لتركبه مع ما حتى صارا شيئا واحدا نحو – ويحما - وأنشدوا لبناء الاسم معها قول الشاعر :
أثور ما أصيدكم أو ثورين أم تيكم الجماء ذات القرنين
وقال غيره : لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت نكرة موصوفة بمعنى شيء ، أو موصولة بمعنى الذي ( وأنكم ) إلخ خبر مبتدأ محذوف أي هو ( أنكم ) إلخ ، والجملة صفة ، أو صلة ، أو هو أن بما في حيزها إن جعلت ما زائدة ، وهو نص ومحله على البناء الرفع على أنه صفة ( لحق ) أو خبر ثان ويؤيده قراءة الخليل حمزة والكسائي وأبي بكر والحسن وابن أبي إسحاق بخلاف عن ثلاثتهم ( مثل ) بالرفع ، وفي البحر أن الكوفيين يجعلون - مثلا - ظرفا فينصبونه على الظرفية ويجيزون زيد مثلك بالنصب ، وعليه يجوز أن يكون في قراءة الجمهور منصوبا على الظرفية - واستدلالهم ، والرد عليهم مذكور على النحو - وفي الآية من تأكيد حقية المذكور ما لا يخفى ، وأخرج والأعمش ابن جرير عن وابن أبي حاتم أنه قال فيها : بلغني أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : الحسن «قاتل الله قوما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا » وعن أقبلت من الأصمعي جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع قال : من أين أقبلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن قال : اتل علي فتلوت والذاريات فلما بلغت وفي السماء رزقكم قال : حسبك فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت فإذا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي واستقرأ السورة فلما بلغت الآية صاح وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ثم قال : وهل غير هذا ؟ فقرأت فورب السماء والأرض إنه لحق فصاح وقال : يا سبحان الله من ذا أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين قالها [ ص: 11 ] ثلاثا وخرجت معها نفسه .