وإذا تحاص الغرماء في ماله سواء كان الإقرار منه في كلام متصل أو منفصل ; لأن الإقرارين تجمعهما حالة واحدة هي حال المرض فكأنهما وجدا معا لأن حق الغرماء إنما يتعلق بماله بموته ويستند إلى أول المرض ; لأنه سبب الموت والحكم إذا انفرد استند إلى سببه فهنا تعلق الدينان جميعا بماله في وقت واحد ، وهو عند الموت واستند إلى سبب واحد ، وهو المرض فاستويا فيه والدليل عليه أنه كما يصير بسبب الدين الأول محجورا عليه عن التبرع عند الإقرار الثاني يصير بسبب الإقرار الثاني محجورا عليه عن التبرع عند الإقرار الأول لأنه لو أقر بدين أولا ، ثم وهب شيئا لم تصح هبته حتى يقضي الدين . وكذلك لو أقر المريض بدين ، ثم مات في مرضه ذلك لم يصح هبته حتى يقضي الدين فيتبين بهذا أن الدينين استويا في القوة وأن سبب كل واحد منهما يثبت الحجر عن التبرع عند الإقرار الآخر فيتحاصان . وكذلك لو أقر بدين ، ثم بوديعة ; لأنه لما سبق الإقرار بالدين ، فقد ثبت في ذمته على أن يتعلق بتركته عند موته وما في يده تركته من حيث الظاهر فإقراره بعد ذلك بوديعة بعينها لا يكون صحيحا في إبطال ما كان بفرض الثبوت فهو كالثابت لتقرر سببه وتعلق الدين بالمال عند الموت لخراب الذمة وسبب الموت هو المرض فيستند حكم الخراب إلى أول المرض ويصير كأن الدين كان متعلقا بهذه العين حين أقر بأنه وديعة فلا يقبل إقراره في إبطال حق الغريم عنه ، وإذا لم يقبل إقراره بذلك صار هو مستهلكا للوديعة بتقديم الإقرار بالدين عليها والإقرار الوديعة المستهلكة إقرار بالدين فكأنه أقر بدينين فيتحاصان . وهب أولا في مرضه ، ثم أقر بدين