بل تأتيهم بغتة عطف على لا يكفون وزعم أنه استدراك مقدر قبله نفي والتقدير إن الآيات لا تأتي بحسب اقتراحهم بل تأتيهم بغتة ، وقيل : إنه استدراك عن قوله تعالى : ابن عطية لو يعلم إلخ وهو منفي معنى كأنه قيل : لا يعلمون ذلك بل تأتيهم إلخ ، وبينه وبين ما زعمه كما بين السماء والأرض . والمضمر في ( تأتيهم ) عائد على ( الوعد ) لتأويله بالعدة أو الموعدة أو الحين لتأويله بالساعة أو على ( النار ) واستظهره في البحر ، ابن عطية بغتة أي فجأة مصدر في موضع الحال أو مفعول مطلق لتأتيهم وهو مصدر من غير لفظه فتبهتهم تدهشهم وتحيرهم أو تغلبهم على أنه معنى كنائي .
وقرأ (بل يأتيهم ) بياء الغيبة (بغتة ) بفتح الغين وهو لغة فيها ، وقيل : إنه يجوز في كل ما عينه حرف حلق (فيبهتهم ) بياء الغيبة أيضا ، فالضمير المستتر في كل من الفعلين للوعد أو للحين على ما قال الأعمش . الزمخشري
وقال أبو الفضل الرازي : يحتمل أن يكون للنار بجعلها بمعنى العذاب فلا يستطيعون ردها الضمير المجرور عائد على ما عاد عليه ضمير المؤنث فيما قبله ، وقيل : على البغتة أي لا يستطيعون ردها عنهم بالكلية ولا هم ينظرون أي يمهلون ليستريحوا طرفة عين ، وفيه تذكير بإمهالهم في الدنيا .