قال الذين استكبروا استئناف كما تقدم وأعيد الموصول مع صلته مع كفاية الضمير إيذانا بأنهم قالوا ما قالوه بطريق العتو والاستكبار إنا بالذي آمنتم به كافرون (76) عدول عن مقتضى الظاهر أيضا وهو إنا بما أرسل به كافرون وفائدته كما قالوا الرد لما جعله المؤمنون معلوما وأخذوه مسلما كأنهم قالوا ليس ما جعلتموه معلوما مسلما من ذلك القبيل وقال في الانتصاف عدلوا عن ذلك حذرا مما في ظاهره من إثباتهم لرسالته وهم يجحدونها وليس هذا موضع التهكم ليكون كقول فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون فإن الغرض إخبار كل واحد من المؤمنين والمكذبين عن حاله فلذا خلص الكافرون قولهم عن إشعار الإيمان بالرسالة [ ص: 165 ] احتياطا للكفر وغلوا في الإصرار.