فأما اليتيم فلا تقهر فلا تستذله كما قال ابن سلام وقريب منه قول لا تحتقر. وقال مجاهد: سفيان:
لا تظلمه بتضييع ماله. وفي معناه ما قيل: لا تغلبه على ماله، ولعل التقييد لمراعاة الغالب والأولى حمل القهر على الغلبة والتذليل معابان يراد التسلط بما يؤذي أو باستعمال المشترك في معنييه على القول بجوازه، وفي مفردات القهر الغلبة والتذليل معا، ويستعمل في كل واحد منهما، وقرأ الراغب: ابن مسعود والشعبي وإبراهيم التيمي: «فلا تكهر». بالكاف بدل القاف، ومعناه على ما في البحر: فلا تقهر. وفي تهذيب الكهر القهر، والكهر عبوس الوجه، والكهر الشتم، واختار بعضهم هنا أوسطها، فالمعنى فلا تعبس في وجهه وهو نهي عن الشتم والقهر على ما سمعت من معناه من باب الأولى، وأيا ما كان ففي الآية دلالة على الأزهري: الاعتناء بشأن اليتيم.
وعن مرفوعا: ابن مسعود «من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر عليها يده نور يوم القيامة».
وعن رضي الله تعالى عنه مرفوعا أيضا: عمر «إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، من أبكى هذا اليتيم [ ص: 164 ] الذي غيب أبوه في التراب؟ فيقول الملائكة: أنت أعلم. فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، إني أشهدكم أن علي لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة».
فكان رضي الله تعالى عنه إذا رأى يتيما مسح رأسه وأعطاه شيئا ولم يصح في كيفية مسحه شيء، والرواية عن عمر في ذلك قد قيل فيها ما قيل. ابن عباس
وروي عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: إلى غير ذلك من الأخبار. «أنا وكافل اليتيم كهاتين إذا اتقى الله عز وجل». وأشار بالسبابة والوسطى.