سورة ( المزمل )
مكية كلها في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وجابر وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة كما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي الآيتين منها
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10واصبر على ما يقولون [المزمل: 10] والتي تليها وحكي في البحر عن الجمهور أنها مكية إلا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم [المزمل: 20] إلى آخرها وتعقبه
الجلال السيوطي بعد أن نقل الاستثناء عن حكاية
nindex.php?page=showalam&ids=12844ابن الفرس بقوله ويرده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن ذلك نزل بعد نزول صدر السورة بسنة وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس وسيأتي إن شاء الله تعالى ما يتعلق بذلك وآيها ثماني عشرة آية في المدني الأخير وتسع عشرة في البصري وعشرون فيما عداهما ولما ختم سبحانه سورة الجن بذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام افتتح عز وجل هذه بما يتعلق بخاتمهم عليه وعليهم الصلاة والسلام وهو وجه في المناسبة وفي تناسق الدرر لا يخفى اتصال أولها
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قم الليل [المزمل: 2] إلخ بقوله تعالى في آخر تلك
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله يدعوه [الجن: 19] وبقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله [الجن: 18] الآية .
( بسم الله الرحمن الرحيم ) وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش :
nindex.php?page=treesubj&link=29758_29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل أي المتزمل من تزمل بثيابه إذا تلفف بها فأدغم التاء في الزاي وقد قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي على الأصل
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة «المزمل» بتخفيف الزاي وكسر الميم أي المزمل جسمه أو نفسه وبعض السلف «المزمل» بالتخفيف وفتح الميم اسم مفعول ولا تدافع بين القراءات فإنه عليه الصلاة والسلام هو زمل نفسه الكريمة من غير شبهة لكن إذا نظر إلى أن كل أفعاله من الله تعالى فقد زمله
[ ص: 101 ] غيره ولا حاجة إلى أن يقال إنه صلى الله عليه وسلم زمل نفسه أولا ثم نام فزمله غيره أو أنه زمله غيره أولا ثم سقط عنه ما زمل به فزمل هو نفسه، والجمهور على
أنه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الملك في غار حراء وحاوره بما حاوره رجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة رضي الله تعالى عنها فقال: «زملوني زملوني » فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر وعلى أثرها نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط
nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله تعالى عنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939634لما اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا أيها المزمل يا أيها المدثر
ونداؤه عليه الصلاة والسلام بذلك تأنيس له وملاطفة على عادة
العرب في اشتقاق اسم للمخاطب من صفته التي هو عليها
nindex.php?page=hadith&LINKID=650422كقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي كرم الله تعالى وجهه حين غاضب nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها فأتاه وهو نائم لصق بجنبه التراب «قم أبا تراب»
قصدا لرفع الحجاب وطي بساط العتاب وتنشيطا له ليتلقى ما يرد عليه بلا كسل:
وكل ما يفعل المحبوب محبوب وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنه عليه الصلاة والسلام نودي بذلك تهجينا للحالة التي عليها من التزمل في قطيفة واستعداده للاستثقال في النوم كما يفعل من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن إلى آخر ما قال مما ينادي عليه كما قال الأكثرون بسوء الأدب ووافقه في بعضه من وافقه وقال صاحب الكشف أراد أنه عليه الصلاة والسلام وصف بما هو ملتبس به يذكره تقاعده فهو من لطيف العتاب الممزوج بمحض الرأفة ولينشطه ويجعله مستعدا لما وعده تعالى بقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [المزمل: 5] ولا يربأ برسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا النداء فقد خوطب بما هو أشد في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى [عبس: 1] ومثل هذا من خطاب الإدلال والترؤف لا يتقاعد ما في ضمنه من البر والتقريب عما في ضمن
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يا أيها النبي [الأنفال: 64] وغيرها . (يا أيها الرسول ) [المائدة: 41، 67] من التعظيم والترحيب انتهى .
ولا يخفى أنه لا يندفع به سوء أدب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في تعبيره فإنه تعالى وإن كان له أن يخاطب حبيبه بما شاء لكنا نحن لا نجري على ما عامله سبحانه به بل يلزمنا الأدب والتعظيم لجنابه الكريم ولو خاطب بعض الرعايا الوزير بما خاطبه به السلطان طرده الحجاب وربما كان العقاب هو الجواب وقيل كان صلى الله عليه وسلم متزملا بمرط
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة رضي الله تعالى عنها يصلي فنودي بذلك ثناء عليه وتحسينا لحاله التي كان عليها ولا يأباه الأمر بالقيام بعد إما لأنه أمر بالمداومة على ذلك والمواظبة عليه أو تعليم له عليه الصلاة والسلام وبيان لمقدار ما يقوم على ما قيل نعم أورد عليه أن السورة من أوائل ما نزل
بمكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم إنما =بني على
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها
بالمدينة مع أن الأخبار الصحيحة متضافرة بأن النداء المذكور كان وهو عليه الصلاة والسلام في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة رضي الله تعالى عنها ويعلم منه حال ما روي
عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها سئلت ما كان تزميله صلى الله عليه وسلم قالت كان مرطا طوله أربع عشرة ذراعا نصفه علي وأنا نائمة ونصفه عليه وهو يصلي وكان سداه شعرا ولحمته وبرا .
وتكلف صاحب الكشف فقال الجواب أنه عليه الصلاة والسلام عقد في
مكة فلعل المرط بعد العقد صار إليه صلى الله عليه وسلم نعم دل أنه بعد وفاة
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة إنما إشكال في قول
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة نصفه علي إلخ وجوابه أنه يمكن أن يكون قد بات صلى الله عليه وسلم في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله تعالى عنه ذات ليلة وكان المرط على
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وهي طفلة والباقي لطوله على النبي عليه الصلاة والسلام فحكت ذلك أم المؤمنين إذ لا دلالة على أنها حكاية ما بعد البناء فهذا ما يتكلف لصحة هذا القول انتهى وأنت تعلم أن هذا الحديث لم يقع في الكتب الصحيحة
[ ص: 102 ] كما قاله
ابن حجر بل هو مخالف لها ومثل الاحتمالات لا يكتفى بها بل قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان إنه كذب صريح وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كان صلى الله عليه وسلم قد تزمل في ثيابه للصلاة واستعد لها فنودي بيا أيها المزمل على معنى يا أيها المستعد للعبادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : المعنى يا أيها المزمل للنبوة وأعبائها والزمل كالحمل لفظا ومعنى ويقال ازدمله أي احتمله وفيه تشبيه إجراء مراسم النبوة بتحمل الحمل الثقيل لما فيهما من المشقة وجوز أن يكون كناية عن المتثاقل لعدم التمرن وأورد عليه نحو ما أورد على وجه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ومع صحة المعنى الحقيقي واعتضاده بالأحاديث الصحيحة لا حاجة إلى غيره كما قيل .
سُورَةُ ( الْمُزَّمِّلِ )
مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ وَجَابِرٍ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ كَمَا ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ الْآيَتَيْنِ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ [اَلْمُزَّمِّلِ: 10] وَاَلَّتِي تَلِيهَا وَحُكِيَ فِي الْبَحْرِ عَنِ الْجُمْهُورِ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ [اَلْمُزَّمِّلِ: 20] إِلَى آخِرِهَا وَتَعَقَّبَهُ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ بَعْدَ أَنْ نَقَلَ الِاسْتِثْنَاءَ عَنْ حِكَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12844ابْنِ الْفُرْسِ بِقَوْلِهِ وَيَرُدُّهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّ ذَلِكَ نَزَلَ بَعْدَ نُزُولِ صَدْرِ السُّورَةِ بِسَنَةٍ وَذَلِكَ حِينَ فُرِضَ قِيَامُ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ وَآيُهَا ثَمَانِي عَشْرَةِ آيَةً فِي الْمَدَنِيِّ الْأَخِيرِ وَتِسْعُ عَشْرَةَ فِي الْبَصَرِيِّ وَعِشْرُونَ فِيمَا عَدَاهُمَا وَلَمَّا خَتَمَ سُبْحَانَهُ سُورَةَ الْجِنِّ بِذِكْرِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ افْتَتَحَ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِخَاتَمِهِمْ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ وَجْهٌ فِي الْمُنَاسَبَةِ وَفِي تَنَاسُقِ الدُّرَرِ لَا يَخْفَى اتِّصَالُ أَوَّلِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قُمِ اللَّيْلَ [اَلْمُزَّمِّلِ: 2] إِلَخِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آخِرِ تِلْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [اَلْجِنِّ: 19] وَبِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ [اَلْجِنِّ: 18] الْآيَةَ .
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29758_29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ أَيِ الْمُتَزَمِّلُ مِنْ تَزَمَّلَ بِثِيَابِهِ إِذَا تَلَفَّفَ بِهَا فَأُدْغِمَ التَّاءُ فِي الزَّايِ وَقَدْ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ عَلَى الْأَصْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ «الْمُزَمِلُ» بِتَخْفِيفِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْمِيمِ أَيِ الْمُزَمِلُ جِسْمَهُ أَوْ نَفْسَهُ وَبَعْضُ السَّلَفِ «الْمُزَمَلُ» بِالتَّخْفِيفِ وَفَتْحِ الْمِيمِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَلَا تَدَافُعَ بَيْنَ الْقِرَاءَاتِ فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُوَ زَمَلَ نَفْسَهُ الْكَرِيمَةَ مِنْ غَيْرِ شُبْهَةٍ لَكِنْ إِذَا نُظِرَ إِلَى أَنَّ كُلَّ أَفْعَالِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ زَمَلَهُ
[ ص: 101 ] غَيْرُهُ وَلَا حَاجَةَ إِلَى أَنْ يُقَالَ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَلَ نَفْسَهُ أَوَّلًا ثُمَّ نَامَ فَزَمَلَهُ غَيْرُهُ أَوْ أَنَّهُ زَمَلَهُ غَيْرُهُ أَوَّلًا ثُمَّ سَقَطَ عَنْهُ مَا زُمِلَ بِهِ فَزَمَلَ هُوَ نَفْسَهُ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى
أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَهُ الْمَلَكُ فِي غَارِ حِرَاءَ وَحَاوَرَهُ بِمَا حَاوَرَهُ رَجَعَ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي » فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ وَعَلَى أَثَرِهَا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939634لَمَّا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فَقَالُوا: سَمُّوا هَذَا الرَّجُلَ اسْمًا تَصْدُرُ النَّاسُ عَنْهُ فَقَالُوا كَاهِنٌ قَالُوا لَيْسَ بِكَاهِنٍ قَالُوا مَجْنُونٌ قَالُوا لَيْسَ بِمَجْنُونٍ قَالُوا سَاحِرٌ قَالُوا لَيْسَ بِسَاحِرٍ قَالُوا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَبِيبِ وَحَبِيبِهِ فَتَفَرَّقَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى ذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَزَمَّلَ فِي ثِيَابِهِ وَتَدَثَّرَ فِيهَا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
وَنِدَاؤُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِذَلِكَ تَأْنِيسٌ لَهُ وَمُلَاطَفَةٌ عَلَى عَادَةِ
الْعَرَبِ فِي اشْتِقَاقِ اسْمٍ لِلْمُخَاطَبِ مِنْ صِفَتِهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=650422كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ حِينَ غَاضَبَ nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَتَاهُ وَهُوَ نَائِمٌ لَصِقٌ بِجَنْبِهِ التُّرَابُ «قُمْ أَبَا تُرَابٍ»
قَصْدًا لِرَفْعِ الْحِجَابِ وَطَيِّ بِسَاطِ الْعِتَابِ وَتَنْشِيطًا لَهُ لِيَتَلَقَّى مَا يَرِدُ عَلَيْهِ بِلَا كَسَلٍ:
وَكُلُّ مَا يَفْعَلُ الْمَحْبُوبُ مَحْبُوبٌ وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نُودِيَ بِذَلِكَ تَهَجِّيَنًا لِلْحَالَةِ الَّتِي عَلَيْهَا مِنَ التَّزَمُّلِ فِي قَطِيفَةٍ وَاسْتِعْدَادِهِ لِلِاسْتِثْقَالِ فِي النَّوْمِ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ لَا يُهِمُّهُ أَمْرٌ وَلَا يَعْنِيهِ شَأْنٌ إِلَى آخَرِ مَا قَالَ مِمَّا يُنَادِي عَلَيْهِ كَمَا قَالَ الْأَكْثَرُونَ بِسُوءِ الْأَدَبِ وَوَافَقَهُ فِي بَعْضِهِ مَنْ وَافَقَهُ وَقَالَ صَاحِبُ الْكَشْفِ أَرَادَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وُصِفَ بِمَا هُوَ مُلْتَبِسٌ بِهِ يُذَكِّرُهُ تَقَاعُدَهُ فَهُوَ مِنْ لَطِيفِ الْعِتَابِ الْمَمْزُوجِ بِمَحْضِ الرَّأْفَةِ وَلِيُنَشِّطَهُ وَيَجْعَلَهُ مُسْتَعِدًّا لِمَا وَعَدَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا [اَلْمُزَّمِّلِ: 5] وَلَا يَرْبَأُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مِثْلِ هَذَا النِّدَاءِ فَقَدْ خُوطِبَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى [عَبَسَ: 1] وَمِثْلُ هَذَا مِنْ خِطَابِ الْإِدْلَالِ وَالتَّرَؤُّفِ لَا يَتَقَاعَدُ مَا فِي ضِمْنِهِ مِنَ الْبِرِّ وَالتَّقْرِيبِ عَمَّا فِي ضِمْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ [اَلْأَنْفَالِ: 64] وَغَيْرِهَا . (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) [اَلْمَائِدَةِ: 41، 67] مِنَ التَّعْظِيمِ وَالتَّرْحِيبِ انْتَهَى .
وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ لَا يَنْدَفِعُ بِهِ سُوءُ أَدَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ فِي تَعْبِيرِهِ فَإِنَّهُ تَعَالَى وَإِنْ كَانَ لَهُ أَنْ يُخَاطِبَ حَبِيبَهُ بِمَا شَاءَ لَكِنَّا نَحْنُ لَا نَجْرِي عَلَى مَا عَامَلَهُ سُبْحَانَهُ بِهِ بَلْ يَلْزَمُنَا الْأَدَبُ وَالتَّعْظِيمُ لِجَنَابِهِ الْكَرِيمِ وَلَوْ خَاطَبَ بَعْضَ الرَّعَايَا الْوَزِيرَ بِمَا خَاطَبَهُ بِهِ السُّلْطَانُ طَرَدَهُ الْحُجَّابُ وَرُبَّمَا كَانَ الْعِقَابُ هُوَ الْجَوَابَ وَقِيلَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَزَمِّلًا بِمَرْطٍ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا يُصَلِّي فَنُودِيَ بِذَلِكَ ثَنَاءً عَلَيْهِ وَتَحْسِينًا لِحَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَلَا يَأْبَاهُ الْأَمْرُ بِالْقِيَامِ بَعْدُ إِمَّا لِأَنَّهُ أَمْرٌ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ وَالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهِ أَوْ تَعْلِيمٌ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَبَيَانٌ لِمِقْدَارِ مَا يَقُومُ عَلَى مَا قِيلَ نَعَمْ أَوْرَدَ عَلَيْهِ أَنَّ السُّورَةَ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ
بِمَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا =بَنِيَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَنَّ الْأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ مُتَضَافِرَةٌ بِأَنَّ النِّدَاءَ الْمَذْكُورَ كَانَ وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا وَيُعْلَمُ مِنْهُ حَالُ مَا رُوِيَ
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ تَزْمِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ مَرْطًا طُولُهُ أَرْبَعُ عَشْرَةَ ذِرَاعًا نِصْفُهُ عَلَيَّ وَأَنَا نَائِمَةٌ وَنِصْفُهُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَكَانَ سُدَاهُ شَعْرًا وَلُحْمَتُهُ وَبَرًا .
وَتَكَلَّفَ صَاحِبُ الْكَشْفِ فَقَالَ الْجَوَابُ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَقَدَ فِي
مَكَّةَ فَلَعَلَّ الْمَرْطَ بَعْدَ الْعَقْدِ صَارَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ دَلَّ أَنَّهُ بَعْدَ وَفَاةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ إِنَّمَا إِشْكَالٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ نَصِفُهُ عَلَيَّ إِلَخِ وَجَوَابُهُ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَكَانَ الْمَرْطُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ وَهِيَ طِفْلَةٌ وَالْبَاقِي لِطُولِهِ عَلَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَحَكَتْ ذَلِكَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ لَا دَلَالَةَ عَلَى أَنَّهَا حِكَايَةُ مَا بَعْدَ الْبِنَاءِ فَهَذَا مَا يُتَكَلَّفُ لِصِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ انْتَهَى وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَقَعْ فِي الْكُتُبِ الصَّحِيحَةِ
[ ص: 102 ] كَمَا قَالَهُ
ابْنُ حَجَرٍ بَلْ هُوَ مُخَالِفٌ لَهَا وَمِثْلُ الِاحْتِمَالَاتِ لَا يُكْتَفَى بِهَا بَلْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانٍ إِنَّهُ كَذِبٌ صَرِيحٌ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَزَمَّلَ فِي ثِيَابِهِ لِلصَّلَاةِ وَاسْتَعَدَّ لَهَا فَنُودِيَ بَيَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ عَلَى مَعْنَى يَا أَيُّهَا الْمُسْتَعِدُّ لِلْعِبَادَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : الْمَعْنَى يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ لِلنُّبُوَّةِ وَأَعْبَائِهَا وَالزِّمْلُ كَالْحِمْلِ لَفْظًا وَمَعْنَى وَيُقَالُ ازْدَمَلَهُ أَيِ احْتَمَلَهُ وَفِيهِ تَشْبِيهُ إِجْرَاءِ مَرَاسِمِ النُّبُوَّةِ بِتَحَمُّلِ الْحِمْلِ الثَّقِيلِ لِمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَشَقَّةِ وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنِ الْمُتَثَاقِلِ لِعَدَمِ التَّمَرُّنِ وَأَوْرَدَ عَلَيْهِ نَحْوَ مَا أَوْرَدَ عَلَى وَجْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ وَمَعَ صِحَّةِ الْمَعْنَى الْحَقِيقِيِّ وَاعْتِضَادِهِ بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ لَا حَاجَةَ إِلَى غَيْرِهِ كَمَا قِيلَ .