أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أي: مقابلا كالعشير والمعاشر، [ ص: 169 ] وأرادوا كما أخرج عن ابن أبي حاتم عيانا وهذا كقولهم: ابن عباس لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا وفي رواية أخرى عن الحبر تفسير القبيل بالكفيل أي كفيلا بما تدعيه يعنون شاهدا يشهد لك بصحة ما قلته وضامنا يضمن ما يترتب عليه وهو على الوجهين حال من الجلالة وحال الملائكة محذوفة لدلالة الحال المذكورة عليها، أي: قبلاء كما حذف الخبر في قوله: والضحاك
ومن يك أمسى في المدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
وذكر الطبرسي عن أنه فسر قبيلا ب «مقابلة ومعاينة»، وقال: إن العرب تجريه في هذا المعنى مجرى المصدر فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث فلا تغفل، وعن الزجاج القبيل الجماعة كالقبيلة فيكون حالا من الملائكة، وفي الكشف جعله حالا من الملائكة لقرب اللفظ وسداد المعنى؛ لأن المعنى تأتي بالله تعالى وجماعة من الملائكة لا تأتي بهما جماعة ليكون حالا على الجمع؛ إذ لا يراد معنى المعية معه تعالى، ألا ترى إلى قوله سبحانه حكاية عنهم: «أو نرى ربنا» والقرآن يفسر بعضه بعضا انتهى، وقرأ مجاهد: «قبلا» من المقابلة وهذا يؤيد التفسير الأول. الأعرج: