ليتني لم أتخذ فلانا خليلا أراد بفلان الشيطان أو من أضله في الدنيا كائنا من كان، أو أبيا إن كان الظالم عقبة أو عقبة إن كان الظالم أبيا، وهو كناية عن علم مذكر، وفلانة عن علم مؤنث، واشترط في فلان أن يكون محكيا بالقول كما هنا، ورده في شرح التسهيل بأنه سمع خلافه كثيرا كقوله: ابن الحاجب
وإذا فلان مات عن أكرومة دفعوا معاوز فقره بفلان
وتقدير القول فيه غير ظاهر، والفلان والفلانة كناية عن غير العاقل من الحيوانات كما قال ، وفل [ ص: 13 ] وفلة كناية عن نكرة من يعقل، فالأول بمعنى رجل، والثاني بمعنى امرأة، ووهم الراغب ابن عصفور ، وابن مالك ، وصاحب البسيط كما في البحر في قولهم: فل كناية عن العلم كفلان، ويختص بالنداء إلا ضرورة كما في قوله:
في لجة أمسك فلان عن فل
وليس مرخم فلان خلافا للفراء ، واختلفوا في لام فل وفلان فقيل واو، وقيل: ياء، وكنوا بهن - بفتح الهاء وتخفيف النون - عن أسماء الأجناس كثيرا، وقد كني به عن الأعلام كما في قوله:
والله أعطاك فضلا عن عطيته على هن وهن فيما مضى وهن
فإنه على ما قال الخفاجي أراد عبد الله وإبراهيم وحسنا ، والخليل من الخلة - بضم الخاء - بمعنى المودة، أطلق عليها ذلك إما لأنها تتخلل النفس أي تتوسطها، وأنشد:
قد تخللت مسلك الروح مني وبه سمي الخليل خليلا
وإما لأنها تخلها فتؤثر فيها تأثير السهم في الرمية، وإما لفرط الحاجة إليها، وهذا التمني - وإن كان مسوقا لإبراز الندم والحسرة - لكنه متضمن لنوع تعلل واعتذار بتوريك جنايته إلى الغير.
وقوله تعالى