وفي الخدور عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى دونها البصر
وفي رواية أخرى عن مجاهد أنهن الغلمات اللاتي يشتهين أزواجهم ، وأخرج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس مرفوعا - خير نسائكم العفيفة الغلمة - وقال إسحاق بن عبد الله بن الحارث النوفلي : العروب الخفرة المتبذلة لزوجها ، وأنشد :
يعرين عند بعولهن إذا خلوا وإذا هم خرجوا فهن خفار
ويرجع هذا إلى التحبب ، وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : عربا كلامهن عربي ، ولا أظن لهذا صحة والتفسير بالمتحببات هو الذي عليه الأكثر .
وقرأ حمزة وجماعة - منها عباس والأصمعي - عن أبي عمرو ، وأخرى - منها خارجة وكردم - عن نافع ، وأخرى منها حماد وأبو بكر وأبان - عن عاصم «عربا » بسكون الراء وهي لغة تميم ، وقال غير واحد : هي للتخفيف كما في عنق وعنق أترابا مستويات في سن واحد كما قال أنس وابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة [ ص: 143 ] وقتادة وغيرهم كأنهن شبهن في التساوي بالترائب التي هي ضلوع الصدر أو كأنهن وقعن معا على التراب أي الأرض وهن بنات ثلاث وثلاثين سنة وكذا أزواجهن .
وأخرج الترمذي عن معاذ مرفوعا «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين » والمراد بذلك كمال الشباب ، وقوله تعالى : لأصحاب اليمين متعلق - بأنشأنا - أو بجعلنا ، وقيل : متعلق - بأترابا - كقولك فلان ترب لفلان أي مساو له فهو محتاج إلى التأويل ، وتعقب بأنه مع هذا ليس فيه كثير فائدة وفيه نظر ، وقيل : بمحذوف هو صفة - لأبكارا - أي كائنات لأصحاب اليمين ، وفيه إقامة الظاهر مقام الضمير لطول العهد أو للتأكيد والتحقيق [الواقعة : 39 - 80].


