nindex.php?page=treesubj&link=19860_28723_29680_30532_32024_34092_34201_34308_34310_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زين للذين كفروا الحياة الدنيا أي: أوجدت حسنة وجعلت محبوبة في قلوبهم، فتهافتوا عليها تهافت الفراش على النار، وأعرضوا عما سواها، ولذا أعرض أهل الكتاب عن الآيات وبدلوها، وفاعل التزيين بهذا المعنى حقيقة هو الله - تعالى -، وإن فسر بالتحسين بالقول ونحوه من الوسوسة، كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=39لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم كان فاعل ذلك هو الشيطان، والآية محتملة لمعنيين، والتزيين حقيقة فيهما على ما يقتضيه ظاهر كلام الراغب.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212ويسخرون من الذين آمنوا الموصول للعهد، والمراد به فقراء المؤمنين
كصهيب وبلال وعمار؛ أي: يستهزءون بهم على رفضهم الدنيا وإقبالهم على العقبى، و من للتعدية، وتفيد معنى الابتداء، كأنهم جعلوا لفقرهم ورثاثة حالهم منشأ للسخرية، وقد يعدى السخر بالباء، إلا أنها لغة رديئة، والعطف على زين وإيثار صيغة الاستقبال للدلالة على الاستمرار، وجوز أن تكون الواو للحال، ( ويسخرون ) خبر لمحذوف؛ أي: وهم يسخرون، والآية نزلت في
أبي جهل وأضرابه من رؤساء
قريش، بسطت لهم الدنيا، وكانوا يسخرون من فقراء المؤمنين، ويقولون: لو كان
محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - نبيا لاتبعه أشرافنا، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - وقيل: نزلت في
ابن أبي بن سلول، وقيل: في رؤساء اليهود، ومن
بني قريظة والنضير وقينقاع، سخروا من فقراء
المهاجرين. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: لا مانع من نزولها في جميعهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212والذين اتقوا هم الذين آمنوا بعينهم، وآثر التعبير به مدحا لهم بالتقوى وإشعارا بعلة الحكم، ويجوز أن يراد العموم، ويدخل هؤلاء فيهم دخولا أوليا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212فوقهم يوم القيامة مكانا؛ لأنهم في عليين، وأولئك في أسفل السافلين، أو مكانة؛ لأنهم في أوج الكرامة، وهم في حضيض الذل والمهانة، أو لأنهم يتطاولون عليهم في الآخرة، فيسخرون منهم كما سخروا منهم في الدنيا، والجملة معطوفة على ما قبلها، وإيثار الاسمية للدلالة على دوام مضمونها، وفي ذلك من تسلية المؤمنين ما لا يخفى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212والله يرزق في الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212من يشاء بغير حساب 212 أي: بلا نهاية لما يعطيه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - : هذا الرزق في الدنيا، وفيه إشارة إلى تملك المؤمنين المستهزأ بهم أموال
بني قريظة والنضير، ويجوز أن يراد في الدارين، فيكون تذييلا لكلا الحكمين.
nindex.php?page=treesubj&link=19860_28723_29680_30532_32024_34092_34201_34308_34310_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا أَيْ: أُوجِدَتْ حَسَنَةً وَجُعِلَتْ مَحْبُوبَةً فِي قُلُوبِهِمْ، فَتَهَافَتُوا عَلَيْهَا تَهَافُتَ الْفِرَاشِ عَلَى النَّارِ، وَأَعْرَضُوا عَمَّا سِوَاهَا، وَلِذَا أَعْرَضَ أَهْلُ الْكِتَابِ عَنِ الْآيَاتِ وَبَدَّلُوهَا، وَفَاعِلُ التَّزْيِينِ بِهَذَا الْمَعْنَى حَقِيقَةً هُوَ اللَّهُ - تَعَالَى -، وَإِنْ فُسِّرَ بِالتَّحْسِينِ بِالْقَوْلِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْوَسْوَسَةِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=39لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ كَانَ فَاعِلُ ذَلِكَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَالْآيَةُ مُحْتَمِلَةٌ لِمَعْنَيَيْنِ، وَالتَّزْيِينُ حَقِيقَةً فِيهِمَا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ كَلَامِ الرَّاغِبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا الْمَوْصُولُ لِلْعَهْدِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ
كَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَعَمَّارٍ؛ أَيْ: يَسْتَهْزِءُونَ بِهِمْ عَلَى رَفْضِهِمُ الدُّنْيَا وَإِقْبَالِهِمْ عَلَى الْعُقْبَى، وَ مَنْ لِلتَّعْدِيَةِ، وَتُفِيدُ مَعْنَى الِابْتِدَاءِ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِفَقْرِهِمْ وَرَثَاثَةِ حَالِهِمْ مَنْشَأً لِلسُّخْرِيَةِ، وَقَدْ يُعَدَّى السَّخْرُ بِالْبَاءِ، إِلَّا أَنَّهَا لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَالْعَطْفُ عَلَى زَيْن وَإِيثَارُ صِيغَةِ الِاسْتِقْبَالِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ لِلْحَالِ، ( وَيُسَخِّرُونَ ) خَبَرٌ لِمَحْذُوفٍ؛ أَيْ: وَهُمْ يَسْخَرُونَ، وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي
أَبِي جَهْلٍ وَأَضْرَابِهِ مِنْ رُؤَسَاءِ
قُرَيْشٍ، بُسِطَتْ لَهُمُ الدُّنْيَا، وَكَانُوا يَسْخَرُونَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَبِيًّا لَاتَّبَعَهُ أَشْرَافُنَا، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي
ابْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، وَقِيلَ: فِي رُؤَسَاءِ الْيَهُودِ، وَمِنْ
بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ وَقَيْنُقَاعَ، سَخِرُوا مِنْ فُقَرَاءِ
الْمُهَاجِرِينَ. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ: لَا مَانِعَ مِنْ نُزُولِهَا فِي جَمِيعِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَالَّذِينَ اتَّقَوْا هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِعَيْنِهِمْ، وَآثَرَ التَّعْبِيرَ بِهِ مَدْحًا لَهُمْ بِالتَّقْوَى وَإِشْعَارًا بِعِلَّةِ الْحُكْمِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ الْعُمُومُ، وَيَدْخُلُ هَؤُلَاءِ فِيهِمْ دُخُولًا أَوَّلِيًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكَانًا؛ لِأَنَّهُمْ فِي عِلِّيِّينَ، وَأُولَئِكَ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، أَوْ مَكَانَةً؛ لِأَنَّهُمْ فِي أَوْجِ الْكَرَامَةِ، وَهُمْ فِي حَضِيضِ الذُّلِّ وَالْمَهَانَةِ، أَوْ لِأَنَّهُمْ يَتَطَاوَلُونَ عَلَيْهِمْ فِي الْآخِرَةِ، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ كَمَا سَخِرُوا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا، وَإِيثَارُ الِاسْمِيَّةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى دَوَامِ مَضْمُونِهَا، وَفِي ذَلِكَ مِنْ تَسْلِيَةِ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَا يَخْفَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212وَاللَّهُ يَرْزُقُ فِي الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ 212 أَيْ: بِلَا نِهَايَةٍ لِمَا يُعْطِيهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - : هَذَا الرِّزْقُ فِي الدُّنْيَا، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَمَلُّكِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِمْ أَمْوَالَ
بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ فِي الدَّارَيْنِ، فَيَكُونُ تَذْيِيلًا لِكِلَا الْحُكْمَيْنِ.