وقالت الشيعة : إن والديه عليه السلام كانا مؤمنين ولذا دعا لهما وأما الكافر فأبوه والمراد به عمه أو جده لأمه واستدلوا على إيمان أبويه بهذه الآية ولم يرضوا ما قيل فيها حتى القول الأول بناء على زعمهم أن هذا الدعاء كان بعد الكبر وهبة إسماعيل وإسحاق عليهما السلام له وقد كان تبين له في ذلك الوقت عداوة أبيه الكافر لله تعالى .
وقرأ الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما وأبو جعفر محمد وزيد ابنا علي وابن يعمر والزهري ( ولولدي ) بغير ألف وبفتح اللام تثنية ولد يعني بهما والنخعي إسماعيل وإسحاق وأنكر عاصم الجحدري هذه القراءة ونقل أن في مصحف ( ولأبوي ) وفي بعض المصاحف ( ولذريتي ) وعن أبي ( ولولدي ) بضم الواو وسكون اللام فاحتمل أن يكون جمع ولد كأسد في أسد ويكون قد دعا عليه السلام لذريته وأن [ ص: 244 ] يكون لغة في الولد كما في قول الشاعر : . يحيى بن يعمر
فليت زيادا كان في بطن أمه وليت زيادا كان ولد حمار
ومثل ذلك العدم والعدم وقرأ ( ولوالدي ) بإسكان الياء على الإفراد كقوله : واغفر لأبي ابن جبير وللمؤمنين كافة من ذريته وغيرهم ومن هنا قال فيما رواه عنه الشعبي : ما يسرني بنصيبي من دعوة ابن أبي حاتم نوح وإبراهيم عليهما السلام للمؤمنين والمؤمنات حمر النعم وللإيذان باشتراك الكل في الدعاء بالمغفرة جيء بضمير الجماعة يوم يقوم الحساب . (41) أي يثبت ويتحقق واستعمال القيام فيما ذكر إما مجاز مرسل أو استعارة ومن ذلك قامت الحرب والسوق وجوز أن يكون قد شبه الحساب برجل قائم على الاستعارة المكنية وأثبت له القيام على التخييل وأن يكون المراد يقوم أهل الحساب فحذف المضاف أو أسند إلى الحساب ما لأهله مجازا وجعل ذلك العلامة الثاني في شرح التلخيص مثل ضربه التأديب مما فيه الإسناد إلى السبب الغائي أي يقوم أهله لأجله وذكر السالكوتي أنه إنما قال مثله لأن الحساب ليس ما لأجله القيام حقيقة لكنه شبيه به ترتبه عليه وفيه بحث .