وهو ألد الخصام 204 أي: شديد المخاصمة في الباطل كما قال - رضي الله تعالى عنهما - واستشهد عليه بقول ابن عباس مهلهل:
إن تحت الحجار حزما وجورا وخصيما ألد ذا مقلاق
فألد صفة كأحمر، بدليل جمعه على ( لد ) ومجيء مؤنثه ( لداء ) لا أفعل تفضيل، والإضافة من إضافة الصفة إلى فاعلها كحسن الوجه على الإسناد المجازي، وجعلها بعضهم بمعنى ( في ) على الظرفية التقديرية؛ أي شديد في المخاصمة، ونقل أبو حيان عن أن ( ألد ) أفعل تفضيل فلا بد من تقدير وخصامه ألد الخصام، أو ألد ذوي الخصام، أو يجعل وهو راجع إلى الخصام المفهوم من الكلام على بعد، أو يقال الخصام جمع خصم كبحر وبحار وصعب وصعاب، فالمعنى أشد الخصوم خصومة، والإضافة فيه للاختصاص، كما في أحسن الناس وجها، وفي الآية إشارة إلى أن شدة المخاصمة مذمومة، وقد أخرج الخليل: البخاري عن ومسلم - رضي الله تعالى عنها - عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - : عائشة وأخرج "أبغض الرجال إلى الله - تعالى - الألد الخصم" عن أحمد "كفى بربك إثما أن لا تزال مماريا، وكفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما، وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا إلا حديث في ذات الله – عز وجل – " وشدة الخصومة من صفات المنافقين؛ لأنهم يحبون الدنيا فيكثرون الخصام عليها. أبي الدرداء: