عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامة
أي لم يعجز عن خلقهن ولم يتحير فيه، واختار بعضهم عدم الفرق، وقرأ (ولم يعي) بكسر العين وسكون الياء، ووجهه أنه في الماضي فتح عين الكلمة كما قالوا في بقي بقى بفتح القاف وألف بعدها وهي لغة الحسن طيئ، ولما بني الماضي على فعل مفتوح العين بني مضارعه على يفعل مكسورها فجاء يعي فلما دخل الجازم حذف الياء فبقي يعي بنقل حركة الياء إلى العين فسكنت الياء، وقوله تعالى: بقادر في حيز الرفع لأنه خبر أن [ ص: 34 ] والباء زائدة فيه، وحسن زيادتها كون ما قبلها في حيز النفي، وقد أجاز ما ظننت أن أحدا بقائم قياسا على هذا، قال الزجاج : والصحيح قصر ذلك على السماع فكأنه قيل هنا: أوليس الله بقادر أبو حيان على أن يحيي الموتى ولذلك أجيب عنه بقوله تعالى: بلى إنه على كل شيء قدير تقريرا للقدرة على وجه عام يكون كالبرهان على المقصود، ولذا قيل: إن هذا مشير إلى كبرى لصغرى سهلة الحصول فكأنه قيل: إحياء الموتى شيء وكل شيء مقدور له فينتج أن إحياء الموتى مقدور له، ويلزمه أنه تعالى ( قادر على أن يحيي الموتى. )
وقرأ الجحدري وزيد بن علي وعمرو بن عبيد وعيسى بخلاف عنه والأعرج (يقدر) بدل ( بقادر ) بصيغة المضارع الدال على الاستمرار وهذه القراءة على ما قيل موافقة أيضا للرسم العثماني. ويعقوب