nindex.php?page=treesubj&link=19797_19863_29676_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا تعليل لما سبق من الأمر والنهي، والمراد بالمعية الولاية الدائمة التي لا يحول حول صاحبها شيء من الجزع والحزن وضيق الصدر وما يشعر به دخول كلمة ( مع ) من متبوعية المتقين من حيث إنهم المباشرون للتقوى، والمراد بها هنا أعلى مراتبها أعني التنزه عن كل ما يشغل السر عن الحق سبحانه والتبتل إليه تعالى بالكلية لأن ذلك هو المورث لولايته عز وجل المقرونة ببشارة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والمعنى أن الله تعالى ولي الذين تبتلوا إليه سبحانه بالكلية وتنزهوا عن كل ما يشغل سرهم عنه عز وجل فلم يخطر ببالهم شيء من مطلوب أو محذور فضلا عن الحزن عليه فواتا أو وقوعا وهو المعنى بما به الصبر المأمور به على أول الاحتمالات السالفة وبذلك يحصل التقريب ويتم التعليل وإلا فمجرد التوقي عن المعاصي لا يكون مدارا لشيء من العزائم المرخص في تركها فكيف بالصبر المشار إليه ورديفيه وإنما مداره المعنى المذكور فكأنه قيل: إن الله مع الذين صبروا، وإنما أوثر عليه ما في النظم الكريم مبالغة في الحث على الصبر بالتنبيه على أنه من خصائص أجل النعوت الجليلة وروادفه كما أن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128والذين هم محسنون للإشعار بأنه من باب الإحسان الذي فيه يتنافس المتنافسون على ما يؤذن بذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين وقد نبه سبحانه على أن كلا من الصبر والتقوى من قبيل الإحسان بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين وحقيقة الإحسان الإتيان بالأعمال على الوجه اللائق، وقد فسره صلى الله عليه وسلم بأن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وتكرير الموصول للإيذان بكفاية كل من الصلتين في ولايته سبحانه من غير أن تكون إحداهما تتمة للأخرى، وإيراد الأولى فعلية للدلالة على الحدوث كما أن إيراد الثانية اسمية لإفادة كون مضمونها شيمة راسخة لهم، وتقديم التقوى على الإحسان لما أن التخلية مقدمة على التحلية، والمراد بالموصولين إما جنس المتقين والمحسنين ويدخل عليه الصلاة والسلام في زمرتهم دخولا أوليا إما هو صلى الله عليه وسلم وأشياعه رضي الله تعالى عنهم وعبر بذلك عنهم مدحا لهم وثناء عليهم بالنعتين الجميلين، وفيه رمز إلى أن صنيعه عليه الصلاة والسلام مستتبع لاقتداء الأمة به كقول من قال
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس رضي الله تعالى عنهما عند التعزية:
[ ص: 260 ] اصبر نكن بك صابرين وإنما صبر الرعية عند صبر الراس
قال: كل ذلك في إرشاد العقل السليم، وإلى كون الجملة في موضع التعليل لما سبق ذهب العلامة
الطيبي حيث قال: إنه تعالى لما أمر حبيبه بالصبر على أذى المخالفين ونهاه عن الحزن على عنادهم وإبائهم الحق وعما يلحقه من مكرهم وخداعهم علل ذلك بقوله سبحانه: ( إن الله ) إلخ أي لا تبال بهم وبمكرهم لأن الله تعالى وليك ومحبك وناصرك ومبغضهم وخاذلهم، وعمم الحكم إرشادا للاقتداء به عليه الصلاة والسلام، وفيه تعريض بالمخالفين وبخذلانهم كما صرح به في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم وذكر أن إيراد الجملة الثانية اسمية وبناء
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128محسنون على ( هم ) على سبيل التقوى مؤذن باستدامة الإحسان واستحكامه وهو مستلزم لاستمرار التقوى لأن الإحسان إنما يتم إذا لم يعد إلى ما كان عليه من الإساءة، وإليه الإشارة بما ورد «
nindex.php?page=hadith&LINKID=664609من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ».
وما ذكر من حمل التقوى على أعلى مراتبها غير متعين، وما ذكره في بيانه لا يخلو عن نظر كما لا يخفى على المتأمل، وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه قال في الآية: اتقوا فيما حرم الله تعالى عليهم وأحسنوا فيما افترض عليهم، ويوهم كلام بعضهم أن الجملة في موضع التعليل للأمر بالمعاقبة بالمثل حيث قال: إن المعنى إن الله بالعون والرحمة والفضل مع الذين خافوا عقاب الله تعالى وأشفقوا منه فشفقوا على خلقه بعد الإسراف في المعاقبة، وفسر الإحسان بترك الإساءة كما قيل. ترك الإساءة إحسان وإجمال. ولا يخفى ما فيه من البعد، وقد اشتملت هذه الآيات على تعليم حسن الأدب في الدعوة وترك التعدي والأمر بالصبر على المكروه مع البشارة للمتقين المحسنين، وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وغيرهما عن
هرم بن حيان أنه قيل له حين الاحتضار: أوص فقال: إنما الوصية من المال ولا مال لي وأوصيكم بخواتيم سورة النحل هذا.
nindex.php?page=treesubj&link=19797_19863_29676_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا تَعْلِيلٌ لِمَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَالْمُرَادُ بِالْمَعِيَّةِ الْوِلَايَةُ الدَّائِمَةُ الَّتِي لَا يَحُولُ حَوْلَ صَاحِبِهَا شَيْءٌ مِنَ الْجَزَعِ وَالْحُزْنِ وَضِيقِ الصَّدْرِ وَمَا يُشْعِرُ بِهِ دُخُولُ كَلِمَةِ ( مَعَ ) مِنْ مَتْبُوعِيَّةِ الْمُتَّقِينَ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمُ الْمُبَاشِرُونَ لِلتَّقْوَى، وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا أَعْلَى مَرَاتِبِهَا أَعْنِي التَّنَزُّهَ عَنْ كُلِّ مَا يَشْغَلُ السِّرَّ عَنِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَالتَّبَتُّلِ إِلَيْهِ تَعَالَى بِالْكُلِّيَّةِ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُوَرِّثُ لِوِلَايَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ الْمَقْرُونَةِ بِبِشَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَلِيُّ الَّذِينَ تَبَتَّلُوا إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَتَنَزَّهُوا عَنْ كُلِّ مَا يَشْغَلُ سِرَّهُمْ عَنْهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمْ شَيْءٌ مِنْ مَطْلُوبٍ أَوْ مَحْذُورٍ فَضْلًا عَنِ الْحُزْنِ عَلَيْهِ فَوَاتًا أَوْ وُقُوعًا وَهُوَ الْمَعْنَى بِمَا بِهِ الصَّبْرُ الْمَأْمُورُ بِهِ عَلَى أَوَّلِ الِاحْتِمَالَاتِ السَّالِفَةِ وَبِذَلِكَ يَحْصُلُ التَّقْرِيبُ وَيَتِمُّ التَّعْلِيلُ وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ التَّوَقِّي عَنِ الْمَعَاصِي لَا يَكُونُ مَدَارًا لِشَيْءٍ مِنَ الْعَزَائِمِ الْمُرَخَّصِ فِي تَرْكِهَا فَكَيْفَ بِالصَّبْرِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ وَرَدِيفَيْهِ وَإِنَّمَا مَدَارُهُ الْمَعْنَى الْمَذْكُورُ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ صَبَرُوا، وَإِنَّمَا أُوثِرَ عَلَيْهِ مَا فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ مُبَالَغَةً فِي الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ بِالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُ مِنْ خَصَائِصِ أَجَلِّ النُّعُوتِ الْجَلِيلَةِ وَرَوَادِفِهِ كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِحْسَانِ الَّذِي فِيهِ يَتَنَافَسُ الْمُتَنَافِسُونَ عَلَى مَا يُؤْذِنُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَقَدْ نَبَّهَ سُبْحَانَهُ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنَ الصَّبْرِ وَالتَّقْوَى مِنْ قَبِيلِ الْإِحْسَانِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَحَقِيقَةُ الْإِحْسَانِ الْإِتْيَانُ بِالْأَعْمَالِ عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ، وَقَدْ فَسَّرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ تَعَالَى كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَتَكْرِيرُ الْمَوْصُولِ لِلْإِيذَانِ بِكِفَايَةِ كُلٍّ مِنَ الصِّلَتَيْنِ فِي وِلَايَتِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ إِحْدَاهُمَا تَتِمَّةً لِلْأُخْرَى، وَإِيرَادُ الْأُولَى فِعْلِيَّةً لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْحُدُوثِ كَمَا أَنَّ إِيرَادَ الثَّانِيَةِ اسْمِيَّةً لِإِفَادَةِ كَوْنِ مَضْمُونِهَا شِيمَةً رَاسِخَةً لَهُمْ، وَتَقْدِيمُ التَّقْوَى عَلَى الْإِحْسَانِ لِمَا أَنَّ التَّخْلِيَةَ مُقَدَّمَةٌ عَلَى التَّحْلِيَةِ، وَالْمُرَادُ بِالْمَوْصُولَيْنِ إِمَّا جِنْسُ الْمُتَّقِينَ وَالْمُحْسِنِينَ وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي زُمْرَتِهِمْ دُخُولًا أَوَّلِيًّا إِمَّا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْيَاعُهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَعَبَّرَ بِذَلِكَ عَنْهُمْ مَدْحًا لَهُمْ وَثَنَاءً عَلَيْهِمْ بِالنَّعْتَيْنِ الْجَمِيلَيْنِ، وَفِيهِ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ صَنِيعَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُسْتَتْبَعٌ لِاقْتِدَاءِ الْأُمَّةِ بِهِ كَقَوْلِ مَنْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا عِنْدَ التَّعْزِيَةِ:
[ ص: 260 ] اصْبِرْ نَكُنْ بِكَ صَابِرِينَ وَإِنَّمَا صَبْرُ الرَّعِيَّةِ عِنْدَ صَبْرِ الرَّاسِ
قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ فِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ، وَإِلَى كَوْنِ الْجُمْلَةِ فِي مَوْضِعِ التَّعْلِيلِ لِمَا سَبَقَ ذَهَبَ الْعَلَّامَةُ
الطَّيِّبِيُّ حَيْثُ قَالَ: إِنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ حَبِيبَهُ بِالصَّبْرِ عَلَى أَذَى الْمُخَالِفِينَ وَنَهَاهُ عَنِ الْحُزْنِ عَلَى عِنَادِهِمْ وَإِبَائِهِمُ الْحَقَّ وَعَمَّا يَلْحَقُهُ مِنْ مَكْرِهِمْ وَخِدَاعِهِمْ عُلِّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ( إِنَّ اللَّهَ ) إِلَخْ أَيْ لَا تُبَالِ بِهِمْ وَبِمَكْرِهِمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَلِيُّكَ وَمُحِبُّكَ وَنَاصِرُكَ وَمُبْغِضُهُمْ وَخَاذِلُهُمْ، وَعَمَّمَ الْحُكْمَ إِرْشَادًا لِلِاقْتِدَاءِ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالْمُخَالِفِينَ وَبِخُذْلَانِهِمْ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ وَذَكَرَ أَنَّ إِيرَادَ الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ اسْمِيَّةً وَبِنَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128مُحْسِنُونَ عَلَى ( هُمْ ) عَلَى سَبِيلِ التَّقْوَى مُؤْذِنٌ بِاسْتِدَامَةِ الْإِحْسَانِ وَاسْتِحْكَامِهِ وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِاسْتِمْرَارِ التَّقْوَى لِأَنَّ الْإِحْسَانَ إِنَّمَا يَتِمُّ إِذَا لَمْ يَعُدْ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسَاءَةِ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِمَا وَرَدَ «
nindex.php?page=hadith&LINKID=664609مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ».
وَمَا ذُكِرَ مِنْ حَمْلِ التَّقْوَى عَلَى أَعْلَى مَرَاتِبِهَا غَيْرُ مُتَعَيِّنٍ، وَمَا ذَكَرَهُ فِي بَيَانِهِ لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى الْمُتَأَمِّلِ، وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَةِ: اتَّقُوا فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَأَحْسِنُوا فِيمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ، وَيُوهِمُ كَلَامُ بَعْضِهِمْ أَنَّ الْجُمْلَةَ فِي مَوْضِعِ التَّعْلِيلِ لِلْأَمْرِ بِالْمُعَاقَبَةِ بِالْمِثْلِ حَيْثُ قَالَ: إِنَّ الْمَعْنَى إِنَّ اللَّهَ بِالْعَوْنِ وَالرَّحْمَةِ وَالْفَضْلِ مَعَ الَّذِينَ خَافُوا عِقَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَشْفَقُوا مِنْهُ فَشَفِقُوا عَلَى خَلْقِهِ بَعْدَ الْإِسْرَافِ فِي الْمُعَاقَبَةِ، وَفَسَّرَ الْإِحْسَانَ بِتَرْكِ الْإِسَاءَةِ كَمَا قِيلَ. تَرْكُ الْإِسَاءَةِ إِحْسَانٌ وَإِجْمَالٌ. وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنَ الْبُعْدِ، وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ عَلَى تَعْلِيمٍ حُسْنِ الْأَدَبِ فِي الدَّعْوَةِ وَتَرْكِ التَّعَدِّي وَالْأَمْرِ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَكْرُوهِ مَعَ الْبِشَارَةِ لِلْمُتَّقِينَ الْمُحْسِنِينَ، وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
هَرَمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ حِينَ الِاحْتِضَارِ: أَوْصِ فَقَالَ: إِنَّمَا الْوَصِيَّةُ مِنَ الْمَالِ وَلَا مَالَ لِي وَأُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ هَذَا.