وعن واختاره الحسن الخبيث الحرام والطيب الحلال، وأخرج الجبائي وغيره عن ابن جرير قال : الخبيث هم المشركون والطيب هم المؤمنون، وتقديم الخبيث في الذكر للإشعار من أول الأمر بأن القصور الذي ينبئ عنه عدم الاستواء فيه لا في مقابله، وقد تقدمت الإشارة إلى تحقيقه، السدي ولو أعجبك أي وإن سرك أيها الناظر بعين الاعتبار كثرة الخبيث
وقيل: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، والواو لعطف الشرطية على مثلها المقدر، وقيل الحال أي لو لم يعجبك ولو أعجبك وكلتاهما في موضع الحال من فاعل لا يستوي أي يستويان كائنين على كل حال مفروض، وقد حذفت الأولى في مثل هذا التركيب لدلالة الثانية عليها دلالة واضحة فإن الشيء إذا تحقق مع المعارض فلأن يتحقق بدونه أولى، وجواب لو محذوف في الجملتين لدلالة ما قبلها عليه فاتقوا الله يا أولي الألباب في تحري الخبيث وإن كثر وآثروا عليه الطيب وإن قل فإن مدار الاعتبار هو الخيرية والرداءة لا الكثرة والقلة، وفي الأكثر أحسن كل شيء أقله ولله در من قال :
والناس ألف منهم كواحد وواحد كالألف إن أمر عنا،
وفي الآية كما قيل إشارة إلى غلبة أهل الإسلام وإن قلوا لعلكم تفلحون .1
- راجين أن تنالوا الفلاح والفوز بالثواب العظيم والنعيم المقيم.