وقرأ أبو حيوة «عفريت» بفتح العين، وقرأ أبو رجاء وأبو السمال - ورويت عن وعيسى رضي الله تعالى عنه -: «عفرية» بكسر العين وسكون الفاء وكسر الراء بعدها ياء مفتوحة بعدها تاء التأنيث، وقال أبي بكر الصديق ذو الرمة :
كأنه كوكب في إثر عفرية مصوب في سواد الليل منقضب
وقرأت فرقة «عفر» بلا ياء ولا تاء، ويقال في لغة طيئ وتميم: (عفراة) بألف بعدها تاء التأنيث، وفيه لغة سادسة عفارية.
وتاء (عفريت) زائدة للمبالغة في المشهور، وفي النهاية: الياء في عفرية وعفارية للإلحاق بشرذمة وعذافرة، والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في (عفريت) للإلحاق بقنديل اهـ.
واسم هذا العفريت - على ما أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم - صخر. ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن جرير شعيب الجبائي أن اسمه كوزن.
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم يزيد بن رومان أن اسمه كوزى، وقيل: اسمه ذكوان.
أنا آتيك به أي بعرشها، وآتي يحتمل أن يكون مضارعا وأن يكون اسم فاعل. قيل: وهو الأنسب بمقام ادعاء الإتيان به في المدة المذكورة في قوله تعالى: قبل أن تقوم من مقامك أي: من مجلسك الذي تجلس فيه للحكومة، وكان - عليه السلام - يجلس من الصبح إلى الظهر في كل يوم، قاله ، قتادة ، ومجاهد ووهب ، وزهير بن محمد.
وقيل: أي قبل أن تستوي من جلوسك قائما وإني عليه لقوي لا يثقل علي حمله.
والقوة صفة تصدر عنها الأفعال الشاقة، ويطيق بها من قامت [ ص: 203 ] به لتحمل الأجرام العظيمة، ولذا اختير (قوي) على (قادر) هنا، وظاهر كلام بعضهم أن في الكلام حذفا، فمنهم من قال: أي على حمله، ومنهم قال: أي على الإتيان به، ورجح الثاني بالتبادر؛ نظرا إلى أول الكلام، والأول بأنه أنسب بقوله: (لقوي).
أمين لا أقتطع منه شيئا ولا أبدله