جزاء موفورا أي: مكملا لا يدخر منه شيء كما قال من فر كعد لصاحبك عرضه فرة؛ أي: كمل لصاحبك عرضه، وعلى ذلك قوله: ابن جبير
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
وجاء وفر لازما نحو: وفر المال يفر وفورا؛ أي: كمل وكثر، وانتصب ( جزاء ) على المصدر بإضمار تجزون أو تجازون فإنهما بمعنى، وهذا المصدر لهما.
[ ص: 111 ] وجوز وغيره كون العامل فيه «جزاؤكم» بناء على أن المصدر ينصب المفعول المطلق، وجوز كونه حالا موطئة لصفتها التي هي حال في الحقيقة؛ ولذا جاءت جامدة كقوله تعالى: أبو حيان قرآنا عربيا ولا حاجة لتقدير ذوي فيه حينئذ، وصاحب الحال مفعول تجزونه محذوفا والعامل الفعل، وقيل: إنه حال من فاعله بتقدير ذوي جزاء، وقال الطيبي: قيل: المعنى ذوي جزاء ليكون حالا عن ضمير المخاطبين ويكون المصدر عاملا وإلا فالعامل مفقود ثم قال: الأظهر أنه حال مؤكدة لمضمون الجملة نحو: زيد حاتم جوادا، وفي الكشف أن هذا متعين وليس الأول بالوجه، ومثله: جعله حالا عن الفاعل، وقيل: هو تمييز ولا يقبل عند ذويه.