nindex.php?page=treesubj&link=29706_30578_32211_32413_34384_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق أي ما قدر لانتفاعكم من ذلك وإلا فالرزق ليس كله منزلا واستعمال أنزل في ما ذكر مجاز من إطلاق المسبب على السبب وجوز الإسناد مجازيا بأن أسند الإنزال إلى الرزق لأن سببه كالمطر منزل وقيل: إن هناك استعارة مكنية تخيلية وهو بعيد وجعل الرزق مجازا عن سببه أو تقدير لفظ سبب مما لا ينبغي و (ما) إما موصولة في موضع النصب على أنها مفعول أول - لأرأيتم - والعائد محذوف أي أنزله والمفعول الثاني ما ستراه إن شاء الله تعالى قريبا و (ما) استفهامية في موضع النصب على أنه مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أنزل وقدم عليه لصدارته وهو معلق لما قبله إن قلنا بالتعليق فيه أي أي شيء أنزل الله تعالى من رزق
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59فجعلتم منه حراما وحلالا أي فبعضتموه وقسمتموه إلى حرام وحلال وقلتم هذه أنعام وحرث حجر وما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا إلى غير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قل آلله أذن لكم في جعل البعض منه حراما والبعض الآخر حلالا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أم على الله تفترون 59 (أم) والهمزة متعادلتان والجملة في موضع المفعول الثاني - لأرأيتم - و (قل) مكرر للتأكيد فلا يمنع من ذلك والعائد على المفعول الأول مقدر والمعنى أرأيتم الذي أنزله الله تعالى لكم من رزق ففعلتم فيه ما فعلتم أي الأمرين كائن فيه الإذن فيه من الله تعالى بجعله قسمين أم الافتراء منكم وكان أصل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59آلله أذن لكم إلخ آلله أذن أم غيره فعدل إلى ما في النظم الجلي دلالة على أن الثابت هو الشق الثاني وهم نسبوا ذلك إليه سبحانه فهم مفترون عليه جل شأنه لا على غيره وفيه زجر عظيم كما لا يخفى ولعل هذا مراد من قال: إن الاستفهام للاستخبار ولم يقصد به حقيقته لينافي تحقق العلم بانتفاء الإذن وثبوت الافتراء بل قصد به التقرير والوعيد وإلزام الحجة
وجوز أن يكون الاستفهام لإنكار الإذن وتكون (أم) منقطعة بمعنى بل الإضرابية والمقصود الإضراب عن ذلك لتقرير افترائهم والجملة على هذا معمولة للقول وليست متعلقة بأرأيتم وهو قد اكتفى بالجملة الأولى كما أشرنا إليه ومن الناس من جوز كون (أم) متصلة وكونها منفصلة على تقدير تعلق الجملة بفعل القول وأوجب الاتصال على تقدير تعلقها بأرأيتم وجعل الاسم الجليل مبتدأ مخبرا عنه بالجملة للتخصيص عند بعض ولتقوية الحكم عند آخر والإظهار بعد في مقام الإضمار للإيذان بكمال قبح افترائهم وتقديم الجار والمجرور للقصر مطلقا في رأي ولمراعاة الفواصل على الوجه الأول وللقصر على الوجه الثاني في آخر
واستدل
المعتزلة بالآية على أن الحرام ليس برزق ولا دليل لهم فيها على ما ذكرناه لأن المقدر للانتفاع هو الحلال فيكون المذكور هنا قسما من الرزق وهو شامل للحلال والحرام والكفرة إنما أخطأوا في جعل بعض الحلال حراما ومن جعل
أهل السنة نظيرا لهم في جعلهم الرزق مطلقا منقسما إلى قسمين فقد أعظم الفرية
nindex.php?page=treesubj&link=29706_30578_32211_32413_34384_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ أَيْ مَا قَدَّرَ لِانْتِفَاعِكُمْ مِنْ ذَلِكَ وَإِلَّا فَالرِّزْقُ لَيْسَ كُلُّهُ مُنْزَلًا وَاسْتِعْمَالُ أَنَزَلَ فِي مَا ذُكِرَ مَجَازٌ مِنْ إِطْلَاقِ الْمُسَبِّبِ عَلَى السَّبَبِ وَجُوِّزَ الْإِسْنَادُ مَجَازِيًّا بِأَنْ أَسَنَدَ الْإِنْزَالَ إِلَى الرِّزْقِ لِأَنَّ سَبَبُهُ كَالْمَطَرِ مُنْزَلٌ وَقِيلَ: إِنَّ هُنَاكَ اسْتِعَارَةً مَكْنِيَّةً تَخَيُّلِيَّةٌ وَهُوَ بَعِيدٌ وَجُعِلَ الرِّزْقُ مَجَازًا عَنْ سَبَبِهِ أَوْ تَقْدِيرِ لَفْظِ سَبَبٍ مِمَّا لَا يَنْبَغِي وَ (مَا) إِمَّا مَوْصُولَةٌ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولٌ أَوَّلُ - لِأَرَأَيْتُمْ - وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ أَيْ أَنْزَلَهُ وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَا سَتَرَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَرِيبًا وَ (مَا) اسْتِفْهَامِيَّةٌ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أَنْزَلَ وَقُدِّمَ عَلَيْهِ لِصَدَارَتِهِ وَهُوَ مُعَلِّقٌ لِمَا قَبْلَهُ إِنْ قُلْنَا بِالتَّعْلِيقِ فِيهِ أَيْ أَيَّ شَيْءٍ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ رِزْقٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا أَيْ فَبَعَضْتُمُوهُ وَقَسَّمْتُمُوهُ إِلَى حَرَامٍ وَحَلَالٍ وَقُلْتُمْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثُ حَجْرٍ وَمَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ فِي جَعْلِ الْبَعْضِ مِنْهُ حَرَامًا وَالْبَعْضِ الْآخَرِ حَلَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ 59 (أَمْ) وَالْهَمْزَةُ مُتَعَادِلَتَانِ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي - لِأَرَأَيْتُمْ - وَ (قُلْ) مُكَرَّرٌ لِلتَّأْكِيدِ فَلَا يُمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ وَالْعَائِدُ عَلَى الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ مُقَدَّرٌ وَالْمَعْنَى أَرَأَيْتُمُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَفَعَلْتُمْ فِيهِ مَا فَعَلْتُمْ أَيُّ الْأَمْرَيْنِ كَائِنٌ فِيهِ الْإِذْنُ فِيهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِجَعْلِهِ قِسْمَيْنِ أَمِ الِافْتِرَاءُ مِنْكُمْ وَكَانَ أَصْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ إِلَخْ آللَّهُ أَذِنَ أَمْ غَيْرُهُ فَعُدِّلَ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْجَلِيِّ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ الثَّابِتَ هُوَ الشِّقُّ الثَّانِي وَهُمْ نَسَبُوا ذَلِكَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فَهُمْ مُفْتَرُونَ عَلَيْهِ جَلَّ شَأْنُهُ لَا عَلَى غَيْرِهِ وَفِيهِ زَجْرٌ عَظِيمٌ كَمَا لَا يَخْفَى وَلَعَلَّ هَذَا مُرَادُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الِاسْتِفْهَامَ لِلِاسْتِخْبَارِ وَلَمْ يَقْصِدْ بِهِ حَقِيقَتَهُ لِيُنَافِيَ تَحَقُّقَ الْعِلْمِ بِانْتِفَاءِ الْإِذْنِ وَثُبُوتِ الِافْتِرَاءِ بَلْ قُصِدَ بِهِ التَّقْرِيرُ وَالْوَعِيدُ وَإِلْزَامُ الْحُجَّةِ
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ لِإِنْكَارِ الْإِذْنِ وَتَكُونُ (أَمْ) مُنْقَطِعَةً بِمَعْنَى بَلِ الْإِضْرَابِيَّةِ وَالْمَقْصُودُ الْإِضْرَابُ عَنْ ذَلِكَ لِتَقْرِيرِ افْتِرَائِهِمْ وَالْجُمْلَةُ عَلَى هَذَا مَعْمُولَةٌ لِلْقَوْلِ وَلَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِأَرَأَيْتُمْ وَهُوَ قَدِ اكْتَفَى بِالْجُمْلَةِ الْأُولَى كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ وَمِنَ النَّاسِ مِنْ جَوَّزَ كَوْنَ (أَمْ) مُتَّصِلَةً وَكَوْنَهَا مُنْفَصِلَةً عَلَى تَقْدِيرِ تَعَلُّقِ الْجُمْلَةِ بِفِعْلِ الْقَوْلِ وَأَوْجَبَ الِاتِّصَالَ عَلَى تَقْدِيرِ تَعَلُّقِهَا بِأَرَأَيْتُمْ وَجَعْلِ الِاسْمِ الْجَلِيلِ مُبْتَدَأً مُخْبِرًا عَنْهُ بِالْجُمْلَةِ لِلتَّخْصِيصِ عِنْدَ بَعْضٍ وَلِتَقْوِيَةِ الْحُكْمِ عِنْدَ آخَرَ وَالْإِظْهَارُ بَعْدُ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِلْإِيذَانِ بِكَمَالِ قُبْحِ افْتِرَائِهِمْ وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ لِلْقَصْرِ مُطْلَقًا فِي رَأْيٍ وَلِمُرَاعَاةِ الْفَوَاصِلِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ وَلِلْقَصْرِ عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي فِي آخَرَ
وَاسْتَدَلَّ
الْمُعْتَزِلَةُ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ الْحَرَامَ لَيْسَ بِرِزْقٍ وَلَا دَلِيلَ لَهُمْ فِيهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّ الْمُقَدَّرَ لِلِانْتِفَاعِ هُوَ الْحَلَالُ فَيَكُونُ الْمَذْكُورُ هُنَا قِسْمًا مِنَ الرِّزْقِ وَهُوَ شَامِلٌ لِلْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْكَفَرَةُ إِنَّمَا أَخْطَأُوا فِي جَعْلِ بَعْضِ الْحَلَالِ حَرَامًا وَمَنْ جَعَلَ
أَهْلَ السُّنَّةِ نَظِيرًا لَهُمْ فِي جَعْلِهِمُ الرِّزْقَ مُطْلَقًا مُنْقَسِمًا إِلَى قِسْمَيْنِ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ