فليت لنا (من) ماء زمزم شربة مبردة باتت على طهيان
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: وقوله تعالى: " ولا ينفع ذا الجد منك الجد " ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون والمعنى لن تغني عنهم بدل رحمة الله تعالى أو بدل طاعته سبحانه أموالهم ولا أولادهم، ونفى ذلك سبحانه مع أن احتمال سد أموالهم وأولادهم مسد رحمة الله تعالى وطاعته عز شأنه مما يبعد بل لا يكاد يخطر ببال حتى يتصدى لنفيه - إشارة إلى أن هؤلاء الكفار قد ألهتهم أموالهم وأولادهم عن الله تعالى والنظر فيما ينبغي له إلى حيث يخيل للرائي أنهم ممن يعتقد أنها تسد مسد رحمة الله تعالى وطاعته. وقريب من ذلك قوله تعالى: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى واعترض بأن أكثر النحاة كما في «البحر» ينكرون إثبات البدلية لمن، مع أن الأول هو الأليق في الظاهر بتهويل أمر الكفرة والأنسب بقوله تعالى: وأولئك هم وقود النار [ 10 ] كذا بما بعد.والوقود بفتح الواو وهي قراءة الجمهور الحطب أي أولئك المتصفون بالكفر المبعدون عن عز الحضور حطب النار التي تسعر بهم لكفرهم، وقيل: الوقود بالفتح لغة في الوقود بالضم وبه قرأ مصدر بمعنى الإيقاد فيقدر حينئذ مضاف أي أهل وقودها، والأول هو الصحيح، وإيثار الجملة الاسمية للدلالة على تحقق الأمر وتقرره، أو للإيذان بأن حقيقة حالهم ذلك وأنهم في حال كونهم في الدنيا وقود النار بأعيانهم، وهي إما مستأنفة مقررة لعدم الإغناء أو معطوفة على الجملة الأولى الواقعة خبرا لأن، و (هم) يحتمل أن يكون مبتدأ ويحتمل أن يكون فصلا. الحسن