صَارَتْ مُحَرَّزَةً بِفَتْحِ الْبَلْدَةِ وَإِجْرَاءُ أَحْكَامِ الْإِسْلَامِ فِيهَا وَفِي الْمَنِّ إبْطَالُ حَقِّ الْغَانِمِينَ عَمَّا تَأَكَّدَ حَقُّهُمْ فِيهِ وَالْإِمَامُ لَا يَمْلِكُ ذَلِكَ كَمَا إذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْأَمْوَالِ بِدُونِ الْأَرَاضِيِ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُبْطِلَ حَقَّ الْغَانِمِينَ عَنْهَا بِالرَّدِّ عَلَيْهِمْ بِخِلَافِ الرِّقَابِ فَالْحَقُّ فِي رِقَابِهِمْ لَمْ يَتَأَكَّدْ . بِدَلِيلِ أَنَّ لَهُ أَنْ يَقْتُلَهُمْ فَكَذَلِكَ يَكُونُ لَهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَى رِقَابِهِمْ بِجِزْيَةٍ يَأْخُذُهَا مِنْهُمْ ثُمَّ حَقُّ مَصَارِفِ الْخُمُسِ ثَابِتٌ بِالنَّصِّ وَفِي الْمَنِّ إبْطَالُ ذَلِكَ وَلِهَذَا قُلْت أَمَّا تَخْمِيسُ الْجِزْيَةِ لِأَنَّ الْخُمُسَ مِنْ الرِّقَابِ كَانَ حَقًّا لِأَرْبَابِ الْخُمُسِ فَيَثْبُتُ حَقُّهُمْ فِي بَدَلِ ذَلِكَ وَهُوَ الْجِزْيَةُ وَعُلَمَاؤُنَا رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُونَ : تَصَرُّفُ الْإِمَامِ وَقَعَ عَلَى وَجْهِ النَّظَرِ وَأَنَّهُ نُصِّبَ لِذَلِكَ وَبَيَانُهُ أَنَّهُ لَوْ قَسَّمَهَا بَيْنَهُمْ اشْتَغَلُوا بِالزِّرَاعَةِ وَقَعَدُوا عَنْ الْجِهَادِ فَيَكُرُّ عَلَيْهِمْ الْعَدُوُّ وَرُبَّمَا لَا يَهْتَدُونَ لِذَلِكَ الْعَمَلِ أَيْضًا فَإِذَا تَرَكَهَا فِي أَيْدِيهِمْ وَهُمْ أَعْرَفُ بِذَلِكَ الْعَمَلِ اشْتَغَلُوا بِالزِّرَاعَةِ وَأَدَّوْا الْجِزْيَةَ وَالْخَرَاجَ فَيُصْرَفُ ذَلِكَ إلَى الْمُقَاتِلَةِ وَيَكُونُونَ مَشْغُولِينَ بِالْجِهَادِ وَبِهَذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا إبْطَالُ حَقِّهِمْ بَلْ فِيهِ تَوْفِيرُ الْمَنْفَعَةِ عَنْهُمْ لِأَنَّ مَنْفَعَةَ الْقِسْمَةِ وَإِنْ كَانَتْ أَعْجَلَ فَمَنْفَعَةُ الْخَرَاجِ أَدْوَمُ وَلِأَنَّهُ كَمَا ثَبَتَ الْحَقُّ فِيهَا لِلَّذِينَ أَصَابُوا ثَبَتَ لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ بِالنَّصِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَاَلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ } وَفِي الْقِسْمَةِ إبْطَالُ حَقِّ مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ أَصْلًا وَفِي الْمَنِّ عَلَيْهِمْ مُرَاعَاةُ الْحَقَّيْنِ جَمِيعًا ، وَإِنَّمَا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80653قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ لِحَاجَةٍ لِأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانَتْ [ ص: 41 ] يَوْمَئِذٍ } وَنَحْنُ نَقُولُ لِلْإِمَامِ ذَلِكَ عِنْدَ حَاجَةِ الْمُسْلِمِينَ فَأَمَّا بِدُونِ الْحَاجَةِ الْأَوْلَى مَا فَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بِالسَّوَادِ وَالِاسْتِدْلَالُ بِمَا اسْتَدَلَّ بِهِ وَلَا قَوْلَ أَبْعَدَ مِنْ قَوْلِ مَنْ أَوْجَبَ فِي الْجِزْيَةِ الْخُمُسَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80654فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ وَالْحُلَلَ مِنْ بَنِي نَجْرَانَ } وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=32لِمُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80655 : خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ وَحَالِمَةٍ دِينَارًا وَلَمْ يُخَمِّسْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ } فَدَلَّ أَنَّهُ لَا خُمُسَ فِي الْجِزْيَةِ .