ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
وإضافة شقاق إلى ياء المتكلم من إضافة المصدر إلى مفعوله أي لا يكسبنكم شقاقكم إياي أن يصيبكم [ ص: 122 ] مثل ما أصاب قوم نوح من الغرق أو قوم هود من الريح أو قوم صالح من الرجفة والصيحة، ونهي الشقاق مجاز أو كناية عن نهيهم، وهو أبلغ من توجيه النهي إليهم لأنه إذا نهي وهو لا يعقل علم نهي المشاقين بالطريق الأولى، وقرأ ابن وثاب (يجرمنكم) بضم الياء، وحكي أيضا عن والأعمش وهو حينئذ من أجرمته ذنبا إذا جعلته جارما له أي كاسبا، والهمزة للنقل من جرم المتعدي إلى مفعول واحد، ونظيره في النقل كذلك كسب المال فإنه يقال فيه أكسبه المال، والقراءتان سواء في المعنى إلا أن المشهورة جارية على ما هو الأكثر استعمالا في كلام الفصحاء من العرب الموثوق بعربيتهم، وقرأ ابن كثير مجاهد والجحدري وابن أبي إسحاق (مثل) بالفتح وروي ذلك عن وخرجه جمع على أن (مثل) فاعل أيضا إلا أنه بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وقد جوز فيه وكذا في غير مع ما وأن المخففة والمشددة ذلك كالظروف المضافة للمبني، وعلى هذا جاء قوله: نافعولم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أوقال
وفي الكشف عن الجوهري أن القوم يذكر ويؤنث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، وإذا صغرت لم تدخل فيه الهاء، وقلت: قويم ورهيط ونفير، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأن التأنيث لازم وبينه وبين ما نقل عن الزمخشري بون بعيد، وعليه فلا حاجة إلى التأويل