وإذا ما أنزلت سورة من سور القرآن فمنهم أي من المنافقين كما روي عن وغيره قتادة من يقول على سبيل الإنكار والاستهزاء لإخوانه ليثبتهم على النفاق أو لضعفة المؤمنين ليصدهم عن الإيمان أيكم زادته هذه السورة إيمانا وقرأ (أيكم) بالنصب على تقدير فعل يفسره المذكور ويقدر مؤخرا لأن الاستفهام له الصدر أي أيكم زادت زادته إلخ عبيد بن عمير
واعتبار الزيادة على أول الاحتمالين في المخاطبين باعتبار اعتقاد المؤمنين فأما الذين آمنوا جواب من جهته تعالى شأنه وتحقيق للحق وتعيين لحالهم عاجلا وآجلا، وقال بعض المدققين: إن الآية دلت على أنهم مستهزئون وأن استهزاءهم منكر فجاء قوله تعالى:(فأما الذين آمنوا وأما الذين في قلوبهم مرض) إلخ تفصيلا لهذين القسمين وجعل ذلك الطيبي تفصيلا لمحذوف وبينه بما لا يميل القلب إليه وأيا ما كان فجواب (إذا) جملة فمنهم إلخ وليس هذا وما بعده عطفا عليه أي فأما الذين آمنوا بالله سبحانه وبما جاء من عنده فزادتهم إيمانا أي تصديقا لأن ذلك هو المتبادر من الإيمان كما قرر في محله، وقبول التصديق نفسه الزيادة والنقص والشدة والضعف مما قال به جمع من المحققين وبه أقول لظواهر الآيات والأخبار ولو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ومن لم يقبل قبوله للزيادة ولم يدخل الأعمال في الإيمان قال: إن زيادته بزيادة متعلقه والمؤمن به وإليه يشير كلام رضي الله تعالى عنهما قيل: ويلزمه أن لا يزيد اليوم لإكمال الدين وعدم تجدد متعلق وفيه نظر وإن قاله من تعقد عليه الخناصر وتعتقد بكلامه الضمائر ومن لم يقبل وأدخل الأعمال فالزيادة وكذا مقابلها ظاهرة عنده ابن عباس وهم يستبشرون 124 [ ص: 51 ] بنزولها لأنه سبب لزيادة كمالهم ورفع درجاتهم بل هو لعمري أجدى من تفاريق العصا