وعن قال : خطبنا أبي الأشعث الصنعاني رضي الله عنه عبادة بن الصامت بالشام فقال : أيها الناس إنكم أحدثتم بيوعا لا يدرى ما هي ، ألا وإن الذهب بالذهب ، وزنا بوزن تبره وعينه ، ألا وإن الفضة بالفضة تبرها وعينها سواء ، ولا بأس ببيع الذهب بالفضة يدا بيد ، والفضة أكثر ، ولا يصلح نسيئة ، ألا وإن الحنطة بالحنطة مدين بمدين ، ألا وإن الشعير بالشعير مدين بمدين ، ولا بأس ببيع الشعير بالحنطة يدا بيد ، والشعير أكثرهما ، ولا يصلح نسيئة ، ثم ذكر في التمر والملح مثل ذلك ، ثم قال : من زاد أو استزاد فقد أربى ، وفيه دليل أن الفاسد بيع فإنه قال : إنكم أحدثتم بيوعا ، ومراده ما كانوا يباشرونه من عقود الربا ، وفيه دليل على أن نصف صاع ; لأن قوله " مدين بمدين " عبارة عن ذلك ، وفيه دليل أنه ما يجري فيه الربا من الأشياء المكيلة فالمستزيد آخذ ، والزائد معطي ، وقد سوى بينهما في الوعيد . كما يحرم أخذ الربا يحرم إعطاؤه