هذا (ومن باب الإشارة) في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157ولئن قتلتم في سبيل الله بسيف المحبة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157أو متم بالموت الاختباري
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157لمغفرة أي ستر لوجودكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157من الله ورحمة منه تعالى بتحليكم بصفاته عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157خير مما يجمعون أي أهل الكثرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فبما رحمة من الله أي باتصافك برحمة رحيمية أي رحمة تابعة لوجودك الموهوب الإلهي لا الوجود البشري
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159لنت لهم ولو كنت فظا موصوفا بصفات النفس كالفظاظة والغلظ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159لانفضوا من حولك ولم يتحملوا مؤنة ذلك ، أو يقال : لو لم تغلب صفات الجمال فيك على نعوت الجلال لتفرقوا عنك ولما صبروا معك ، أو يقال : لو سقيتهم صرف شراب التوحيد غير ممزوج بما فيه لهم حظ لتفرقوا هائمين على وجوههم غير مطيقين الوقوف معك لحظة ، أو يقال : لو كنت مدققا عليهم أحكام الحقائق لضاقت صدورهم ولم يتحملوا أثقال حقيقة الآداب في الطريق ، ولكن سامحتهم بالشريعة والرخص .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فاعف عنهم فيما يتعلق بك من تقصيرهم معك لعلو شأنك وكونك لا ترى في الوجود غير الله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159واستغفر لهم فيما يتعلق بحق الله تعالى لاعتذارهم أو استغفر لهم ما يجري في صدورهم من الخطرات التي لا تليق بالمعرفة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وشاورهم في الأمر إذا كنت في مقام الفعل اختبارا لهم وامتحانا لمقامهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فإذا عزمت وذلك إذا كنت في مقام مشاهدة الربوبية والخروج من التفرقة إلى الجمع ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فتوكل على الله فإنه حسبك فيما يريد منك وتريد منه ، وذكر بعض المتصوفة أنه يمكن أن يفهم من الآية كون الخطاب مع الروح الإنساني ، وأنه لأن لصفات النفس وقواها الشهوية والغضبية لتستوفي حظها ، ويرتبط بذلك بقاء النسل وصلاح المعاش ، ولولا ذلك لاضمحلت تلك القوى وتلاشت واختلت الحكمة وفقدت الكمالات التي خلق الإنسان لأجلها .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=160إن ينصركم الله فلا غالب لكم تحقيق لمعنى التوكل والتوحيد في الأفعال .
وقد ذكر بعض السادة قدس الله تعالى أسرارهم أن نصر الله تعالى لعباده متفاوت المراتب ، فنصره المريدين بتوفيقهم لقمع الشهوات ، ونصره المحبين بنعت المدانات ، ونصره العارفين بكشف المشاهدات ، وقد قيل : إنما يدرك نصر الله تعالى من تبرأ من حوله وقوته واعتصم بربه في جميع أسبابه ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وما كان لنبي أن يغل لكمال قدسه وغاية أمانته فلم يخف حق الله تعالى عن عباده ، وأعطى علم الحق لأهل الحق ، ولم يضع أسراره إلا عند الأمناء من أمته .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162أفمن اتبع رضوان الله أي النبي في مقام الرضوان التي هي جنة الصفات ، لاتصافه بصفات
[ ص: 131 ] الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162كمن باء بسخط من الله وهو الغال المحتجب بصفات نفسه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162ومأواه جهنم وهي أسفل حضيض النفس المظلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هم درجات عند الله أي كل من أهل الرضا والسخط متفاوتون في المراتب حسب الاستعدادات .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم إذ هو صلى الله تعالى عليه وسلم مرآة الحق يتجلى منه على المؤمنين ، ولو تجلى لهم صرفا لاحترقوا بأول سطوات عظمته ، ومعنى كونه عليه الصلاة والسلام (من أنفسهم) كونه في لباس البشر ظاهرا بالصورة التي هم عليها ، وحمل المؤمنين على العارفين ، والرسول على الروح الإنساني المنور بنور الأسماء والصفات المبعوث لإصلاح القوى غير بعيد في مقام الإشارة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أولما أصابتكم مصيبة في أثناء السير في الله تعالى وهي مصيبة الفترة بالنسبة إليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قد أصبتم قوى النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165مثليها مرة عند وصولكم إلى مقام توحيد الأفعال ، ومرة عند وصولكم إلى مقام توحيد الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قلتم أنى أصابنا هذا ونحن في بيداء السير في الله تعالى عز وجل ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قل هو من عند أنفسكم لأنه بقي فيها بقية ما من صفاتها ، ولا ينافي قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78قل كل من عند الله لأن السبب الفاعل في الجميع هو الحق جل شأنه ، والسبب القابلي أنفسهم ، ولا يفيض من الفاعل إلا ما يليق بالاستعداد ، ويقتضيه ، فباعتبار الفاعل يكون من عند الله ، وباعتبار القابل يكون من عند أنفسهم ، وربما يقال ما يكون من أنفسهم أيضا يكون من الله تعالى نظرا إلى التوحيد إذ لا غير ثمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله سواء قتلوا بالجهاد الأصغر وبذل الأنفس طلبا لرضا الله تعالى ، أو بالجهاد الأكبر وكسر النفس وقمع الهوى بالرياضة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169أمواتا بل أحياء عند ربهم بالحياة الحقيقية مقربين في حضرة القدس
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169يرزقون من الأرزاق المعنوية وهي المعارف والحقائق ، وقد ورد في بعض الأخبار
nindex.php?page=hadith&LINKID=665307أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، ونقل ذلك بهذا اللفظ بعض الصوفية ، وجعل الطير الخضر إشارة إلى الأجرام السماوية ، والقناديل من ذهب إشارة إلى الكواكب ، وأنهار الجنة منابع العلوم ومشارعها ، وثمارها الأحوال والمعارف .
والمعنى أن أرواح الشهداء تتعلق بالنيرات من الأجرام السماوية بنزاهتها ، وترد مشارع العلوم وتكتسب هناك المعارف والأحوال ، ولا يخفى أن هذا مما لا ينبغي اعتقاده كما أشرنا إليه فيما سبق ، فإن كان ولا بد من التأويل فليجعل الطير إشارة إلى الصور التي تظهر بها الأرواح بناء على أنها جواهر مجردة ، وأطلق اسم الطير عليها إشارة إلى خفتها ووصولها بسرعة حيث أذن لها .
ونظير ذلك في الجملة قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=690779الأطفال هم دعاميص الجنة " والدعاميص جمع دعموص وهي دويبة تكون في مستنقع الماء كثيرة الحركة لا تكاد تستقر ، ومن المعلوم أن الأطفال ليسوا تلك الدويبة في الجنة ، لكنه أراد صلى الله عليه وآله وسلم الإخبار بأنهم سياحون في الجنة ، فعبر بذلك على سبيل التشبيه البليغ ، ووصف الطير بالخضر إشارة إلى حسنها وطراوتها ، ومنه خبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661933 " إن الدنيا حلوة خضرة " .
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه : إن الغزو حلو خضر .
ومن أمثالهم : النفس خضراء ، وقد يريدون بذلك أنها تميل لكل شيء وتشتهيه ، وأمر الظرفية في الخبر سهل ، وباقي ما فيه إما على ظاهره ، وإما مؤول ، وعلى الثاني يراد من الجنة الجنة المنوية وهي جنة الذات والصفات ، ومن أنهارها ما يحصل من التجليات ، ومن ثمارها ما يعقب تلك التجليات من الآثار ، ومن القناديل المعلقة في ظل العرش مقامات لا تكتنه معلقة في ظل عرش الوجود المطلق المحيط ، وكونها من ذهب إشارة إلى عظمتها ، وأنها لا تنال إلا بشق الأنفس .
[ ص: 132 ] وحاصل المعنى على هذا أن أرواح الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في مرضاة الله تعالى ، أو قتلهم الشوق إليه -عز شأنه- تتمثل صورا حسنة ناعمة طرية يستحسنها من رآها ، تطير بجناحي القبول والرضا في أنواع التجليات الإلهية ، وتكتسب بذلك أنواعا من اللذائذ المعنوية ، التي لا يقدر قدرها ، ويتجدد لها في مقدار كل ليلة مقام جليل ، لا ينال إلا بمثل أعمالهم ، وذلك هو النعيم المقيم ، والفوز العظيم ، وكأن من أول هذا الخبر وأمثاله قصد سد باب التناسخ ، ولعله بالمعنى الذي يقول به أهل الضلال غير لازم ، كما أشرنا إليه في آية البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فرحين بما آتاهم الله من فضله من الكرامة والنعمة والزلفى عنده ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وهم الغزاة الذين لم يقتلوا بعد ، أو السالكون المجاهدون أنفسهم الذين لم يبلغوا درجتهم إلى ذلك الوقت
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون لفوزهم بالمأمن الأعظم ، والحبيب الأكرم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171يستبشرون بنعمة من الله عظيمة ، وهي جنة الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171وفضل أي : زيادة عليها ، وهي جنة الذات ، ومع ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120إن الله لا يضيع أجر إيمان المؤمنين الذي هو جنة الأفعال ، وثواب الأعمال ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الذين استجابوا لله والرسول بالفناء بالوحدة الذاتية ، والقيام بحق الاستقامة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172من بعد ما أصابهم القرح أي : كسر النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172للذين أحسنوا منهم وهم الثابتون في مقام المشاهدة وأتقنوا النظر إلى نفوسهم لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172أجر عظيم وراء أجر الإيمان ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس المنكرون قبل الوصول إلى المشاهدة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إن الناس قد جمعوا لكم وتحشدوا للإنكار عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173فاخشوهم ، واتركوا ما أنتم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173فزادهم ذلك القول
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إيمانا ، أي يقينا وتوحيدا بنفي الغير ، وعدم المبالاة به ، وتوصلوا بنفي ما سوى الله تعالى إلى إثباته
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173وقالوا حسبنا الله فشاهدوه ثم رجعوا إلى تفاصيل الصفات بالاستقامة ، وقالوا : نعم الوكيل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فانقلبوا بنعمة من الله وفضل أي : رجعوا بالوجود الحقاني في جنة الصفات والذات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174لم يمسسهم سوء : لم يؤذهم أحد ؛ إذ لا أحد إلا الأحد ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174واتبعوا رضوان الله في حال سلوكهم حتى فازوا بجنة الذات المشار إليها بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174والله ذو فضل عظيم كما أشرنا إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه المحجوبين بأنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فلا تخافوهم المنكرين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وخافون ؛ إذ ليس في الوجود سواي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إن كنتم مؤمنين أي موحدين توحيدا حقيقيا ، والله تعالى الموفق للصواب ، وهو حسبنا ونعم الوكيل
هَذَا (وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ) فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِسَيْفِ الْمَحَبَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157أَوْ مُتُّمْ بِالْمَوْتِ الِاخْتِبَارِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157لَمَغْفِرَةٌ أَيْ سَتْرٌ لِوُجُودِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ مِنْهُ تَعَالَى بِتَحَلِّيكُمْ بِصِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أَيْ أَهْلُ الْكَثْرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ أَيْ بِاتِّصَافِكَ بِرَحْمَةٍ رَحِيمِيَّةٍ أَيْ رَحْمَةٍ تَابِعَةٍ لِوُجُودِكَ الْمَوْهُوبِ الْإِلَهِيِّ لَا الْوُجُودِ الْبَشَرِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا مَوْصُوفًا بِصِفَاتِ النَّفْسِ كَالْفَظَاظَةِ وَالْغِلَظِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وَلَمْ يَتَحَمَّلُوا مُؤْنَةَ ذَلِكَ ، أَوْ يُقَالُ : لَوْ لَمْ تَغْلِبْ صِفَاتُ الْجَمَالِ فِيكَ عَلَى نُعُوتِ الْجَلَالِ لَتَفَرَّقُوا عَنْكَ وَلَمَا صَبَرُوا مَعَكَ ، أَوْ يُقَالُ : لَوْ سَقَيْتَهُمْ صَرْفَ شَرَابِ التَّوْحِيدِ غَيْرَ مَمْزُوجٍ بِمَا فِيهِ لَهُمْ حَظٌّ لَتَفَرَّقُوا هَائِمِينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ غَيْرَ مُطِيقِينَ الْوُقُوفَ مَعَكَ لَحْظَةً ، أَوْ يُقَالُ : لَوْ كُنْتَ مُدَقِّقًا عَلَيْهِمْ أَحْكَامَ الْحَقَائِقِ لَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ وَلَمْ يَتَحَمَّلُوا أَثْقَالَ حَقِيقَةِ الْآدَابِ فِي الطَّرِيقِ ، وَلَكِنْ سَامَحْتَهُمْ بِالشَّرِيعَةِ وَالرُّخَصِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَاعْفُ عَنْهُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِكَ مِنْ تَقْصِيرِهِمْ مَعَكَ لِعُلُوِّ شَأْنِكَ وَكَوْنِكَ لَا تَرَى فِي الْوُجُودِ غَيْرَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى لِاعْتِذَارِهِمْ أَوِ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ مَا يَجْرِي فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْخَطِرَاتِ الَّتِي لَا تَلِيقُ بِالْمَعْرِفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ إِذَا كُنْتَ فِي مَقَامِ الْفِعْلِ اخْتِبَارًا لَهُمْ وَامْتِحَانًا لِمَقَامِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَإِذَا عَزَمْتَ وَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ فِي مَقَامِ مُشَاهِدَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالْخُرُوجِ مِنَ التَّفْرِقَةِ إِلَى الْجَمْعِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ حَسْبُكَ فِيمَا يُرِيدُ مِنْكَ وَتُرِيدُ مِنْهُ ، وَذَكَرَ بَعْضُ الْمُتَصَوِّفَةِ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُفْهَمَ مِنَ الْآيَةِ كَوْنُ الْخِطَابِ مَعَ الرُّوحِ الْإِنْسَانِيِّ ، وَأَنَّهُ لِأَنَّ لِصِفَاتِ النَّفْسِ وَقُوَاهَا الشَّهَوِيَّةِ وَالْغَضَبِيَّةِ لِتَسْتَوْفِيَ حَظَّهَا ، وَيَرْتَبِطُ بِذَلِكَ بَقَاءُ النَّسْلِ وَصَلَاحُ الْمَعَاشِ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَاضْمَحَلَّتْ تِلْكَ الْقُوَى وَتَلَاشَتْ وَاخْتَلَّتِ الْحِكْمَةُ وَفُقِدَتِ الْكِمَالَاتُ الَّتِي خُلِقَ الْإِنْسَانُ لِأَجْلِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=160إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ تَحْقِيقٌ لِمَعْنَى التَّوَكُّلِ وَالتَّوْحِيدِ فِي الْأَفْعَالِ .
وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ السَّادَةِ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى أَسْرَارَهُمْ أَنَّ نَصْرَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ مُتَفَاوِتُ الْمَرَاتِبِ ، فَنَصْرُهُ الْمُرِيدِينَ بِتَوْفِيقِهِمْ لِقَمْعِ الشَّهَوَاتِ ، وَنَصْرُهُ الْمُحِبِّينَ بِنَعْتِ الْمُدَانَاتِ ، وَنَصْرُهُ الْعَارِفِينَ بِكَشْفِ الْمُشَاهِدَاتِ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّمَا يُدْرِكُ نَصْرَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْ تَبَرَّأَ مِنْ حَوْلِهِ وَقَوَّتِهِ وَاعْتَصَمَ بِرَبِّهِ فِي جَمِيعِ أَسْبَابِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ لِكَمَالِ قُدُسِهُ وَغَايَةِ أَمَانَتِهِ فَلَمْ يُخْفِ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ ، وَأَعْطَى عِلْمَ الْحَقِّ لِأَهْلِ الْحَقِّ ، وَلَمْ يَضَعْ أَسْرَارَهُ إِلَّا عِنْدَ الْأُمَنَاءِ مِنْ أَمَتِّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ أَيِ النَّبِيِّ فِي مَقَامِ الرِّضْوَانِ الَّتِي هِيَ جَنَّةُ الصِّفَاتِ ، لِاتِّصَافِهِ بِصِفَاتِ
[ ص: 131 ] اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ الْغَالُّ الْمُحْتَجِبُ بِصِفَاتِ نَفْسِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=162وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَهِيَ أَسْفَلُ حَضِيضِ النَّفْسِ الْمُظْلِمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ أَيْ كُلٌّ مِنْ أَهْلِ الرِّضَا وَالسُّخْطِ مُتَفَاوِتُونَ فِي الْمَرَاتِبِ حَسْبَ الِاسْتِعْدَادَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مَنَّ أَنْفُسِهِمْ إِذْ هُوَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرْآةُ الْحَقِّ يَتَجَلَّى مِنْهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَوْ تَجَلَّى لَهُمْ صِرْفًا لَاحْتَرَقُوا بِأَوَّلِ سَطَوَاتِ عَظَمَتِهِ ، وَمَعْنَى كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (مِنْ أَنْفُسِهِمْ) كَوْنُهُ فِي لِبَاسِ الْبَشَرِ ظَاهِرًا بِالصُّورَةِ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا ، وَحَمْلُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْعَارِفِينَ ، وَالرَّسُولُ عَلَى الرُّوحِ الْإِنْسَانِيِّ الْمُنَوَّرِ بِنُورِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ الْمَبْعُوثِ لِإِصْلَاحِ الْقُوَى غَيْرُ بَعِيدٍ فِي مَقَامِ الْإِشَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ فِي أَثْنَاءِ السَّيْرِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ مُصِيبَةُ الْفَتْرَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قَدْ أَصَبْتُمْ قُوَى النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165مِثْلَيْهَا مَرَّةً عِنْدَ وُصُولِكُمْ إِلَى مَقَامِ تَوْحِيدِ الْأَفْعَالِ ، وَمَرَّةً عِنْدَ وُصُولِكُمْ إِلَى مَقَامِ تَوْحِيدِ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْتُمْ أَنَّى أَصَابَنَا هَذَا وَنَحْنُ فِي بَيْدَاءِ السَّيْرِ فِي اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=165قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ لِأَنَّهُ بَقِيَ فِيهَا بَقِيَّةٌ مَا مِنْ صِفَاتِهَا ، وَلَا يُنَافِي قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِأَنَّ السَّبَبَ الْفَاعِلَ فِي الْجَمِيعِ هُوَ الْحَقُّ جَلَّ شَأْنُهُ ، وَالسَّبَبَ الْقَابِلِيَّ أَنْفُسُهُمْ ، وَلَا يَفِيضُ مِنَ الْفَاعِلِ إِلَّا مَا يَلِيقُ بِالِاسْتِعْدَادِ ، وَيَقْتَضِيهِ ، فَبِاعْتِبَارِ الْفَاعِلِ يَكُونُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَبِاعْتِبَارِ الْقَابِلِ يَكُونُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ، وَرُبَّمَا يُقَالُ مَا يَكُونُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَيْضًا يَكُونُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى نَظَرًا إِلَى التَّوْحِيدِ إِذْ لَا غَيْرَ ثَمَّةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَوَاءٌ قُتِلُوا بِالْجِهَادِ الْأَصْغَرِ وَبَذْلِ الْأَنْفُسِ طَلَبًا لِرِضَا اللَّهِ تَعَالَى ، أَوْ بِالْجِهَادِ الْأَكْبَرِ وَكَسْرِ النَّفْسِ وَقَمْعِ الْهَوَى بِالرِّيَاضَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِالْحَيَاةِ الْحَقِيقِيَّةِ مُقَرَّبِينَ فِي حَضْرَةِ الْقُدُسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169يُرْزَقُونَ مِنَ الْأَرْزَاقِ الْمَعْنَوِيَّةِ وَهِيَ الْمَعَارِفُ وَالْحَقَائِقُ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665307أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي أَجُوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَدُورُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا ، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ ، وَنَقَلَ ذَلِكَ بِهَذَا اللَّفْظِ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ ، وَجَعَلَ الطَّيْرَ الْخُضْرَ إِشَارَةً إِلَى الْأَجْرَامِ السَّمَاوِيَّةِ ، وَالْقَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ إِشَارَةً إِلَى الْكَوَاكِبِ ، وَأَنْهَارَ الْجَنَّةِ مَنَابِعَ الْعُلُومِ وَمَشَارِعَهَا ، وَثِمَارَهَا الْأَحْوَالَ وَالْمَعَارِفَ .
وَالْمَعْنَى أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ تَتَعَلَّقُ بِالنَّيِّرَاتِ مِنَ الْأَجْرَامِ السَّمَاوِيَّةِ بِنَزَاهَتِهَا ، وَتَرِدُ مَشَارِعُ الْعُلُومِ وَتَكْتَسِبُ هُنَاكَ الْمَعَارِفَ وَالْأَحْوَالَ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا مِمَّا لَا يَنْبَغِي اعْتِقَادُهُ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِيمَا سَبَقَ ، فَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ مِنَ التَّأْوِيلِ فَلْيُجْعَلِ الطَّيْرُ إِشَارَةً إِلَى الصُّوَرِ الَّتِي تَظْهَرُ بِهَا الْأَرْوَاحُ بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا جَوَاهِرُ مُجَرَّدَةٌ ، وَأُطْلِقَ اسْمُ الطَّيْرِ عَلَيْهَا إِشَارَةً إِلَى خِفَّتِهَا وَوُصُولِهَا بِسُرْعَةٍ حَيْثُ أَذِنَ لَهَا .
وَنَظِيرُ ذَلِكَ فِي الْجُمْلَةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=690779الْأَطْفَالُ هُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ " وَالدَّعَامِيصُ جَمْعُ دُعْمُوصٍ وَهِيَ دُوْيَّبَةٌ تَكُونُ فِي مُسْتَنْقَعِ الْمَاءِ كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ لَا تَكَادُ تَسْتَقِرُّ ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْأَطْفَالَ لَيْسُوا تِلْكَ الدُّوْيَّبَةَ فِي الْجَنَّةِ ، لَكِنَّهُ أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْإِخْبَارَ بِأَنَّهُمْ سَيَّاحُونَ فِي الْجَنَّةِ ، فَعَبَّرَ بِذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ ، وَوَصْفُ الطَّيْرِ بِالْخُضْرِ إِشَارَةٌ إِلَى حُسْنِهَا وَطَرَاوَتِهَا ، وَمِنْهُ خَبَرُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661933 " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ " .
وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : إِنَّ الْغَزْوَ حُلْوٌ خَضِرٌ .
وَمِنْ أَمْثَالِهِمُ : النَّفْسُ خَضْرَاءُ ، وَقَدْ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَمِيلُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَتَشْتَهِيهِ ، وَأَمْرُ الظَّرْفِيَّةِ فِي الْخَبَرِ سَهْلٌ ، وَبَاقِي مَا فِيهِ إِمَّا عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَإِمَّا مُؤَوَّلٌ ، وَعَلَى الثَّانِي يُرَادُ مِنَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةُ الْمَنَوِيَّةُ وَهِيَ جَنَّةُ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ ، وَمِنْ أَنْهَارِهَا مَا يَحْصُلُ مِنَ التَّجَلِّيَاتِ ، وَمِنْ ثِمَارِهَا مَا يُعَقِّبُ تِلْكَ التَّجَلِّيَاتِ مِنَ الْآثَارِ ، وَمِنَ الْقَنَادِيلِ الْمُعَلَّقَةِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ مَقَامَاتٌ لَا تَكْتَنِهُ مُعَلَّقَةٌ فِي ظِلِّ عَرْشِ الْوُجُودِ الْمُطْلَقِ الْمُحِيطِ ، وَكَوْنُهَا مِنْ ذَهَبٍ إِشَارَةً إِلَى عَظَمَتِهَا ، وَأَنَّهَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ .
[ ص: 132 ] وَحَاصِلُ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ جَادُوا بِأَنْفُسِهِمْ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى ، أَوْ قَتَلَهُمُ الشَّوْقُ إِلَيْهِ -عَزَّ شَأْنُهُ- تَتَمَثَّلُ صُوَرًا حَسَنَةً نَاعِمَةً طَرِيَّةً يَسْتَحْسِنُهَا مَنْ رَآهَا ، تَطِيرُ بِجَنَاحِيِ الْقَبُولِ وَالرِّضَا فِي أَنْوَاعِ التَّجَلِّيَاتِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَتَكْتَسِبُ بِذَلِكَ أَنْوَاعًا مِنَ اللَّذَائِذِ الْمَعْنَوِيَّةِ ، الَّتِي لَا يُقَدِّرُ قَدْرَهَا ، وَيَتَجَدَّدُ لَهَا فِي مِقْدَارِ كَلِّ لَيْلَةٍ مَقَامٌ جَلِيلٌ ، لَا يُنَالُ إِلَّا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ، وَذَلِكَ هُوَ النَّعِيمُ الْمُقِيمُ ، وَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَكَأَنَّ مَنْ أَوَّلَ هَذَا الْخَبَرَ وَأَمْثَالَهُ قَصَدَ سَدَّ بَابِ التَّنَاسُخُ ، وَلَعَلَّهُ بِالْمَعْنَى الَّذِي يَقُولُ بِهِ أَهْلُ الضَّلَالِ غَيْرُ لَازِمٍ ، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي آيَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنِّعْمَةِ وَالزُّلْفَى عِنْدَهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ وَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ لَمْ يُقْتَلُوا بَعْدُ ، أَوِ السَّالِكُونَ الْمُجَاهِدُونَ أَنْفُسَهُمُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَهُمْ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ لِفَوْزِهِمْ بِالْمَأْمَنِ الْأَعْظَمِ ، وَالْحَبِيبِ الْأَكْرَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَظِيمَةٍ ، وَهِيَ جَنَّةُ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171وَفَضْلٍ أَيْ : زِيَادَةٍ عَلَيْهَا ، وَهِيَ جَنَّةُ الذَّاتِ ، وَمَعَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ إِيمَانِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي هُوَ جَنَّةُ الْأَفْعَالِ ، وَثَوَابُ الْأَعْمَالِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ بِالْفَنَاءِ بِالْوَحْدَةِ الذَّاتِيَّةِ ، وَالْقِيَامِ بِحَقِّ الِاسْتِقَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ أَيْ : كَسْرُ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَهُمُ الثَّابِتُونَ فِي مَقَامِ الْمُشَاهِدَةِ وَأَتْقَنُوا النَّظَرَ إِلَى نُفُوسِهِمْ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172أَجْرٌ عَظِيمٌ وَرَاءَ أَجْرِ الْإِيمَانِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ الْمُنْكِرُونَ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى الْمُشَاهَدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ وَتَحَشَّدُوا لِلْإِنْكَارِ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173فَاخْشَوْهُمْ ، وَاتْرُكُوا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173فَزَادَهُمْ ذَلِكَ الْقَوْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إِيمَانًا ، أَيْ يَقِينًا وَتَوْحِيدًا بِنَفْيِ الْغَيْرِ ، وَعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِ ، وَتَوَصَّلُوا بِنَفْيِ مَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَى إِثْبَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ فَشَاهَدُوهُ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى تَفَاصِيلِ الصِّفَاتِ بِالِاسْتِقَامَةِ ، وَقَالُوا : نِعْمَ الْوَكِيلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ أَيْ : رَجَعُوا بِالْوُجُودِ الْحَقَّانِيِّ فِي جَنَّةِ الصِّفَاتِ وَالذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ : لَمْ يُؤْذِهِمْ أَحَدٌ ؛ إِذْ لَا أَحَدَ إِلَّا الْأَحَدُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ فِي حَالِ سُلُوكِهِمْ حَتَّى فَازُوا بِجَنَّةِ الذَّاتِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ الْمَحْجُوبِينَ بِأَنْفُسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فَلا تَخَافُوهُمْ الْمُنْكِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وَخَافُونِ ؛ إِذْ لَيْسَ فِي الْوُجُودِ سِوَايَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أَيْ مُوَحِّدِينَ تَوْحِيدًا حَقِيقِيًّا ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ