( فروع الأول ) : قال في المدخل في فصل ذكر النفاس ، وينبغي إذا كان المولود ممن يعق عنه ، فلا يوقع عليه الاسم الآن حتى يذبح العقيقة ، ويتخير له في الاسم مدة السابع ، وإن كان المولود لا يعق لفقر وليه ، فيسمونه متى شاءوا انتهى ، ونقله بعض شراح الرسالة عن ، وإذا ذبح العقيقة أوقع عليه الاسم التادلي وأصله للنوادر في باب العقيقة وفي العتبية قال ابن عرفة : ومقتضى القواعد وجوب التسمية سمع ابن القاسم : يسمى يوم سابعه ابن رشد لحديث { } وفيه سعة لحديث { يذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى إبراهيم } { ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي صبيحة ولد فحنكه ودعا له وسماه بعبد الله بن أبي طلحة } ، ويحتمل حمل الأول على منع وأتي النبي صلى الله عليه وسلم فتتفق الأخبار ، وعلى قول تأخير التسمية عن سابعه قال مالك ابن حبيب : لا بأس أن قبل سابعه ، ولا يسمى إلا فيه ، ثم قال تتخير له الأسماء الباجي : من لحديث { أفضلها ذو العبودية } ، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين ، وروى إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن أن أهل العتبي مكة يتحدثون ما من بيت فيه اسم محمد إلا رأوا خيرا ورزقوا الباجي ويمنع بما قبح كحرب وحزن وضرار وما فيه تزكية يسيرة ومنعها بمهدي وقيل فالهادي قال : هو أقرب ; لأن الهادي هادي الطريق مالك الباجي ويحرم بملك الأملاك لحديث هو أقبح الأسماء عند الله عياض غير صلى الله عليه وسلم اسم حكيم وعزيز لتشبيهه بأسماء صفات الله تعالى وفقهاء الأمصار على جواز والنهي عنه منسوخ انتهى . التسمية والتكنية بأبي القاسم
ونقل النووي عنه في كتاب الأدب أن مذهب جواز ذلك أعني التكني بأبي القاسم سواء كان الاسم محمدا أو أحمد أو غيرهما والله أعلم . وقال في المدخل : قال مالك في شرح أسماء الله الحسنى : قد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية الإنسان نفسه ، ثم قال : قال علماؤنا : ويجري هذا المجرى ما قد كثر في الديار المصرية وغيرها من بلاد العجم القرطبي والعراق من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية والثناء كزكي الدين ومحيي الدين وعلم الدين وشبه ذلك ، ثم قال : ولو كانت هذه الأسماء تجوز لما كان أحد أولى بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى . من فصل النعوت وذكر الكنى الشرعية في فضل عيادة المرضى ونصه : والكنى الشرعية أن يكنى الرجل بولده أو بولد غيره ، وكذلك كما ورد في حديث { المرأة تكنى بولدها أو بولد غيرها رضي الله عنها حين وجدت على كونها لم يكن لها ولد تتكنى به ، فقال لها عليه الصلاة والسلام تكني بابن أختك يعني عائشة رضي الله عنهما عبد الله بن الزبير } [ ص: 257 ] وكذلك تجوز كأبي تراب وأبي هريرة وما أشبههما انتهى . الكنى بالحالة التي الشخص متصف بها
( فائدة ) : قال في الروض الأنف : قيل لأبي الرقيس الأعرابي لم تسمون أبناءكم شر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسنها نحو مرزوق ورابح ، فقال : إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا يريد أن الأبناء عدة للأعداء أو سهام في نحورهم انتهى . والله أعلم .
( الثاني ) : تقدم في كلام ابن عرفة عن ابن رشد أن النبي صلى الله عليه وسلم { صبيحة ولد فحنكه بتمرة بعبد الله بن أبي طلحة } قال الشيخ أتى يوسف بن عمر : ويستحب أن يسبق إلى جوف المولود الحلاوة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن طلحة ; لأنه حنكه بتمرة ، وقد قيل إن لم يرضع ثدي أمه حين ولد ، فأتى شيخ ، فقال : اذبحوا جديا وأطعموه من دمه ، ويرجع إلى الرضاع ففعلوا به ذلك ، ورضع فخرج سفاكا للدماء انتهى كلامه . وقال الحجاج الجزولي : قيل إن الشيخ الذي كلمهم في قضية هو إبليس انتهى ، والله أعلم . الحجاج