( قال ) فعليه زكاة السائمة ; لأنها كانت سائمة في جميع [ ص: 169 ] الحول وما نوى كان حديث النفس ، وقال صلى الله عليه وسلم { : رجل له إبل سائمة فأراد أن يستعملها أو يعلفها فلم يفعل ذلك حتى حال عليه الحول } ، ثم الاستعمال فعل ، وذلك لا يحصل بالنية ما لم يفعل ، ألا ترى أن من نوى في عبد الخدمة أن يكون للتجارة لا يصير للتجارة ما لم يتجر فيه بخلاف ما إذا كان للتجارة فنواه للخدمة ; لأنه نوى ترك التجارة وهو تارك لها فاقترنت النية بالعمل وهو نظير الكافر ينوي الإسلام لا يصير مسلما ما لم يأت بكلمة الشهادة ، والمسلم لو نوى أن يكفر - والعياذ بالله - صار كافرا بنيته ترك الإسلام إن الله تجاوز لأمتي عما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا