ومن باب الإشارة في الآيات:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا يدعي المحبة ويتكلم في دقائق الأسرار، ويظهر خصائص الأحوال، وهو في مقام النفس الأمارة
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ويشهد الله على ما في قلبه من المعارف والإخلاص بزعمه،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وهو ألد الخصام شديد الخصومة لأهل الله - تعالى - في نفس الأمر،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها بإلقاء الشبه على ضعفاء المريدين،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205ويهلك الحرث ويحصد بمنجل تمويهاته زرع الإيمان النابت في رياض قلوب السالكين ويقطع نسل المرشدين
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205والله لا يحب الفساد فكيف يدعي هذا الكاذب محبة الله - تعالى - ويرتكب ما لا يحبه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وإذا قيل له اتق الله حملته الحمية النفسانية - حمية الجاهلية - على الإثم لجاجا، وحبا لظهور نفسه، وزعما منه أنه أعلم بالله - سبحانه - من ناصحه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206فحسبه جهنم أي: يكفيه حبسه في سجين الطبيعة وظلماتها، وهذه صفة أكثر أرباب الرسوم الذين حجبوا عن إدراك الحقائق بما معهم من العلوم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يبذل نفسه في سلوك سبيل الله طلبا لرضاه، ولا يلتفت إلى القال والقيل، ولا يغلو لديه في طلب مولاه جليل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم وتسليم الوجود لله – تعالى - والخمود تحت مجاري القدرة لكم وعليكم كافة، فإن زللتم عن مقام التسليم والرضا بالقضاء من بعد ما جاءتكم دلائل تجليات الأفعال والصفات، فاعلموا أن الله - تعالى - عزيز غالب يقهركم، حكيم لا يقهر إلا على مقتضى الحكمة،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هل ينظرون إلا أن يتجلى الله - سبحانه -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210في ظلل صفات قهرية من جملة تجليات الصفات وصور ملائكة القوى السماوية،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وقضي الأمر بوصول كل إلى ما سبق له في الأزل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وإلى الله ترجع الأمور بالفناء.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كان الناس أمة واحدة على الفطرة ودين الحق في عالم الإجمال ثم اختلفوا في النشأة بحسب اختلاف طبائعهم وغلبة صفات نفوسهم واحتجاب كل بمادة بدنه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فبعث الله النبيين ليدعوهم من الخلاف إلى الوفاق، ومن الكثرة إلى الوحدة، ومن العداوة إلى المحبة، ( فتفرقوا ) وتحزبوا عليهم وتميزوا، فالسفليون ازدادوا خلافا وعنادا، والعلويون هداهم الله - تعالى - إلى الحق وسلكوا الصراط المستقيم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أم حسبتم أن تدخلوا جنة المشاهدة ومجالس الأنس بنور المكاشفة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214ولما يأتكم حال السالكين قبلكم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214مستهم بأساء الفقر وضراء المجاهدة وكسر النفس بالعبادة حتى تضجروا من طول مدة الحجاب وعيل صبرهم عن مشاهدة الجمال وطلبوا نصر الله - تعالى - بالتجلي، فأجيبوا: إذا بلغ السيل الربى، وقيل لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214ألا إن نصر الله برفع الحجاب وظهور آثار الجمال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214قريب ممن بذل نفسه وصرف عن غير مولاه حسنه، وتحمل المشاق وذبح الشهوات بسيف الأشواق: ومن لم يمت في حبه لم يعش بهودون اجتناء النحل ما جنت النحل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215يسألونك ماذا ينفقون قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - في رواية
أبي صالح: "كان عمرو بن الجموح شيخا كبيرا ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله، بماذا نتصدق وعلى من ننفق؟ فنزلت"، وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عنه: لا، إنها نزلت في
nindex.php?page=hadith&LINKID=75706رجل أتى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ، فقال: "إن لي دينارا، فقال: أنفقه على نفسك، فقال: إن لي دينارين، فقال: أنفقهما على أهلك، فقال: إن لي ثلاثة، فقال: أنفقها على خادمك، فقال: إن لي أربعة، فقال: أنفقها على والديك، فقال: إن لي خمسة، فقال: أنفقها على قرابتك، فقال: إن لي ستة، فقال: أنفقها في سبيل الله – تعالى - ".
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال:
"سأل المؤمنون رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - أين يضعون أموالهم؟ فنزلت".
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَدَّعِي الْمَحَبَّةَ وَيَتَكَلَّمُ فِي دَقَائِقِ الْأَسْرَارِ، وَيُظْهِرُ خَصَائِصَ الْأَحْوَالِ، وَهُوَ فِي مَقَامِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْمَعَارِفِ وَالْإِخْلَاصِ بِزَعْمِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ شَدِيدُ الْخُصُومَةِ لِأَهْلِ اللَّهِ - تَعَالَى - فِي نَفْسِ الْأَمْرِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا بِإِلْقَاءِ الشُّبَهِ عَلَى ضُعَفَاءِ الْمُرِيدِينَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَيَحْصُدُ بِمِنْجَلِ تَمْوِيهَاتِهِ زَرْعَ الْإِيمَانِ النَّابِتَ فِي رِيَاضِ قُلُوبِ السَّالِكِينَ وَيَقْطَعُ نَسْلَ الْمُرْشِدِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ فَكَيْفَ يَدَّعِي هَذَا الْكَاذِبُ مَحَبَّةَ اللَّهِ - تَعَالَى - وَيَرْتَكِبُ مَا لَا يُحِبُّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ حَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ النَّفْسَانِيَّةُ - حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ - عَلَى الْإِثْمِ لُجَاجًا، وَحُبًّا لِظُهُورِ نَفْسِهِ، وَزَعْمًا مِنْهُ أَنَّهُ أَعْلَمُ بِاللَّهِ - سُبْحَانَهُ - مِنْ نَاصِحِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ أَيْ: يَكْفِيهِ حَبْسُهُ فِي سِجِّينِ الطَّبِيعَةِ وَظُلُمَاتِهَا، وَهَذِهِ صِفَةُ أَكْثَرِ أَرْبَابِ الرُّسُومِ الَّذِينَ حُجِبُوا عَنْ إِدْرَاكِ الْحَقَائِقِ بِمَا مَعَهُمْ مِنَ الْعُلُومِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْذُلُ نَفْسَهُ فِي سُلُوكِ سَبِيلِ اللَّهِ طَلَبًا لِرِضَاهُ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى الْقَالِ وَالْقِيلِ، وَلَا يَغْلُو لَدَيْهِ فِي طَلَبِ مَوْلَاهُ جَلِيلٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ وَتَسْلِيمُ الْوُجُودِ لِلَّهِ – تَعَالَى - وَالْخُمُودُ تَحْتَ مَجَارِي الْقُدْرَةِ لَكُمْ وَعَلَيْكُمْ كَافَّةً، فَإِنْ زَلَلْتُمْ عَنْ مَقَامِ التَّسْلِيمِ وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ دَلَائِلُ تَجَلِّيَاتِ الْأَفْعَالِ وَالصِّفَاتِ، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - عَزِيزٌ غَالِبٌ يَقْهَرُكُمْ، حَكِيمٌ لَا يَقْهَرُ إِلَّا عَلَى مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَتَجَلَّى اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210فِي ظُلَلٍ صِفَاتِ قَهْرِيَّةٍ مِنْ جُمْلَةِ تَجَلِّيَاتِ الصِّفَاتِ وَصُوَرِ مَلَائِكَةِ الْقُوَى السَّمَاوِيَّةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وَقُضِيَ الأَمْرُ بِوُصُولِ كُلٍّ إِلَى مَا سَبَقَ لَهُ فِي الْأَزَلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ بِالْفَنَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْفِطْرَةِ وَدِينِ الْحَقِّ فِي عَالَمِ الْإِجْمَالِ ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي النَّشْأَةِ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ طَبَائِعِهِمْ وَغَلَبَةِ صِفَاتِ نُفُوسِهِمْ وَاحْتِجَابِ كُلٍّ بِمَادَّةِ بَدَنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ لِيَدْعُوَهُمْ مِنَ الْخِلَافِ إِلَى الْوِفَاقِ، وَمِنَ الْكَثْرَةِ إِلَى الْوَحْدَةِ، وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى الْمَحَبَّةِ، ( فَتَفَرَّقُوا ) وَتَحَزَّبُوا عَلَيْهِمْ وَتَمَيَّزُوا، فَالسُّفْلِيُّونَ ازْدَادُوا خِلَافًا وَعِنَادًا، وَالْعُلْوِيُّونَ هَدَاهُمُ اللَّهُ - تَعَالَى - إِلَى الْحَقِّ وَسَلَكُوا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ الْمُشَاهَدَةِ وَمَجَالِسَ الْأُنْسِ بِنُورِ الْمُكَاشَفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214وَلَمَّا يَأْتِكُمْ حَالُ السَّالِكِينَ قَبْلَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214مَسَّتْهُمُ بَأْسَاءُ الْفَقْرِ وَضَرَّاءُ الْمُجَاهَدَةِ وَكَسْرُ النَّفْسِ بِالْعِبَادَةِ حَتَّى تَضَجَّرُوا مِنْ طُولِ مُدَّةِ الْحِجَابِ وَعِيلَ صَبْرُهُمْ عَنْ مُشَاهَدَةِ الْجَمَالِ وَطَلَبُوا نَصْرَ اللَّهِ - تَعَالَى - بِالتَّجَلِّي، فَأُجِيبُوا: إِذَا بَلَغَ السَّيْلُ الرُّبَى، وَقِيلَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ بِرَفْعِ الْحِجَابِ وَظُهُورِ آثَارِ الْجَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214قَرِيبٌ مِمَّنْ بَذَلَ نَفْسَهُ وَصَرَفَ عَنْ غَيْرِ مَوْلَاهُ حُسْنَهُ، وَتَحَمَّلَ الْمَشَاقَّ وَذَبَحَ الشَّهَوَاتِ بِسَيْفِ الْأَشْوَاقِ: وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فِي حُبِّهِ لَمْ يَعِشْ بِهِوَدُونَ اجْتِنَاءِ النَّحْلِ مَا جَنَتِ النَّحْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - فِي رِوَايَةِ
أَبِي صَالِحٍ: "كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ شَيْخًا كَبِيرًا ذَا مَالٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَاذَا نَتَصَدَّقُ وَعَلَى مَنْ نُنْفِقُ؟ فَنَزَلَتْ"، وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ عَنْهُ: لَا، إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=hadith&LINKID=75706رَجُلٍ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: "إِنَّ لِي دِينَارًا، فَقَالَ: أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي دِينَارَيْنِ، فَقَالَ: أَنْفِقْهُمَا عَلَى أَهْلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي ثَلَاثَةً، فَقَالَ: أَنْفِقْهَا عَلَى خَادِمِكَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي أَرْبَعَةً، فَقَالَ: أَنْفِقْهَا عَلَى وَالِدَيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي خَمْسَةً، فَقَالَ: أَنْفِقْهَا عَلَى قَرَابَتِكَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي سِتَّةً، فَقَالَ: أَنْفِقْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ – تَعَالَى - ".
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:
"سَأَلَ الْمُؤْمِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْنَ يَضَعُونَ أَمْوَالَهُمْ؟ فَنَزَلَتْ".