nindex.php?page=treesubj&link=18851_30563_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم أي: يخونونها، وجعلت خيانة الغير خيانة لأنفسهم؛ لأن وبالها وضررها عائد عليهم، ويحتمل أنه جعلت المعصية خيانة فمعنى (يختانون أنفسهم)
[ ص: 141 ] يظلمونها باكتساب المعاصي وارتكاب الآثام، وقيل: الخيانة مجاز عن المضرة، ولا بعد فيه.
والمراد بالموصول إما السارق أو المودع المكافر وأمثاله، وإما من عاونه، فإنه شريك في الإثم والخيانة، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو - عليه الصلاة والسلام -المقصود بالنهي، والنهي عن الشيء يقتضي كون المنهي مرتكبا للمنهي عنه، وقد يقال: إن ذلك من قبيل
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لئن أشركت ليحبطن عملك ومن هنا قيل: المعنى لا تجادل أيها الإنسان.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107إن الله لا يحب من كان خوانا كثير الخيانة، مفرطا فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107أثيما منهمكا في الإثم، وتعليق عدم المحبة المراد منه البغض والسخط بصيغة المبالغة ليس لتخصيصه بل لبيان إفراط
بني أبيرق وقومهم في الخيانة والإثم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان: أتى بصيغة المبالغة فيهما؛ ليخرج منه من وقع منه الإثم والخيانة مرة، ومن صدر منه ذلك على سبيل الغفلة وعدم القصد، وليس بشيء.
وإرداف الخوان بالأثيم قيل: للمبالغة، وقيل: إن الأول باعتبار السرقة أو إنكار الوديعة، والثاني باعتبار تهمة البرئ، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وقدمت صفة الخيانة على صفة الإثم؛ لأنها سبب له، أو لأن وقوعهما كان كذلك، أو لتواخي الفواصل على ما قيل.
nindex.php?page=treesubj&link=18851_30563_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ أَيْ: يَخُونُونَهَا، وَجُعِلَتْ خِيَانَةُ الْغَيْرِ خِيَانَةً لِأَنْفُسِهِمْ؛ لِأَنَّ وَبَالَهَا وَضَرَرَهَا عَائِدٌ عَلَيْهِمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ جُعِلَتِ الْمَعْصِيَةُ خِيَانَةً فَمَعْنَى (يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ)
[ ص: 141 ] يَظْلِمُونَهَا بِاكْتِسَابِ الْمَعَاصِي وَارْتِكَابِ الْآثَامِ، وَقِيلَ: الْخِيَانَةُ مَجَازٌ عَنِ الْمَضَرَّةِ، وَلَا بُعْدَ فِيهِ.
وَالْمُرَادُ بِالْمَوْصُولِ إِمَّا السَّارِقُ أَوَ الْمُودِعُ الْمُكَافِرُ وَأَمْثَالُهُ، وَإِمَّا مَنْ عَاوَنَهُ، فَإِنَّهُ شَرِيكٌ فِي الْإِثْمِ وَالْخِيَانَةِ، وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -الْمَقْصُودُ بِالنَّهْيِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الشَّيْءِ يَقْتَضِي كَوْنَ الْمَنْهِيِّ مُرْتَكِبًا لِلْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَقَدْ يُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَمِنْ هُنَا قِيلَ: الْمَعْنَى لَا تُجَادِلْ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا كَثِيرَ الْخِيَانَةِ، مُفْرِطًا فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107أَثِيمًا مُنْهَمِكًا فِي الْإِثْمِ، وَتَعْلِيقُ عَدَمِ الْمَحَبَّةِ الْمُرَادُ مِنْهُ الْبُغْضُ وَالسُّخْطُ بِصِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ لَيْسَ لِتَخْصِيصِهِ بَلْ لِبَيَانِ إِفْرَاطِ
بَنِي أُبَيْرِقٍ وَقَوْمِهِمْ فِي الْخِيَانَةِ وَالْإِثْمِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ: أَتَى بِصِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ فِيهِمَا؛ لِيَخْرُجَ مِنْهُ مَنْ وَقَعَ مِنْهُ الْإِثْمُ وَالْخِيَانَةُ مَرَّةً، وَمَنْ صَدَرَ مِنْهُ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْغَفْلَةِ وَعَدَمِ الْقَصْدِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَإِرْدَافُ الْخَوَّانِ بِالْأَثِيمِ قِيلَ: لِلْمُبَالَغَةِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْأَوَّلَ بِاعْتِبَارِ السَّرِقَةِ أَوْ إِنْكَارِ الْوَدِيعَةِ، وَالثَّانِيَ بِاعْتِبَارِ تُهْمَةِ الْبَرِئِ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - وَقُدِّمَتْ صِفَةُ الْخِيَانَةِ عَلَى صِفَةِ الْإِثْمِ؛ لِأَنَّهَا سَبَبٌ لَهُ، أَوْ لِأَنَّ وُقُوعَهُمَا كَانَ كَذَلِكَ، أَوْ لِتَوَاخِي الْفَوَاصِلِ عَلَى مَا قِيلَ.