أخرج عن ابن عساكر عن أبيه جعفر الصادق محمد الباقر رضي الله تعالى عنهما أن عقيل بن أبي طالب دخل على فقال معاوية له: أين ترى عمك معاوية أبا لهب من النار؟ فقال له عقيل: إذا دخلتها فهو على يسارك مفترش عمتك حمالة الحطب والراكب خير من المركوب.
ولا أظن صحة هذا الخبر عن الصادق لأن فيه ما فيه وكانت على ما في البحر عوراء، ووسمت بذلك لأنها على ما أخرج ابن أبي حاتم عن وابن جرير كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقيل: كانت تحمل حزمة الشوك والحسك والسعدان فتنشرها بالليل في طريقه عليه الصلاة والسلام، وكان رسول الله يطؤه كما يطأ الحرير. وروي عن ابن زيد أنها مع كثرة مالها كانت تحمل الحطب على ظهرها لشدة بخلها فعيرت بالبخل. قتادة
وأخرج ابن جرير عنه وعن وابن أبي حاتم أنها كانت تمشي بالنميمة، وأخرجه مجاهد عن ابن أبي حاتم أيضا، وروي عن الحسن ابن عباس ويقال لمن يمشي بها يحمل الحطب بين الناس؛ أي يوقد بينهم النائرة ويؤرث الشر، فالحطب مستعار للنميمة وهي استعارة مشهورة ومن ذلك قوله: والسدي
من البيض لم تصطد على ظهر لامة ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب
وجعله رطبا ليدل على التدخين الذي هو زيادة في الشر ففيه إيغال حسن، وكذا قول الراجز:
إن بني الأدرم حمالو الحطب هم الوشاة في الرضاء والغضب
وقال حمالة الخطايا والذنوب من قولهم: فلان يحطب على ظهره إذا كان يكتسب الآثام والخطايا، والظاهر أن الحطب عليه مستعار للخطايا بجامع أن كلا منهما مبدأ للإحراق، وقيل: الحطب جمع حاطب كحارس وحرس أي تحمل الجناة على الجنايات وهو محمل بعيد. وقرأ ابن جرير: أبو حيوة وابن مقسم:
«سيصلى» بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام. «ومريئته» بالتصغير والهمز، وقرئ «ومريته» بالتصغير وقلب الهمزة ياء وإدغامها.
وقرأ الحسن وابن إسحاق «سيصلى» بضم الياء وسكون الصاد واختلس حركة الهاء في: «امرأته» أبو عمر.
وفي رواية وقرأ أبو قلابة: «حاملة الحطب» على وزن فاعلة مضافا. وقرأ الأكثرون: «حمالة الحطب» بالرفع والإضافة، وقرئ «حمالة للحطب» بالتنوين رفعا ونصبا وبلام الجر في الحطب.