لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت أما بعد أني خطيبها
وكم وكم ، وجعل الآية من هذا الباب نقله في الكتاب عن سيبويه وهو –هو- وليس ( زعم ) في كلامه تمريضا له لأنه عادته في كل ما نقله كما بينه شراحه وجوز أن يكون معطوفا على ( أنه ) وجواب الشرط محذوف أي: ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله يهلك فإن له إلخ ، وحاصله: ألم يعلموا هذا وهذا عقيبه ولا يخفى بعده مع أن أبا حيان قال : إنه لا يصح لأنهم نصوا على أن حذف الجواب إنما يكون إذا كان فعل الشرط ماضيا أو مضارعا مجزوما بلم وما هنا ليس كذلك . الخليل
وتعقبه بعضهم بأن ما ذكره ليس متفقا عليه فقد نص ابن هشام على خلافه، فكأنه شرط للأكثرية ، والقول بأن حق العطف فيما ذكر أن يكون بالواو قال فيه الشهاب: ليس بشيء إلا أن استحقاقه النار بسبب المحادة بلا شبهة ، وقرئ . ( فإن ) بالكسر ولا يحتاج إلى توجيه لظهوره ، وقوله سبحانه : خالدا فيها حال مقدرة من الضمير المجرور إن اعتبر في الظرف ابتداء الاستقرار وحدوثه وأنه اعتبر مطلق [ ص: 130 ] الاستقرار فالأمر واضح ( ذلك ) أي : ما ذكر من العذاب الخزي العظيم أي : الذل والهوان المقارن للفضيحة ، ولا يخفى ما في الحمل من المبالغة ، والجملة تذييل لما سبق .