ص ( أو إن لم يكن هذا الحجر حجرا أو لهزله كطالق أمس )
ش : هذا الكلام موافق لما في التوضيح حكما مخالف له تعليلا إلا أن تسقط أو من قوله أو لهزله كما قال ابن غازي ومخالف لكلام ابن عرفة حكما ، قال ابن عرفة : ولو فلا شيء عليه ومقدما عليه ، قال علقه على واضح نقيضه مؤخرا عنه كأن لم يكن هذا الإنسان إنسانا فأنت طالق حانث كأنت طالق أمس . ابن الحاجب
( قلت ) الأظهر كإن شاء هذا الحجر وتقدم نقل اللخمي في أنت طالق إن هذا لعمود ولابن محرز في أنت طالق أمس لا شيء عليه ، انتهى . ونقل اللخمي الذي أشار إليه هو ما نقله عنه في أوائل الكلام على التعليق .
ونصه ولو ففي لزومه طلاقها نقل علقه على محال كإن شاء هذا الحجر اللخمي عن سحنون وابن القاسم ونقلهما الصقلي عن القاضي روايتين وللشيخ عن ابن القاسم مرة كسحنون اللخمي .
وعليهما قوله إن هذا الحجر ولمحمد عن من قال في منازعة امرأته : أنت طالق إن هذا لعمود هي طالق إن لم تكن منازعتهما في العمود أصبغ اللخمي أرى أن يحلف في جميع ذلك ويبر إن قامت عليه بينة .
وإن جاء مستفتيا فلا يمين عليه إلا أن تدعي الزوجة ندمه فيحلف ، انتهى . وإنما قال ابن عرفة : إنه إن كان لفظ أنت طالق مؤخرا عن المعلق لا يحنث ونقل في الثاني وهو ما إذا قدم لفظ أنت طالق كلام ويحنث فيه ; لأنه قد يقال في الثاني إنه طلق وإنما أتى بأمس ندما ، والله أعلم . وأما إذا قال : إن كان هذا الحجر حجرا أو إن كان هذا الإنسان إنسانا فظاهر كلام ابن الحاجب ابن عبد السلام أنه الذي ثبت في نسخته من وشرح عليه أنها تطلق عليه لهزله . ابن الحاجب
قال : إلا أن يقترن بالكلام ما يدل على أن المراد المجاز وهو تمام الأوصاف الإنسانية كالكرم والشجاعة وغير ذلك وكون الحجر صلبا بحيث لا يتأثر للحديد فعلق المتكلم الطلاق على وجود هذه الأوصاف وعدمها فإذا لم يحصل ذلك الشرط لم يحصل الطلاق وأما قول المؤلف يعني كما لو قال : طالق أمس فلا شك أن مقتضى هذا الكلام في اللغة الهزل إذا قصد به الإنشاء وأما إن قصد به الخبر فلا هزل ويلزم الطلاق لكونه من باب الإقرار ، وأهل العرف يستعملون ما يقرب لهذا في المستقبل الذي يجزمون بوقوعه كجزمهم بالماضي ومرادهم التشبيه في تحقق الوقوع فيقال للإنسان منهم أتفعل كذا فيجيب بأن يقول أمس فإن وقع مثل هذا في الطلاق فالأقرب أنه لا يلزم ; لأنه وعد بالطلاق لا إيقاع الطلاق ، انتهى كلام ابن الحاجب ابن عبد السلام .