وإذا يرضخ له وكذلك الصبي والمرأة والذمي والمكاتب لحديث كان العبد مع مولاه فقاتل بإذنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم { أبي هريرة } ، وعن كان لا يسهم للنساء والصبيان والعبيد وكان يرضخ لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم { فضالة بن عبيد } ; ولأن العبد غير مجاهد بنفسه . كان يرضخ للمماليك ولا يسهم لهم
ألا ترى أن للمولى أن يمنعه من الخروج فلا يسوى بينه وبين الحر الذي هو أهل للجهاد بنفسه في استحقاق السهم ولكن يرضخ له إذا قاتل لمعنى التحريض ، والصبي والمرأة ليس لهما قوة الجهاد بأنفسهما ولهذا لا يلحقهما فرض الجهاد ، والذمي ليس من أهل الجهاد بنفسه فإن الكفار لا يخاطبون بالشرائع ما لم يسلموا ، والرق في المكاتب قائم ويتوهم أن يعجز فيمنعه المولى من الخروج إلى الجهاد وإن كان العبد في خدمة مولاه وهو لا يقاتل لا يرضخ له أيضا لأن مولاه التزم مؤنته لخدمته لا للقتال به بخلاف الأول فإنه التزم مؤنته للقتال به ونظيره ما قررناه من بيع الفرس ، وأهل سوق العسكر إن لم يقاتلوا فلا يسهم لهم ولا يرضخ لأن قصدهم التجارة لا إرهاب العدو وإعزاز الدين فإن قاتلوا استحقوا السهم لأنه تبين بفعلهم أن قصدهم القتال ومعنى التجارة تبع لذلك ، فحالهم كحال التاجر في طريق الحج لا ينتقص به ثواب حجه وفيه نزل قوله تعالى { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } .