nindex.php?page=treesubj&link=30454_30455_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وما كان لنفس بيان لتبعية إيمان النفوس التي علم الله تعالى إيمانها لمشيئته تعالى وجودا وعدما بعد بيان الدوران الكلي عليها كذلك وقيل: هو تقرير لما يدل عليه الكلام السابق من أن خلاف المشيئة مستحيل أي ما صح وما استقام لنفس من النفوس التي علم الله تعالى أنها تؤمن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100أن تؤمن إلا بإذن الله أي بمشيئته وإرادته سبحانه والأصل في الإذن بالشيء الإعلام بإجازته والرخصة فيه ورفع الحجر عنه وجعلوا ما ذكر من لوازمه كالتسهيل الذي ذكره بعضهم في تفسيره وخصصت النفس بالصفة المذكورة ولم تجعل من قبيل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله قيل لأن الاستثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما كان لنفس أن تؤمن في حال من أحوالها إلا حال كونها ملابسة بإذنه سبحانه فلا بد من كون الإيمان مما يؤول إليه حالها كما أن الموت حال لكل نفس لا محيص لها عنه فلا بد من التخصيص بما ذكر فإن النفوس التي علم الله تعالى أنها لا تؤمن ليس لها حال تؤمن فيها حتى تستثني تلك الحال من غيرها انتهى .
وقد يقال إن هذا الاستثناء بالنظر إلى النفس التي علم الله تعالى أنها لا تؤمن مفيد لعدم إيمانها على أتم وجه على حد ما قيل في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف فكأنه قيل: ما كان لنفس علم الله تعالى أنها لا تؤمن أن تؤمن في حال من الأحوال كسلامة العقل وصحة البدن وغيرهما إلا في حال ملابستها إذن الله تعالى وإرادته أن تؤمن وهي تابعة لعلمه بذلك وعلمه به محال لأنه قد علم نقيضه فيلزم انقلاب العلم جهلا فتكون إرادته ذلك محالا فيكون إيمانها محالا إذ الموقوف على المحال محال وفي الحواشي الشهابية أن (ما كان) إن كان بمعنى ما وجد احتاج إلى تقييد النفس بمن علم أنها تؤمن وإن كان بمعنى ما صح لا يحتاج إليه ولذا ذكره من ذكره وتركه من تركه وفيه خفاء فتأمل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100ويجعل الرجس أي الكفر كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125فزادتهم رجسا إلى رجسهم بقرينة ما قبله وأصله الشيء الفاسد المستقذر وعبر عنه بذلك لكونه علما في الفساد والاستقذار وقيل: المراد به العذاب وعبر عنه بذلك لاشتراكهما في الاستكراه والتنفر وأن إرادة الكفر منه باعتبار أنه نقل أولا عن المستقذر إلى العذاب للاشتراك فيما ذكر ثم أطلق على الكفر لأنه سببه فيكون مجازا في المرتبة الثانية واختار الإمام التفسير الأول تحاشيا مما في إطلاق المستقذر على عذاب الله تعالى من الاستقذار وبعض الثاني لما أن كلمة (على) في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100على الذين لا يعقلون 100 أي لا يستعملون عقولهم بالنظر في الحجج والآيات أو لا يعقلون دلائله
[ ص: 195 ] وأحكامه لما على قلوبهم من الطبع تأبى الأول وتعقب بأن المعنى يقدره عليهم فلا إباء ويفسر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100الذين لا يعقلون بما يكون به تأسيسا كما سمعت في تفسيره ومنه تعلم أن الفعل منزل منزلة اللام أوله مفعول مقدر وقد يفرق بين التفسيرين بأنهم على الأول لم يسلبوا قوة النظر لكنهم لم يوفقوا لذلك وعلى الثاني بخلافه والأمر الآتي ظاهر في الأول والجملة معطوفة على مقدر كأنه قيل: فيأذن لهم بالإيمان ويجعل إلخ أو فيأذن لبعضهم بذلك ويجعل إلخ وقرئ (الرجز) بالزاي وقرأ
حماد ويحيى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر (ونجعل) بالنون
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30455_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ بَيَانٌ لِتَبَعِيَّةِ إِيمَانِ النُّفُوسِ الَّتِي عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى إِيمَانَهَا لِمَشِيئَتِهِ تَعَالَى وُجُودًا وَعَدَمًا بَعْدَ بَيَانِ الدَّوَرَانِ الْكُلِّيِّ عَلَيْهَا كَذَلِكَ وَقِيلَ: هُوَ تَقْرِيرٌ لِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ السَّابِقُ مِنْ أَنَّ خِلَافَ الْمَشِيئَةِ مُسْتَحِيلٌ أَيْ مَا صَحَّ وَمَا اسْتَقَامَ لِنَفْسٍ مِنَ النُّفُوسِ الَّتِي عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا تُؤْمِنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ أَيْ بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَالْأَصْلُ فِي الْإِذْنِ بِالشَّيْءِ الْإِعْلَامُ بِإِجَازَتِهِ وَالرُّخْصَةُ فِيهِ وَرَفْعُ الْحَجْرِ عَنْهُ وَجَعَلُوا مَا ذُكِرَ مِنْ لَوَازِمِهِ كَالتَّسْهِيلِ الَّذِي ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِهِ وَخُصِّصَتِ النَّفْسُ بِالصِّفَةِ الْمَذْكُورَةِ وَلَمْ تُجْعَلْ مِنْ قَبِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ قِيلَ لِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ الْأَحْوَالِ أَيْ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ فِي حَالٍ مِنْ أَحْوَالِهَا إِلَّا حَالَ كَوْنِهَا مُلَابِسَةً بِإِذْنِهِ سُبْحَانَهُ فَلَا بُدَّ مِنْ كَوْنِ الْإِيمَانِ مِمَّا يَؤُولُ إِلَيْهِ حَالُهَا كَمَا أَنَّ الْمَوْتَ حَالٌ لِكُلِّ نَفْسٍ لَا مَحِيصَ لَهَا عَنْهُ فَلَا بُدَّ مِنَ التَّخْصِيصِ بِمَا ذُكِرَ فَإِنَّ النُّفُوسَ الَّتِي عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا لَا تُؤْمِنُ لَيْسَ لَهَا حَالٌ تُؤْمِنُ فِيهَا حَتَّى تَسْتَثْنِيَ تِلْكَ الْحَالَ مِنْ غَيْرِهَا انْتَهَى .
وَقَدْ يُقَالُ إِنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ بِالنَّظَرِ إِلَى النَّفْسِ الَّتِي عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا لَا تُؤْمِنُ مُفِيدٌ لِعَدَمِ إِيمَانِهَا عَلَى أَتَمِّ وَجْهٍ عَلَى حَدِّ مَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: مَا كَانَ لِنَفْسٍ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا لَا تُؤْمِنُ أَنْ تُؤْمِنَ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ كَسَلَامَةِ الْعَقْلِ وَصِحَّةِ الْبَدَنِ وَغَيْرِهِمَا إِلَّا فِي حَالِ مُلَابَسَتِهَا إِذْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَإِرَادَتَهُ أَنْ تُؤْمِنَ وَهِيَ تَابِعَةٌ لِعِلْمِهِ بِذَلِكَ وَعِلْمُهُ بِهِ مُحَالٌ لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ نَقِيضَهُ فَيَلْزَمُ انْقِلَابُ الْعِلْمِ جَهْلًا فَتَكُونُ إِرَادَتُهُ ذَلِكَ مُحَالًا فَيَكُونُ إِيمَانُهَا مُحَالًا إِذِ الْمَوْقُوفُ عَلَى الْمُحَالِ مُحَالٌ وَفِي الْحَوَاشِي الشِّهَابِيَّةِ أَنَّ (مَا كَانَ) إِنْ كَانَ بِمَعْنَى مَا وَجَدَ احْتَاجَ إِلَى تَقْيِيدِ النَّفْسِ بِمَنْ عَلِمَ أَنَّهَا تُؤْمِنُ وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى مَا صَحَّ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ وَلِذَا ذَكَرَهُ مَنْ ذَكَرَهُ وَتَرَكَهُ مَنْ تَرَكَهُ وَفِيهِ خَفَاءٌ فَتَأَمَّلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ أَيِ الْكُفْرَ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ بِقَرِينَةِ مَا قَبْلَهُ وَأَصْلُهُ الشَّيْءُ الْفَاسِدُ الْمُسْتَقْذَرُ وَعَبَّرَ عَنْهُ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ عَلَمًا فِي الْفَسَادِ وَالِاسْتِقْذَارِ وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ الْعَذَابُ وَعَبَّرَ عَنْهُ بِذَلِكَ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الِاسْتِكْرَاهِ وَالتَّنَفُّرِ وَأَنَّ إِرَادَةَ الْكُفْرِ مِنْهُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ نُقِلَ أَوَّلًا عَنِ الْمُسْتَقْذَرِ إِلَى الْعَذَابِ لِلِاشْتِرَاكِ فِيمَا ذُكِرَ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْكُفْرِ لِأَنَّهُ سَبَبُهُ فَيَكُونُ مَجَازًا فِي الْمَرْتَبَةِ الثَّانِيَةِ وَاخْتَارَ الْإِمَامُ التَّفْسِيرَ الْأَوَّلَ تَحَاشِيًا مِمَّا فِي إِطْلَاقِ الْمُسْتَقْذَرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الِاسْتِقْذَارِ وَبَعَّضَ الثَّانِيَ لَمَّا أَنَّ كَلِمَةَ (عَلَى) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ 100 أَيْ لَا يَسْتَعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ بِالنَّظَرِ فِي الْحُجَجِ وَالْآيَاتِ أَوْ لَا يَعْقِلُونَ دَلَائِلَهُ
[ ص: 195 ] وَأَحْكَامَهُ لِمَا عَلَى قُلُوبِهِمْ مِنَ الطَّبْعِ تَأْبَى الْأَوَّلَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْمَعْنَى يُقَدِّرُهُ عَلَيْهِمْ فَلَا إِبَاءَ وَيُفَسِّرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ بِمَا يَكُونُ بِهِ تَأْسِيسًا كَمَا سَمِعْتَ فِي تَفْسِيرِهِ وَمِنْهُ تَعْلَمُ أَنَّ الْفِعْلَ مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ اللَّامِ أَوَّلُهُ مَفْعُولٌ مُقَدَّرٌ وَقَدْ يُفَرَّقُ بَيْنَ التَّفْسِيرَيْنِ بِأَنَّهُمْ عَلَى الْأَوَّلِ لَمْ يُسْلَبُوا قُوَّةَ النَّظَرِ لَكِنَّهُمْ لَمْ يُوَفَّقُوا لِذَلِكَ وَعَلَى الثَّانِي بِخِلَافِهِ وَالْأَمْرُ الْآتِي ظَاهِرٌ فِي الْأَوَّلِ وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ: فَيَأْذَنُ لَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَيَجْعَلُ إِلَخْ أَوْ فَيَأْذَنُ لِبَعْضِهِمْ بِذَلِكَ وَيَجْعَلُ إِلَخْ وَقُرِئَ (الرِّجْزَ) بِالزَّايِ وَقَرَأَ
حَمَّادٌ وَيَحْيَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرٍ (وَنَجْعَلُ) بِالنُّونِ