قال هذه ناقة أي: بعدما أخرجها الله تعالى بدعائه.
روي أنهم اقترحوا عليه ناقة عشراء تخرج من صخرة عينوها ثم تلد سقبا فقعد عليه السلام يتذكر فقال له جبريل - عليه السلام - صل ركعتين وسل ربك، ففعل، فخرجت الناقة وبركت بين أيديهم، ونتجت سقبا مثلها في العظم، فعند ذلك قال لهم: هذه ناقة لها شرب أي: نصيب مشروب من الماء كالسقي والقيت للنصيب من السقي والقوت، وكان هذا الشرب من عين عندهم.
وفي مجمع البيان عن علي - كرم الله تعالى وجهه - أن تلك العين أول عين نبعت في الأرض، وقد فجرها الله - عز وجل – لصالح، عليه السلام - ولكم شرب يوم معلوم فاقتنعوا بشربكم ولا تزاحموها على شربها.
وقرأ «شرب» بضم الشين فيهما، واستدل بالآية على ابن أبي عبلة على هذا الوجه جواز قسمة ماء نحو الآبار ولا تمسوها بسوء كضرب وعقر فيأخذكم عذاب يوم عظيم وصف اليوم بالعظم لعظم ما يحل فيه، وهو أبلغ من عظم العذاب، وهذا من المجاز في النسبة، وجعل (عظيم) صفة (عذاب) والجر للمجاورة نحو: (هذا جحر ضب خرب) ليس بشيء.