فأقبلت امرأته أي سارة لما سمعت بشارتهم إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم ، وفي التفسير الكبير إنها كانت في خدمتهم فلما تكلموا مع زوجها بولادتها استحيت وأعرضت عنهم فذكر الله تعالى ذلك بلفظ الإقبال على الأهل دون الإدبار عن الملائكة ، وهو إن صح مثله عن نقل وأثر لا يأباه الخطاب الآتي لأنه يقتضي الإقبال دون الإدبار إذ يكفي لصحته أن يكون بمسمع منها وإن كانت مدبرة ، نعم في الكلام عليه استعارة ضدية ولا قرينة ها هنا تصححها ، وقيل : أقبلت بمعنى أخذت كما تقول أخذ يشتمني في صرة في صيحة من الصرير قاله ، وقال ابن عباس قتادة : صرتها رنتها ، وقيل : قولها أوه ، وقيل : يا ويلتي ، وقيل : في شدة ، وقيل : الصرة الجماعة المنضم بعضهم إلى بعض كأنهم صروا أي جمعوا في وعاء - وإلى هذا ذهب وعكرمة ابن بحر - قال : أي أقبلت في صرة من نسوة يبادرن نظرا إلى الملائكة عليهم السلام ، والجار والمجرور في موضع الحال ، أو المفعول به إن فسر أقبلت بأخذت قيل : إن ( في ) عليه زائدة كما في قوله :
يجرح في عراقيبها نصلي والتقدير أخذت صيحة ، وقيل : بل الجار والمجرور في موضع الخبر لأن الفعل حينئذ من أفعال المقاربة فصكت وجهها قال : ضربت بيدها على جبهتها وقالت : يا ويلتاه ، وقيل : إنها وجدت حرارة الدم فلطمتوجهها من الحياء ، وقيل : إنها لطمته تعجبا وهو فعل النساء إذا تعجبن من شيء مجاهد وقالت عجوز أي أنا عجوز عقيم عاقر فكيف ألد ، وعقيم فعيل قيل : بمعنى فاعل أو مفعول وأصل معنى العقم اليبس