إن هذا أي ما ذكر من ألوان النعم والكرامات لرزقنا أعطيناكموه ما له من نفاد انقطاع أبدا، (هذا) قال : أي الأمر هذا، على أنه خبر مبتدإ محذوف، وقال الزجاج أي هذا للمؤمنين على أنه مبتدأ خبره محذوف، وقدره بعضهم كما ذكر. أبو علي:
وجوز احتمال كونه مبتدأ محذوف الخبر، واحتمال كونه خبرا محذوف المبتدإ، وجوز بعضهم كونه فاعل فعل محذوف أي مضى هذا، وكونه مفعولا لفعل محذوف أي خذ هذا، وجوز أيضا كونها اسم فعل بمعنى خذ، وذا مفعوله من غير تقدير، ورسمه متصلا يبعده، والتقدير أسهل منه، وقوله تعالى: أبو البقاء وإن للطاغين لشر مآب عطف على ما قبله، ولزوم عطف الخبر على الإنشاء على بعض الاحتمالات جوابه سهل، وأشار الخفاجي إلى الحالية هنا أيضا، ولعل أمرها على بعض الأقوال المذكورة هين، والطاغون هنا الكفار كما يدل عليه كلام حيث قال: أي الذين طغوا علي وكذبوا رسلي، وقال ابن عباس : أصحاب الكبائر كفارا كانوا أو لم يكونوا، وإضافة (شر) إلى الجبائي مآب كإضافة (حسن) إليه فيما تقدم، وظاهر المقابلة يقتضي أن يقال: لقبح مآب هنا، أو لخير مآب فيما مضى، لكنه مثله، لا يلتفت إليه إذا تقابلت المعاني، لأنه من تكلف الصنعة البديعية كما صرح به المرزوقي في شرح الحماسة كذا قيل، وقيل: إنه من الاحتباك، وأصله: إن للمتقين لخير مآب وحسن مآب، وإن للطاغين لقبح مآب وشر مآب، واستحسنه الخفاجي ، وفيه نوع بعد،