وما الخسف أن تلقى أسافل بلدة أعاليها بل أن تسود الأراذل
لأنها لم يصبها كلها الائتفاك الحقيقي أتتهم رسلهم بالبينات استئناف لبيان نبئهم ، وضمير الجمع للجميع لا للمؤتفكات فقط فما كان الله ليظلمهم أي فكذبوهم فأهلكهم الله تعالى فما كان إلخ ، فالفاء للعطف على ذلك المقدر الذي ينسحب عليه الكلام ويستدعيه النظام ، أي لم يكن من عادته سبحانه ما يشبه ظلم الناس كالعقوبة بلا جرم ، وقد يحمل على استمرار النفي أي لا يصدر منه سبحانه ذلك أصلا بل هو أبلغ كما لا يخفى ، وقول : أي فما صح منه أن يظلمهم وهو حكيم لا يجوز عليه القبيح مبني على الاعتزال . الزمخشري ولكن كانوا أنفسهم يظلمون حيث عرضوها بمقتضى استعدادهم للعقاب بالكفر والتكذيب ، والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار ، وتقديم المفعول على ما قرره بعض الأفاضل لمجرد الاهتمام به مع مراعاة الفاصلة من غير قصد إلى قصر المظلومية عليهم على رأي من لا يرى التقديم موجبا للقصر كابن الأثير فيما قيل .