إذ دخلوا عليه ظرف للحديث لأنه صفة في الأصل ، أو للضيف ، أو لـ ( المكرمين ) إن أريد إكرام إبراهيم لأن إكرام الله تعالى إياهم لا يتقيد ، أو منصوب بإضمار اذكر فقالوا سلاما أي نسلم عليك سلاما ، وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر ساد مسده فهو من المصادر التي يجب حذف أفعالها ، وقال : ابن عطية
يتجه أن يعمل في ( سلاما ) قالوا : على أن يجعل في معنى قولا ويكون المعنى حينئذ أنهم قالوا : تحية وقولا معناه «سلام » ونسب إلى وليس بذاك . مجاهد قال سلام أي عليكم سلام عدل به إلى الرفع بالابتداء لقصد الثبات حتى يكون تحيته أحسن من تحيتهم أخذا بمزيد الأدب والإكرام ، وقيل : ( سلام ) خبر مبتدأ محذوف أي أمري ( سلام ) وقرئا مرفوعين ، وقرئ - سلاما قال سلما - بكسر السين وإسكان اللام والنصب ، والسلم السلام ، وقرأ ابن وثاب والنخعي وابن جبير - سلاما قال سلم - بالكسر والإسكان والرفع ، وجعله في البحر على معنى نحن أو أنتم سلم وطلحة قوم منكرون أنكرهم عليه السلام للسلام الذي هو علم الإسلام ، أو لأنهم عليهم السلام ليسوا ممن عهدهم من الناس ، أو لأن أوضاعهم وأشكالهم خلاف ما عليه الناس ، ( وقوم ) خبر مبتدأ محذوف والأكثر على أن التقدير أنتم قوم منكرون وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك تريد عرف لي نفسك وصفها ، وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير هؤلاء ( قوم منكرون ) وأنه عليه السلام قاله في نفسه ، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك فإنه الأنسب بحاله [ ص: 12 ] عليه السلام لأن في خطاب الضيف بنحو ذلك إيحاشا ما ، وطلبه به أن يعرفوه حالهم لعله لا يزيل ذلك . وأيضا لو كان مراده ذلك لكشفوا أحوالهم عند القول المذكور ولم يتصد عليه السلام لمقدمات الضيافة .