فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم
وهاتان الآيتان على ما روي عن آخر ما نزل من القرآن لكن روى الشيخان عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال: آخر آية نزلت: البراء بن عازب يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءةوعن رضي الله تعالى عنهما آخر آية نزلت ابن عباس واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله وكان بين نزولها وموته صلى الله تعالى عليه وسلم ثمانون يوما وقيل: تسع ليال وحاول بعضهم التوفيق بين الروايات في هذا الشأن بما لا يخلو عن كدر ويبعد ما روي عن ما أخرجه أبي عن ابن مردويه قال: سعد بن أبي وقاص المدينة جاءته جهينة فقالوا له: إنك نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا . قال: ولم سألتم هذا؟ قالوا: نطلب الأمن فأنزل الله تعالى هذه الآية لقد جاءكم إلخ والله تعالى أعلم بحقيقة الحال لما قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
وقد ذكروا لقوله سبحانه فإن تولوا الآية ما ذكروا من الخواص وقد أخرج عن أبو داود موقوفا أبي الدرداء وابن السني عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: من قال حين أصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة . وأخرج ابن النجار في تاريخه عن رضي الله تعالى عنه قال: الحسين من قال حين يصبح سبع مرات: حسبي الله لا إله إلا هو إلخ لم [ ص: 54 ] يصبه في ذلك اليوم ولا تلك الليلة كرب ولا نكب ولا غرق . وأخرج عن أبو الشيخ قال: خرجت سرية إلى أرض محمد بن كعب الروم فسقط رجل منهم فانكسرت فخذه فلم يستطيعوا أن يحملوه فربطوا فرسه عنده ووضعوا عنده شيئا من ماء وزاد فلما ولوا أتاه آت فقال له: ما لك ههنا؟ قال: انكسرت فخذي فتركني أصحابي . فقال: ضع يدك حيث تجد الألم وقل: فإن تولوا الآية فوضع يده فقرأها فصح وركب فرسه وأدرك أصحابه وهذه الآية ورد هذا الفقير ولله الحمد منذ سنين نسأل الله تعالى أن يوفق لنا الخير ببركتها إنه خير الموفقين