وقوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وأسروا قولكم أو اجهروا به خطاب عام للمكلفين كما في قوله أولا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2ليبلوكم عطف على مقدر قال في الكشف أصل الكلام وللذين كفروا منكم أيها المكلفون المبتلون وللذين يخشون منكم فقطع هذا الثاني جوابا عن السؤال الذي يقطر من بيان حال الكافرين مع أن ذكرهم بالعرض وهو ماذا حال من أحسن عملا ومن خرج ممحصا عند الابتلاء فأجيب بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12إن الذين يخشون إلخ فأثبت لهم كمال العلم
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=28إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر: 28] . وكمال التقوى لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12بالغيب وفي هذا القطع ترشيح للمعنى المرموز إليه في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2أيكم أحسن عملا أي:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2ليبلوكم أيكم المتقي تخصيصا لهم بأنهم المقصودون ولو عطف لدل على التساوي، ثم قيل فاتقوه في السر والعلن ودوموا أنتم أيها الخاشعون على خشيتكم وأنيبوا إلى الخشية والتقوى أيها المغترون، واعتقدوا استواء أسراركم وجهركم في علم ربكم فكونوا على حذر واخشوه حق الخشية فقوله تعالى ذلك عطف على هذا المضمر .
وجوز أن يجعل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12إن الذين إلخ استطراد عقيب ذكر الكفار وجزائهم وقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وأسروا nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13أو اجهروا على سبيل الالتفات إلى أصحاب السعير لبعد العهد وزيادة الاختصاص عطفا على قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=6وللذين كفروا كأنه قيل وللكافرين بربهم عذاب جهنم ثم قيل من صفتها كيت وكيت، وإسراركم بالقول وجهركم به أيها الكافرون سيان فلا تفوتوننا جهرتم بالكفر والبغضاء، أو أبطنتموهما فهو من تتمة الوعيد ثم قال والأول املأ بالقبول انتهى ويظهر لي بعد الأول ويؤيد الثاني ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وأسروا إلخ في المشركين كانوا ينالون من النبي صلى الله عليه وسلم فيوحى إليه عليه الصلاة والسلام فقال بعضهم لبعض : أسروا قولكم كيلا يسمع رب
محمد فقيل لهم أسروا ذلك أو اجهروا به فإن الله تعالى يعلمه .
وتقديم السر على الجهر للإيذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرونه من أول الأمر، والمبالغة في شمول علمه عز وجل المحيط بجميع المعلومات كأن علمه تعالى بما يسرونه أقدم منه بما يجهرون به مع كونهما في الحقيقة على السوية، أو لأن مرتبة السر متقدمة على مرتبة الجهر إذ ما من شيء يجهر به إلا وهو أو مبادئه مضمر في القلب غالبا فتعلق علمه تعالى بحالته الأولى متقدم على تعلقه بحالته الثانية .
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13إنه عليم بذات الصدور تعليل لما قبله وتقرير له وفي صيغة الفعيل وتحلية الصدور بلام الاستغراق ووصف الضمائر بصاحبتها من الجزالة ما لا يخفى كأنه قيل إنه عز وجل مبالغ في الإحاطة بمضمرات جميع الناس وأسرارهم الخفية المستكنة في صدورهم
[ ص: 14 ] بحيث لا تكاد تفارقها أصلا فكيف لا يعلم ما تسرونه وتجهرون به، ويجوز أن يراد بذات الصدور القلوب التي في الصدور والمعنى أنه تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13عليم بالقلوب وأحوالها فلا يخفى عليه سر من أسرارها.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ خَطَابٌ عَامٌّ لِلْمُكَلَّفِينَ كَمَا فِي قَوْلِهِ أَوَّلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2لِيَبْلُوَكُمْ عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ قَالَ فِي الْكَشْفِ أَصْلُ الْكَلَامِ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْكُمْ أَيُّهَا الْمُكَلَّفُونَ الْمُبْتَلُونَ وَلِلَّذِينَ يَخْشَوْنَ مِنْكُمْ فَقَطَعَ هَذَا الثَّانِي جَوَابًا عَنِ السُّؤَالِ الَّذِي يَقْطُرُ مِنْ بَيَانِ حَالِ الْكَافِرِينَ مَعَ أَنَّ ذِكْرَهُمْ بِالْعَرْضِ وَهُوَ مَاذَا حَالُ مَنْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَمَنْ خَرَجَ مُمَحَّصًا عِنْدَ الِابْتِلَاءِ فَأُجِيبُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ إِلَخِ فَأَثْبَتَ لَهُمْ كَمَالَ الْعِلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=28إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فَاطِرٍ: 28] . وَكَمَالَ التَّقْوَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12بِالْغَيْبِ وَفِي هَذَا الْقَطْعِ تَرْشِيحٌ لِلْمَعْنَى الْمَرْمُوزِ إِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا أَيْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ الْمُتَّقِي تَخْصِيصًا لَهُمْ بِأَنَّهُمُ الْمَقْصُودُونَ وَلَوْ عُطِفَ لَدَلَّ عَلَى التَّسَاوِي، ثُمَّ قِيلَ فَاتَّقُوهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ وَدُومُوا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْخَاشِعُونَ عَلَى خَشْيَتِكُمْ وَأَنِيبُوا إِلَى الْخَشْيَةِ وَالتَّقْوَى أَيُّهَا الْمُغْتَرُّونَ، وَاعْتَقِدُوا اسْتِوَاءَ أَسْرَارِكُمْ وَجَهْرِكُمْ فِي عِلْمِ رَبِّكُمْ فَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ وَاخْشَوْهُ حَقَّ الْخَشْيَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى ذَلِكَ عَطْفٌ عَلَى هَذَا الْمُضْمَرِ .
وَجُوِّزَ أَنْ يُجْعَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=12إِنَّ الَّذِينَ إِلَخِ اسْتِطْرَادٌ عَقِيبَ ذِكْرِ الْكُفَّارِ وَجَزَائِهِمْ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وَأَسِرُّوا nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13أَوِ اجْهَرُوا عَلَى سَبِيلِ الِالْتِفَاتِ إِلَى أَصْحَابِ السَّعِيرِ لِبُعْدِ الْعَهْدِ وَزِيَادَةِ الِاخْتِصَاصِ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=6وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا كَأَنَّهُ قِيلَ وَلِلْكَافِرِينَ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ثُمَّ قِيلَ مِنْ صِفَتِهَا كَيْتَ وَكَيْتُ، وَإِسْرَارُكُمْ بِالْقَوْلِ وَجَهْرُكُمْ بِهِ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ سِيَّانِ فَلَا تَفُوتُونَنَا جَهَرْتُمْ بِالْكُفْرِ وَالْبَغْضَاءِ، أَوْ أَبْطَنْتُمُوهُمَا فَهُوَ مِنْ تَتِمَّةِ الْوَعِيدِ ثُمَّ قَالَ وَالْأَوَّلُ امْلَأُ بِالْقَبُولِ انْتَهَى وَيَظْهَرُ لِي بُعْدُ الْأَوَّلِ وَيُؤَيِّدُ الثَّانِي مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وَأَسِرُّوا إِلَخِ فِي الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَنَالُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُوحَى إِلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ كَيْلَا يَسْمَعَ رَبُّ
مُحَمَّدٍ فَقِيلَ لَهُمْ أَسِرُّوا ذَلِكَ أَوِ اجْهُرُوا بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُهُ .
وَتَقْدِيمُ السِّرِّ عَلَى الْجَهْرِ لِلْإِيذَانِ بِافْتِضَاحِهِمْ وَوُقُوعِ مَا يَحْذَرُونَهُ مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ، وَالْمُبَالَغَةُ فِي شُمُولِ عِلْمِهِ عَزَّ وَجَلَّ الْمُحِيطِ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ كَأَنَّ عِلْمَهُ تَعَالَى بِمَا يُسِرُّونَهُ أَقْدَمُ مِنْهُ بِمَا يَجْهَرُونَ بِهِ مَعَ كَوْنِهِمَا فِي الْحَقِيقَةِ عَلَى السَّوِيَّةِ، أَوْ لِأَنَّ مَرْتَبَةَ السِّرِّ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى مَرْتَبَةِ الْجَهْرِ إِذْ مَا مِنْ شَيْءٍ يَجْهَرُ بِهِ إِلَّا وَهُوَ أَوْ مَبَادِئُهُ مُضْمَرٌ فِي الْقَلْبِ غَالِبًا فَتَعَلُّقُ عِلْمُهُ تَعَالَى بِحَالَتِهِ الْأُولَى مُتَقَدِّمٌ عَلَى تَعَلُّقِهِ بِحَالَتِهِ الثَّانِيَةِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهُ وَتَقْرِيرٌ لَهُ وَفِي صِيغَةِ الْفَعِيلِ وَتَحْلِيَةِ الصُّدُورِ بِلَامِ الِاسْتِغْرَاقِ وَوَصْفُ الضَّمَائِرِ بِصَاحِبَتِهَا مِنَ الْجَزَالَةِ مَا لَا يَخْفَى كَأَنَّهُ قِيلَ إِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُبَالِغٌ فِي الْإِحَاطَةِ بِمُضْمِرَاتِ جَمِيعِ النَّاسِ وَأَسْرَارِهِمُ الْخَفِيَّةِ الْمُسْتَكِنَّةِ فِي صُدُورِهِمْ
[ ص: 14 ] بِحَيْثُ لَا تَكَادُ تُفَارِقُهَا أَصْلًا فَكَيْفَ لَا يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَهُ وَتَجْهَرُونَ بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِذَاتِ الصُّدُورِ الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13عَلِيمٌ بِالْقُلُوبِ وَأَحْوَالِهَا فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِهَا.