هذا ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=87واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره : أي أخلصناهم وآويناهم لحضرتنا ودللناهم للاكتفاء بنا عما سوانا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده وهم أهل السابقة الذين سألوه سبحانه الهداية بلسان الاستعداد الأزلي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88ولو أشركوا بالميل إلى السوى وهو شرك الكاملين؛ كما أشار إليه سيدي
عمر بن الفارض قدس سره بقوله : ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري سهوا حكمت بردتي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88لحبط عنهم ما كانوا يعملون لعظم ما أتوا به إن الشرك لظلم عظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فإن يكفر بها هؤلاء وهم المحجوبون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وهم العارفون بالله عز وجل الذين هم خزائن حقائق الإيمان
وفي الخبر "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660556لا يزال طائفة من أمتي قائمين بأمر الله تعالى لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه وهم على ذلك "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90أولئك الذين هدى الله فبهداهم وهو آداب الشريعة والطريقة والحقيقة (اقتده) أمر له صلى الله عليه وسلم أن يتصف بجميع ما تفرق فيهم من ذلك الهدى وكان ذلك -على ما قيل- في منازل الوسائط، ولما كحل عيون أسراره بكحل الربوبية جعله مستقلا بذاته مستقيما بحاله وأخرجه من حد الإرادة إلى حد المعرفة والاستقامة ولذا أمره عليه الصلاة والسلام بإسقاط الوسائط كما يشير إليه قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي مع قوله صلى الله عليه وسلم: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=848884لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " وقال بعض العارفين: ليس في هذا توسيط الوسائط لأنه أمر بالاقتداء بهداهم لا بهم. ونظيره:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123أن اتبع ملة إبراهيم حيث لم يقل سبحانه أن اتبع
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره أي ما عرفوه حق معرفته
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء أي لم يظهر من علمه وكلامه سبحانه على أحد شيئا؛ وذلك لزعمهم البعد من عباده جل شأنه وعدم إمكان ظهور بعض صفاته على مظهر بشري، ولو عرفوا لما أنكروا ولا اعتقدوا أنه لا مظهر لكمال علمه وحكمته إلا الإنسان الكامل بل لو ارتفع الحول عن العين لما رأوا الواحد اثنين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهذا كتاب أنزلناه مبارك لما فيه من أسرار القرب والوصال والتشويق إلى الحسن والجمال بل منه تجلى الحق لخلقه لو يعلمون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92مصدق الذي بين يديه من التوراة والإنجيل لجمعه الظاهر والباطن على أتم وجه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92ولتنذر أم القرى وهي القلب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92ومن حولها من القوى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا كمن ادعى الكمال والوصول إلى التوحيد والخلاص عن كثرة صفات النفس وزعم أنه بالله عز وجل وأنه من أهل الإرشاد وهو ليس كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء كمن سمى مفتريات وهمه وخياله ومخترعات عقله وفكره وحيا وفيضا من الروح القدسي فتنبأ لذلك ، أو
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93قال سأنزل مثل ما أنزل الله كمن تفرعن وادعى الألوهية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى إذ الظالمون وهم هؤلاء الأصناف الثلاثة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93في غمرات الموت الطبيعي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93والملائكة باسطو أيديهم بقبض أرواحهم
[ ص: 257 ] كالمتقاضي الملظ يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم تغليظا وتعنيفا عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93اليوم تجزون عذاب الهون والصغار لوجود صفات نفوسكم وهيآتها المظلمة وتكاثف حجب أنانيتكم وتفرعنكم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94ولقد جئتمونا فرادى أي منفردين مجردين عن كل شيء بالاستغراق في عين جمع الذات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94كما خلقناكم أول مرة عند أخذ الميثاق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إن الله فالق الحب أي حبة القلب بنور الروح عن العلوم والمعارف
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95والنوى أي نوى النفس بنور القلب عن الأخلاق والمكارم أو فالق حبة المحبة الأزلية في قلوب المحبين والصديقين، ونوى شجر أنوار الأزل في فؤاد العارفين فتثمر بالأعمال الزكية والمقامات الشريفة والحالات الرفيعة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يخرج الحي من الميت أي العالم به من الجاهل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95ومخرج الميت من الحي أي الجاهل من العالم، أو يخرج حي القلب عن ميت النفس تارة باستيلاء نور الروح عليها ومخرج ميت النفس عن حي القلب أخرى بإقباله عليها واستيلاء الهوى وصفات النفس عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح أي مظهر أنوار صفاته على صفحات آفاق مخلوقاته أو شاق ظلمة الإصباح بنور الإصباح؛ وذلك لأن بحر العدم كان مملوءا من الظلمة فشقه بأن أجرى فيه جدولا من نوره حتى بلغ السيل الزبى. وقال
الإمام: فالق ظلمة العدم بصباح التكوين والإيجاد، وفالق ظلمة الجمادية بصباح الحياة والعقل والرشاد، وفالق ظلمة الجهالة بصباح الادراك، وفالق ظلمة العالم الجسماني بتخليص النفس القدسية إلى فسحة عالم الأفلاك، وفالق ظلمة الاشتغال بعالم الممكنات بصباح نور الاستغراق في معرفة مدبر المحدثات والمبدعات. وقال بعض العارفين: المعنى فالق ظلمة صفات النفس عن القلب بإصباح نور شمس الروح وإشراقه عليها،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96وجعل الليل أي ليل الحيرة في الذات البحت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96سكنا تسكن إليه أرواح العاشقين كما قال قائلهم :
زدني بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تسعرا
أو جاعل ظلمة النفس سكن القلب يسكن إليها أحيانا للارتفاق والاسترواح أو سكنا تسكن فيه القوى البدنية وتستقر عن الاضطراب كما قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96والشمس أي شمس تجلي الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96والقمر أي قمر تجلي الأفعال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96حسبانا أي على حساب الأحوال حيث يعتبر بهما أو شمس الروح وقمر القلب محسوبين في عداد الموجودات الباقية الشريفة معتدا بهما أو على حساب الأوقات والأحوال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم أي المرشدين أو نجوم الحواس
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97لتهتدوا بها في ظلمات البر وهو علم الآداب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97والبحر وهو علم الحقائق أو المعنى لتهتدوا بها في ظلمات بر الأجساد إلى مصالح المعاش وبحر العلوم باكتسابها بها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وهو الذي أنشأكم أي أظهركم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98من نفس واحدة وهي النفس الكلية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98فمستقر في أرض البدن حال الظهور
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98ومستودع في عين جمع الذات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وهو الذي أنزل من السماء ماء أي من سماء الروح ماء العلم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99فأخرجنا به نبات كل شيء أي كل صنف من الأخلاق والفضائل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99فأخرجنا منه أي النبات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99خضرا زينة النفس وبهجة لها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99نخرج منه أي الخضر
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99حبا متراكبا أي أعمالا مترتبة شريفة ونيات صادقة يتقوى القلب بها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99ومن النخل أي نخل العقل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99من طلعها أي من ظهور تعلقها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99قنوان معارف وحقائق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99دانية قريبة التناول لظهورها بنور الروح كأنها بديهية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وجنات من أعناب وهي أعناب الأحوال والأذواق، ومنها تعتصر سلافة المحبة وفي سكرة منها ولو عمر ساعة ترى الدهر عبدا طائعا ولك الحكم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99والزيتون أي زيتون التفكر
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99والرمان أي رمان الهمم الشريفة والعزائم النفسية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مشتبها كما في أفراد نوع واحد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وغير متشابه كنوعين وفردين منهما مثلا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99انظروا إلى ثمره إذا أثمر أي راعوه بالمراقبة عند السلوك وبدء الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وينعه وهو كمال عند الوصول بالحضور
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وجعلوا لله شركاء الجن أي جن الوهم والخيال حيث أطاعوهم
[ ص: 258 ] وانقادوا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وخلقهم وخرقوا وافتروا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100له بنين من العقول
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وبنات من النفوس يعتقدون أنها لتجردها مؤثرة مثله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100بغير علم منهم أنها أسماؤه وصفاته لا تؤثر إلا به جل شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100سبحانه وتعالى عما يصفون من تقيده بما قيدوه به جل شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار قال
الشيخ الأكبر قدس سره في الباب الحادي والعشرين وأربعمائة : يعني من كل عين من أعين الوجوه وأعين القلوب فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر فالبصر حيث كان به يقع الادراك فيسمى البصر في العقل عين البصيرة ويسمى في الظاهر بصر العين، والعين في الظاهر محل البصر والبصيرة في الباطن محل للعين الذي هو بصر في عين الوجه فاختلف الاسم عليه وما اختلف هو في نفسه فكما لا تدركه العيون بأبصارها لا تدركه البصائر بأعينها، وورد في الخبر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: "
إن الله تعالى احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وأن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم " فاشتركنا في الطلب مع الملإ الأعلى واختلفنا في الكيفية فمنا من يطلبه بفكره والملأ الأعلى له العقل وماله الفكر، ومنا من يطلبه به وليس في الملإ الأعلى من يطلبه به لأن الكامل منا هو على الصورة الإلهية التي خلقه الله تعالى عليها؛ فلهذا يصح ممن هذه صفته أن يطلب الله تعالى به ومن طلبه به وصل إليه فإنه لم يصل إليه غيره، وأن الكامل منا له نافلة تزيد على فرائضه إذا تقرب العبد بها إلى ربه أحبه؛ فإذا أحبه كان سمعه وبصره، فإذا كان الحق بصر مثل هذا العبد رآه وأدركه ببصره لأن بصره الحق فما أدركه إلا به لا بنفسه، وما ثم ملك يتقرب إلى الله تعالى بنافلة بل هم في الفرائض وفرائضهم قد استغرقت أنفاسهم فلا نفل عندهم فليس لهم مقام ينتج أن يكون الحق بصرهم حتى يدركوه به فهم عبيد اضطرار ونحن عبيد اضطرار من فرائضنا وعبيد اختيار من نوافلنا، إلى آخر ما قال. وهو صريح في أن بعض الأبصار تدركه لكن من حيثية رفع الغيرية. وقال في الباب الرابع عشر وأربعمائة بعد أن أنشد :
من رأى الحق كفاحا علنا إنما أبصره خلف حجاب وهو لا يعرفه
وهو به إن هذا لهو الأمر العجاب كل راء لا يرى غير الذي هو فيه من نعيم وعذاب صورة الرائي تجلت عنده وهو عين الراء بل عين الحجاب فإذا رآه سبحانه الرائي كفاحا فما يراه إلا حتى يكون الحق جل جلاله بصره فيكون هو الرائي نفسه ببصره في صورة عبده فأعطته الصورة المكافحة إذا كانت الحاملة للبصر ولجميع القوى إلخ. وقال في الباب الحادي وأربعمائة بعد أن أنشد :
قد استوى الميت والحي في كونهم ما عندهم شي
مني فلا نور ولا ظلمة فيهم ولا ظل ولا في رؤيتهم لي معدومة
فنشرهم في كونهم طي وفهمهم إن كان معناهم عنه إذا حققته غي إن كل مرئي لا يرى الرائي إذا رآه منه إلا قدر منزلته ورتبته فما رآه وما رأى إلا نفسه، ولولا ذلك ما تفاضلت الرؤية في الرائين إذ لو كان هو المرئي ما اختلفوا لكن لما كان هو سبحانه مجلي رؤيتهم أنفسهم لذلك وصفوه بأنه جل شأنه يتجلى، ولكن شغل الرائي برؤية نفسه في مجلى الحق حجبه عن رؤية الحق فلو لم تبد للرائي صورته أو صورة كون من الأكوان ربما كان يراه فما حجبنا عنه إلا رؤية نفوسنا فيه فلو زلنا عنا ما رأيناه لأنه ما كان يبقى بزوالنا من يراه وإن نحن لم نزل فما نرى إلا نفوسنا فيه وصورنا وقدرنا ومنزلتنا فعلى كل حال ما رأيناه، وقد نتوسع فنقول : قد رأيناه ونصدق كما أنه
[ ص: 259 ] لو قلنا: رأينا الإنسان صدقنا في أن نقول رأينا من مضى من الناس ومن بقي ومن في زماننا من كونهم إنسانا لا من حيث شخصية كل إنسان، ولما كان العالم أجمعه وآحاده على صورة حق ورأينا الحق فقد رأينا وصدقنا، وإذا نظرنا في عين التمييز في عين عين لم نصدق إلى ءاخر ما قال. وفي ذلك تحقيق نفيس لهذا المطلب ومنه يعلم ما في قول بعضهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار لغاية ظهوره سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103وهو اللطيف إذ لا ألطف كما قال
الشيخ الأكبر قدس سره من هوية تكون عين بصر العبد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103الخبير أي العليم خبرة أنه بصر العبد
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20والله من ورائهم محيط و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره : اللطيف من نور قلبك بالهدى ، وربى جسمك بالغذاء، وجعل لك الولاية بالبلوى، ويحرسك وأنت في لظى، ويدخلك جنة المأوى. وقال غيره : اللطيف إن دعوته لباك، وإن قصدته آواك، وإن أحببته أدناك، وإن أطعته كافاك، وإن أغضبته عافاك، وإن أعرضت عنه دعاك، وإن أقبلت إليه هداك، وإن عصيته راعاك. وهو كلام ما ألطفه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قد جاءكم بصائر من ربكم وهي صور تجليات صفاته، وقال بعض العارفين : أنها كلماته التي تجلى منها لذوي الحقائق وبرزت من تحت سرادقاتها أنوار نعوته الأزلية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فمن أبصر واهتدى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فلنفسه ذلك الإبصار أي أن ثمرته تعود إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104ومن عمي واحتجب عن الهدى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فعليها عماه واحتجابه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وما أنا عليكم بحفيظ بل الله تعالى حفيظ عليكم لأنكم وسائر شؤونكم به موجودون (وكذلك نصرف الآيات لقوم يعلمون) قال
ابن عطاء أي حقيقة البيان وهو الوقوف معه حيث ما وقف والجري معه حيث ما جرى لا يتقدم بغلبته ولا يتخلف عنه لعجزه، وقال آخر : المعنى يعرفون قدري ويفهمون خطابي لا من لا يعرف مكان خطابي ومرادي من كلامي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتبع ما أوحي إليك من ربك قيل : هو إشارة إلى وحي خاص به صلى الله عليه وسلم لا يتحمله غيره أو إشارة إلى الوحي بالتوحيد؛ ولذا وصف سبحانه نفسه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106لا إله إلا هو ثم قال جل شأنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106وأعرض عن المشركين المحجوبين بالكثرة عن الوحدة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=107ولو شاء الله ما أشركوا بل شاء سبحانه إشراكهم لأنه المعلوم له جل شأنه أزلا دون إيمانهم ولا يشاء إلا ما يعلمه دون ما لا يعلمه من النفي الصرف
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله بل أرشدوهم إلى الحق بالتي هي أحسن
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فيسبوا الله عدوا بغير علم بأن يسبوكم وأنتم أعظم مظاهره
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108كذلك زينا لكل أمة عملهم إذ هو الذي طلبوه منا بألسنة استعدادهم الأزلي ومن شأننا أن لا نرد طالبا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها أي أنهم طلبوا خوارق العادات وأعرضوا عن الحجج البينات لاحتجابهم بالحس والمحسوس
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109قل إنما الآيات عند الله فيأتي بها حسبما تقتضيه الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون لسبق الشقاء عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم وأبصارهم لاقتضاء استعدادهم ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110كما لم يؤمنوا به أول مرة حين أعرضوا عن الحجج البينات أو في الأزل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونذرهم في طغيانهم الذي هو لهم بمقتضى استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110يعمهون يترددون متحيرين لا يدرون وجه الرشاد (ومن يضلل الله فما له من هاد) تم طبع الجزء السابع من تفسير روح المعاني للعلامة
الألوسي بحول الله وقوته ويتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الثامن منه وأوله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111ولو أننا نزلنا الآية.
هَذَا وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=87وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ قُدِّسَ سِرُّهُ : أَيْ أَخْلَصْنَاهُمْ وَآوَيْنَاهُمْ لِحَضْرَتِنَا وَدَلَلْنَاهُمْ لِلِاكْتِفَاءِ بِنَا عَمَّا سِوَانَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مَنْ عِبَادِهِ وَهُمْ أَهْلُ السَّابِقَةِ الَّذِينَ سَأَلُوهُ سُبْحَانَهُ الْهِدَايَةَ بِلِسَانِ الِاسْتِعْدَادِ الْأَزَلِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88وَلَوْ أَشْرَكُوا بِالْمَيْلِ إِلَى السِّوَى وَهُوَ شِرْكُ الْكَامِلِينَ؛ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ سَيِّدِي
عَمْرُ بْنُ الْفَارِضِ قُدِّسَ سِرُّهُ بِقَوْلِهِ : وَلَوْ خَطَرَتْ لِي فِي سِوَاكَ إِرَادَةٌ عَلَى خَاطِرِي سَهْوًا حَكَمْتَ بِرِدَّتِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=88لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لِعِظَمِ مَا أَتَوْا بِهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ وَهُمُ الْمَحْجُوبُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ وَهُمُ الْعَارِفُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ هُمْ خَزَائِنُ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ
وَفِي الْخَبَرِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660556لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ وَهُوَ آدَابُ الشَّرِيعَةِ وَالطَّرِيقَةِ وَالْحَقِيقَةِ (اقْتَدِهْ) أَمْرٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّصِفَ بِجَمِيعِ مَا تَفَرَّقَ فِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْهُدَى وَكَانَ ذَلِكَ -عَلَى مَا قِيلَ- فِي مَنَازِلِ الْوَسَائِطِ، وَلَمَّا كَحَّلَ عُيُونَ أَسْرَارِهِ بِكُحْلِ الرُّبُوبِيَّةِ جَعَلَهُ مُسْتَقِلًّا بِذَاتِهِ مُسْتَقِيمًا بِحَالِهِ وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِّ الْإِرَادَةِ إِلَى حَدِّ الْمَعْرِفَةِ وَالِاسْتِقَامَةِ وَلِذَا أَمَرَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِإِسْقَاطِ الْوَسَائِطِ كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=848884لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي " وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: لَيْسَ فِي هَذَا تَوْسِيطُ الْوَسَائِطِ لِأَنَّهُ أَمَرَ بِالِاقْتِدَاءِ بِهُدَاهُمْ لَا بِهِمْ. وَنَظِيرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ أَنِ اتَّبِعْ
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أَيْ مَا عَرَفُوهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ أَيْ لَمْ يُظْهِرْ مِنْ عَلْمِهِ وَكَلَامِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا؛ وَذَلِكَ لِزَعْمِهِمُ الْبُعْدَ مِنْ عِبَادِهِ جَلَّ شَأْنُهُ وَعَدَمَ إِمْكَانِ ظُهُورِ بَعْضِ صِفَاتِهِ عَلَى مَظْهَرٍ بَشَرِيٍّ، وَلَوْ عَرَفُوا لَمَا أَنْكَرُوا وَلَا اعْتَقَدُوا أَنَّهُ لَا مُظْهِرَ لِكَمَالِ عَلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ إِلَّا الْإِنْسَانُ الْكَامِلُ بَلْ لَوِ ارْتَفَعَ الْحَوَلُ عَنِ الْعَيْنِ لَمَا رَأَوُا الْوَاحِدَ اثْنَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ لِمَا فِيهِ مِنْ أَسْرَارِ الْقُرْبِ وَالْوِصَالِ وَالتَّشْوِيقِ إِلَى الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ بَلْ مِنْهُ تَجَلَّى الْحَقُّ لِخَلْقِهِ لَوْ يَعْلَمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ لِجَمْعِهِ الظَّاهِرَ وَالْبَاطِنَ عَلَى أَتَمِّ وَجْهٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَهِيَ الْقَلْبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَمَنْ حَوْلَهَا مِنَ الْقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا كَمَنِ ادَّعَى الْكَمَالَ وَالْوُصُولَ إِلَى التَّوْحِيدِ وَالْخَلَاصِ عَنْ كَثْرَةِ صِفَاتِ النَّفْسِ وَزَعَمَ أَنَّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْإِرْشَادِ وَهُوَ لَيْسَ كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ كَمَنْ سَمَّى مُفْتَرِيَاتِ وَهْمِهِ وَخَيَالِهِ وَمُخْتَرَعَاتِ عَقْلِهِ وَفِكْرِهِ وَحْيًا وَفَيْضًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدْسِيِّ فَتَنَبَّأَ لِذَلِكَ ، أو
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ كَمَنْ تَفَرْعَنَ وَادَّعَى الْأُلُوهِيَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ وَهُمْ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ الطَّبِيعِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ بِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ
[ ص: 257 ] كَالْمُتَقَاضِي الْمُلِظِّ يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ تَغْلِيظًا وَتَعْنِيفًا عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ وَالصَّغَارِ لِوُجُودِ صِفَاتِ نُفُوسِكُمْ وَهَيْآتِهَا الْمُظْلِمَةِ وَتَكَاثُفِ حُجُبِ أَنَانِيَّتِكُمْ وَتَفَرْعُنِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى أَيْ مُنْفَرِدِينَ مُجَرَّدِينَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِالِاسْتِغْرَاقِ فِي عَيْنِ جَمْعِ الذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ عِنْدَ أَخْذِ الْمِيثَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ أَيْ حَبَّةِ الْقَلْبِ بِنُورِ الرُّوحِ عَنِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95وَالنَّوَى أَيْ نَوَى النَّفْسِ بِنُورِ الْقَلْبِ عَنِ الْأَخْلَاقِ وَالْمَكَارِمِ أَوْ فَالِقُ حَبَّةِ الْمَحَبَّةِ الْأَزَلِيَّةِ فِي قُلُوبِ الْمُحِبِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَنَوَى شَجَرِ أَنْوَارِ الْأَزَلِ فِي فُؤَادِ الْعَارِفِينَ فَتُثْمِرُ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ وَالْمَقَامَاتِ الشَّرِيفَةِ وَالْحَالَاتِ الرَّفِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ أَيِ الْعَالِمَ بِهِ مِنَ الْجَاهِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ أَيِ الْجَاهِلَ مِنَ الْعَالِمِ، أَوْ يَخْرُجُ حَيَّ الْقَلْبِ عَنْ مَيِّتِ النَّفْسِ تَارَةً بِاسْتِيلَاءِ نُورِ الرُّوحِ عَلَيْهَا وَمُخْرِجُ مَيِّتَ النَّفْسِ عَنْ حَيِّ الْقَلْبِ أُخْرَى بِإِقْبَالِهِ عَلَيْهَا وَاسْتِيلَاءِ الْهَوَى وَصِفَاتِ النَّفْسِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الإِصْبَاحِ أَيْ مُظْهِرُ أَنْوَارِ صِفَاتِهِ عَلَى صَفَحَاتِ آفَاقِ مَخْلُوقَاتِهِ أَوْ شَاقُّ ظُلْمَةِ الْإِصْبَاحِ بِنُورِ الْإِصْبَاحُ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ بَحْرَ الْعَدَمِ كَانَ مَمْلُوءًا مِنَ الظُّلْمَةِ فَشَقَّهُ بِأَنْ أَجْرَى فِيهِ جَدْوَلًا مِنْ نُورِهِ حَتَّى بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. وَقَالَ
الْإِمَامُ: فَالِقُ ظُلْمَةِ الْعَدَمِ بِصَبَاحِ التَّكْوِينِ وَالْإِيجَادِ، وَفَالِقُ ظُلْمَةِ الْجَمَادِيَّةِ بِصَبَاحِ الْحَيَاةِ وَالْعَقْلِ وَالرَّشَادِ، وَفَالِقُ ظُلْمَةِ الْجَهَالَةِ بِصَبَاحِ الِادِّرَاكِ، وَفَالِقُ ظُلْمَةِ الْعَالَمِ الْجُسْمَانِيِّ بِتَخْلِيصِ النَّفْسِ الْقُدْسِيَّةِ إِلَى فُسْحَةِ عَالَمِ الْأَفْلَاكِ، وَفَالِقُ ظُلْمَةِ الِاشْتِغَالِ بِعَالَمِ الْمُمَكِنَاتِ بِصَبَاحِ نُورِ الِاسْتِغْرَاقِ فِي مَعْرِفَةِ مُدَبِّرِ الْمُحْدَثَاتِ وَالْمُبْدَعَاتِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: الْمَعْنَى فَالِقُ ظُلْمَةِ صِفَاتِ النَّفْسِ عَنِ الْقَلْبِ بِإِصْبَاحِ نُورِ شَمْسِ الرُّوحِ وَإِشْرَاقِهِ عَلَيْهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96وَجَعَلَ اللَّيْلَ أَيْ لَيْلَ الْحَيْرَةِ فِي الذَّاتِ الْبَحْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96سَكَنًا تَسْكُنُ إِلَيْهِ أَرْوَاحُ الْعَاشِقِينَ كَمَا قَالَ قَائِلُهُمْ :
زِدْنِي بِفَرْطِ الْحُبِّ فِيكَ تَحَيُّرًا وَارْحَمْ حَشًا بِلَظَى هَوَاكَ تَسَعَّرَا
أَوْ جَاعِلُ ظُلْمَةِ النَّفْسِ سَكَنَ الْقَلْبِ يَسْكُنُ إِلَيْهَا أَحْيَانًا لِلِارْتِفَاقِ وَالِاسْتِرْوَاحِ أَوْ سَكَنًا تَسْكُنُ فِيهِ الْقُوَى الْبَدَنِيَّةُ وَتَسْتَقِرُّ عَنِ الِاضْطِرَابِ كَمَا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96وَالشَّمْسَ أَيْ شَمْسَ تَجَلِّي الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96وَالْقَمَرَ أَيْ قَمَرَ تَجْلِّي الْأَفْعَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96حُسْبَانًا أَيْ عَلَى حِسَابِ الْأَحْوَالِ حَيْثُ يُعْتَبَرُ بِهِمَا أَوْ شَمْسَ الرُّوحِ وَقَمَرَ الْقَلْبِ مَحْسُوبَيْنِ فِي عِدَادِ الْمَوْجُودَاتِ الْبَاقِيَةِ الشَّرِيفَةِ مُعْتَدًّا بِهِمَا أَوْ عَلَى حِسَابِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَحْوَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ أَيِ الْمُرْشِدِينَ أَوْ نُجُومَ الْحَوَاسِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَهُوَ عِلْمُ الْآدَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَالْبَحْرِ وَهُوَ عِلْمُ الْحَقَائِقِ أَوِ الْمَعْنَى لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ بَرِّ الْأَجْسَادِ إِلَى مَصَالِحِ الْمَعَاشِ وَبَحْرِ الْعُلُومِ بِاكْتِسَابِهَا بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ أَيْ أَظْهَرَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ النَّفْسُ الْكُلِّيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98فَمُسْتَقَرٌّ فِي أَرْضِ الْبَدَنِ حَالَ الظُّهُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وَمُسْتَوْدَعٌ فِي عَيْنِ جَمْعِ الذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً أَيْ مِنْ سَمَاءِ الرُّوحِ مَاءَ الْعِلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ أَيْ كُلَّ صِنْفٍ مِنَ الْأَخْلَاقِ وَالْفَضَائِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ أَيِ النَّبَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99خَضِرًا زِينَةَ النَّفْسِ وَبَهْجَةً لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99نُخْرِجُ مِنْهُ أَيِ الْخَضِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99حَبًّا مُتَرَاكِبًا أَيْ أَعْمَالًا مُتَرَتِّبَةً شَرِيفَةً وَنِيَّاتٍ صَادِقَةً يَتَقَوَّى الْقَلْبُ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَمِنَ النَّخْلِ أَيْ نَخْلِ الْعَقْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مِنْ طَلْعِهَا أَيْ مِنْ ظُهُورِ تَعَلُّقِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99قِنْوَانٌ مَعَارِفُ وَحَقَائِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99دَانِيَةٌ قَرِيبَةُ التَّنَاوُلِ لِظُهُورِهَا بِنُورِ الرُّوحِ كَأَنَّهَا بَدِيهِيَّةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَهِيَ أَعْنَابُ الْأَحْوَالِ وَالْأَذْوَاقِ، وَمِنْهَا تُعْتَصِرُ سُلَافَةُ الْمَحَبَّةِ وَفِي سَكْرَةٍ مِنْهَا وَلَوْ عُمْرَ سَاعَةٍ تَرَى الدَّهْرَ عَبْدًا طَائِعًا وَلَكَ الْحُكْمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَالزَّيْتُونَ أَيْ زَيْتُونَ التَّفَكُّرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَالرُّمَّانَ أَيْ رُمَّانَ الْهِمَمِ الشَّرِيفَةِ وَالْعَزَائِمِ النَّفْسِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مُشْتَبِهًا كَمَا فِي أَفْرَادِ نَوْعٍ وَاحِدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كَنَوْعَيْنِ وَفَرْدَيْنِ مِنْهُمَا مَثَلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ أَيْ رَاعُوهُ بِالْمُرَاقَبَةِ عِنْدَ السُّلُوكِ وَبَدْءِ الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَيَنْعِهِ وَهُوَ كَمَالٌ عِنْدَ الْوُصُولِ بِالْحُضُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ أَيْ جِنِّ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ حَيْثُ أَطَاعُوهُمْ
[ ص: 258 ] وَانْقَادُوا لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا وَافْتَرَوْا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100لَهُ بَنِينَ مِنَ الْعُقُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَبَنَاتٍ مِنَ النُّفُوسِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا لِتَجَرُّدِهَا مُؤَثِّرَةٌ مِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُمْ أَنَّهَا أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ لَا تُؤَثِّرُ إِلَّا بِهِ جَلَّ شَأْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ مِنْ تَقَيُّدِهِ بِمَا قَيَّدُوهُ بِهِ جَلَّ شَأْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ قَالَ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي الْبَابِ الْحَادِيَ وَالْعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ : يَعْنِي مِنْ كُلِّ عَيْنٍ مِنْ أَعْيُنِ الْوُجُوهِ وَأَعْيُنِ الْقُلُوبِ فَإِنَّ الْقُلُوبَ مَا تَرَى إِلَّا بِالْبَصَرِ وَأَعْيُنِ الْوُجُوهِ لَا تَرَى إِلَّا بِالْبَصَرِ فَالْبَصَرُ حَيْثُ كَانَ بِهِ يَقَعُ الِادِّرَاكُ فَيُسَمَّى الْبَصَرُ فِي الْعَقْلِ عَيْنَ الْبَصِيرَةِ وَيُسَمَّى فِي الظَّاهِرِ بَصَرَ الْعَيْنِ، وَالْعَيْنُ فِي الظَّاهِرِ مَحَلُّ الْبَصَرِ وَالْبَصِيرَةُ فِي الْبَاطِنِ مَحَلٌّ لِلْعَيْنِ الَّذِي هُوَ بَصَرٌ فِي عَيْنِ الْوَجْهِ فَاخْتَلَفَ الِاسْمُ عَلَيْهِ وَمَا اخْتَلَفَ هُوَ فِي نَفْسِهِ فَكَمَا لَا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِأَبْصَارِهَا لَا تُدْرِكُهُ الْبَصَائِرُ بِأَعْيُنِهَا، وَوَرَدَ فِي الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى احْتَجَبَ عَنِ الْعُقُولِ كَمَا احْتَجَبَ عَنِ الْأَبْصَارِ وَأَنَّ الْمَلَأَ الْأَعْلَى يَطْلُبُونَهُ كَمَا تَطْلُبُونَهُ أَنْتُمْ " فَاشْتَرَكْنَا فِي الطَّلَبِ مَعَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَاخْتَلَفْنَا فِي الْكَيْفِيَّةِ فَمِنَّا مَنْ يَطْلُبُهُ بِفِكْرِهِ وَالْمَلَأُ الْأَعْلَى لَهُ الْعَقْلُ وَمَالَهُ الْفِكْرُ، وَمِنَّا مَنْ يَطْلُبُهُ بِهِ وَلَيْسَ فِي الْمَلَإِ الْأَعْلَى مَنْ يَطْلُبُهُ بِهِ لِأَنَّ الْكَامِلَ مِنَّا هُوَ عَلَى الصُّورَةِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا؛ فَلِهَذَا يَصِحُّ مِمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُ أَنْ يَطْلُبَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِ وَمَنْ طَلَبَهُ بِهِ وَصَلَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ غَيْرُهُ، وَأَنَّ الْكَامِلَ مِنَّا لَهُ نَافِلَةٌ تَزِيدُ عَلَى فَرَائِضِهِ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ بِهَا إِلَى رَبِّهِ أَحَبَّهُ؛ فَإِذَا أَحَبَّهُ كَانَ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَإِذَا كَانَ الْحَقُّ بَصَرَ مِثْلِ هَذَا الْعَبْدِ رَآهُ وَأَدْرَكَهُ بِبَصَرِهِ لِأَنَّ بَصَرَهُ الْحَقُّ فَمَا أَدْرَكَهُ إِلَّا بِهِ لَا بِنَفْسِهِ، وَمَا ثَمَّ مَلَكٌ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِنَافِلَةٍ بَلْ هُمْ فِي الْفَرَائِضِ وَفَرَائِضُهُمْ قَدِ اسْتَغْرَقَتْ أَنْفَاسَهُمْ فَلَا نَفْلَ عِنْدَهُمْ فَلَيْسَ لَهُمْ مَقَامٌ يُنْتِجُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ بَصَرَهُمْ حَتَّى يُدْرِكُوهُ بِهِ فَهُمْ عَبِيدُ اضْطِرَارٍ وَنَحْنُ عَبِيدُ اضْطِرَارٍ مِنْ فَرَائِضِنَا وَعَبِيدُ اخْتِيَارٍ مِنْ نَوَافِلِنَا، إِلَى آخِرِ مَا قَالَ. وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ بَعْضَ الْأَبْصَارِ تُدْرِكُهُ لَكِنْ مِنْ حَيْثِيَّةِ رَفْعِ الْغَيْرِيَّةِ. وَقَالَ فِي الْبَابِ الرَّابِعِ عَشَرَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ بَعْدَ أَنْ أَنْشَدَ :
مَنْ رَأَى الْحَقَّ كِفَاحًا عَلَنًا إِنَّمَا أَبْصَرَهُ خَلْفَ حِجَابٍ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ
وَهُوَ بِهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْأَمْرُ الْعُجَابُ كُلُّ رَاءٍ لَا يَرَى غَيْرَ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنْ نَعِيمٍ وَعَذَابٍ صُورَةُ الرَّائِي تَجَلَّتْ عِنْدَهُ وَهُوَ عَيْنُ الرَّاءِ بَلْ عَيْنُ الْحِجَابِ فَإِذَا رَآهُ سُبْحَانَهُ الرَّائِي كِفَاحًا فَمَا يَرَاهُ إِلَّا حَتَّى يَكُونَ الْحَقُّ جَلَّ جَلَالُهُ بَصَرَهُ فَيَكُونُ هُوَ الرَّائِيَ نَفْسَهُ بِبَصَرِهِ فِي صُورَةِ عَبْدِهِ فَأَعْطَتْهُ الصُّورَةُ الْمُكَافَحَةَ إِذَا كَانَتِ الْحَامِلَةَ لِلْبَصَرِ وَلِجَمِيعِ الْقُوَى إِلَخْ. وَقَالَ فِي الْبَابِ الْحَادِي وَأَرْبَعِمِائَةٍ بَعْدَ أَنْ أَنْشَدَ :
قَدِ اسْتَوَى الْمَيِّتُ وَالْحَيُّ فِي كَوْنِهِمْ مَا عِنْدَهُمْ شَيٌّ
مِنِّي فَلَا نُورَ وَلَا ظُلْمَةَ فِيهِمْ وَلَا ظِلَّ وَلَا فِي رُؤْيَتِهِمْ لِي مَعْدُومَةٌ
فَنَشْرُهُمْ فِي كَوْنِهِمْ طَيٌّ وَفَهْمِهِمْ إِنْ كَانَ مَعْنَاهُمْ عَنْهُ إِذَا حَقَّقْتَهُ غَيٌّ إِنَّ كُلَّ مَرْئِيٍّ لَا يَرَى الرَّائِي إِذَا رَآهُ مِنْهُ إِلَّا قَدْرَ مَنْزِلَتِهِ وَرُتْبَتِهِ فَمَا رَآهُ وَمَا رَأَى إِلَّا نَفْسَهُ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا تَفَاضَلَتِ الرُّؤْيَةُ فِي الرَّائِينَ إِذْ لَوْ كَانَ هُوَ الْمَرْئِيَّ مَا اخْتَلَفُوا لَكِنْ لَمَّا كَانَ هُوَ سُبْحَانَهُ مُجَلِّيَ رُؤْيَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ لِذَلِكَ وَصَفُوهُ بِأَنَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ يَتَجَلَّى، وَلَكِنَّ شُغْلَ الرَّائِي بِرُؤْيَةِ نَفْسِهِ فِي مَجْلَى الْحَقِّ حَجَبَهُ عَنْ رُؤْيَةِ الْحَقِّ فَلَوْ لَمْ تَبْدُ لِلرَّائِي صُورَتُهُ أَوْ صُورَةُ كَوْنٍ مِنَ الْأَكْوَانِ رُبَّمَا كَانَ يَرَاهُ فَمَا حَجَبَنَا عَنْهُ إِلَّا رُؤْيَةُ نُفُوسِنَا فِيهِ فَلَوْ زِلْنَا عَنَّا مَا رَأَيْنَاهُ لِأَنَّهُ مَا كَانَ يَبْقَى بِزَوَالِنَا مَنْ يَرَاهُ وَإِنْ نَحْنُ لَمْ نَزُلْ فَمَا نَرَى إِلَّا نُفُوسَنَا فِيهِ وَصُوَرَنَا وَقَدْرَنَا وَمَنْزِلَتَنَا فَعَلَى كُلِّ حَالٍ مَا رَأَيْنَاهُ، وَقَدْ نَتَوَسَّعُ فَنَقُولُ : قَدْ رَأَيْنَاهُ وَنَصْدُقُ كَمَا أَنَّهُ
[ ص: 259 ] لَوْ قُلْنَا: رَأَيْنَا الْإِنْسَانَ صَدَقْنَا فِي أَنْ نَقُولَ رَأَيْنَا مَنْ مَضَى مِنَ النَّاسِ وَمَنْ بَقِيَ وَمَنْ فِي زَمَانِنَا مِنْ كَوْنِهِمْ إِنْسَانًا لَا مِنْ حَيْثُ شَخْصِيَّةِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَمَّا كَانَ الْعَالَمُ أَجْمَعُهُ وَآحَادُهُ عَلَى صُورَةِ حَقٍّ وَرَأَيْنَا الْحَقَّ فَقَدْ رَأَيْنَا وَصَدَّقْنَا، وَإِذَا نَظَرْنَا فِي عَيْنِ التَّمْيِيزِ فِي عَيْنِ عَيْنٍ لَمْ نُصَدِّقْ إِلَى ءَاخِرِ مَا قَالَ. وَفِي ذَلِكَ تَحْقِيقٌ نَفِيسٌ لِهَذَا الْمَطْلَبِ وَمِنْهُ يُعْلَمُ مَا فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ لِغَايَةِ ظُهُورِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103وَهُوَ اللَّطِيفُ إِذْ لَا أَلْطَفَ كَمَا قَالَ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ قُدِّسَ سِرُّهُ مِنْ هَوِيَّةِ تَكَوُّنِ عَيْنِ بَصَرِ الْعَبْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103الْخَبِيرُ أَيِ الْعَلِيمُ خِبْرَةً أَنَّهُ بَصَرُ الْعَبْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدِ قُدِّسَ سِرُّهُ : اللَّطِيفُ مَنْ نَوَّرَ قَلْبَكَ بِالْهُدَى ، وَرَبَّى جِسْمَكَ بِالْغِذَاءِ، وَجَعَلَ لَكَ الْوِلَايَةَ بِالْبَلْوَى، وَيَحْرُسُكَ وَأَنْتَ فِي لَظَى، وَيُدْخِلُكَ جَنَّةَ الْمَأْوَى. وَقَالَ غَيْرُهُ : اللَّطِيفُ إِنْ دَعَوْتَهُ لَبَّاكَ، وَإِنْ قَصَدْتَهُ آوَاكَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَهُ أَدْنَاكَ، وَإِنْ أَطَعْتَهُ كَافَاكَ، وَإِنْ أَغْضَبْتَهُ عَافَاكَ، وَإِنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ دَعَاكَ، وَإِنْ أَقْبَلْتَ إِلَيْهِ هَدَاكَ، وَإِنْ عَصَيْتَهُ رَاعَاكَ. وَهُوَ كَلَامٌ مَا أَلْطَفَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهِيَ صُوَرُ تَجَلِّيَاتِ صِفَاتِهِ، وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : أَنَّهَا كَلِمَاتُهُ الَّتِي تَجَلَّى مِنْهَا لِذَوِي الْحَقَائِقِ وَبَرَزَتْ مِنْ تَحْتِ سُرَادِقَاتِهَا أَنْوَارُ نُعُوتِهِ الْأَزَلِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فَمَنْ أَبْصَرَ وَاهْتَدَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فَلِنَفْسِهِ ذَلِكَ الْإِبْصَارُ أَيْ أَنَّ ثَمَرَتَهُ تَعُودُ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وَمَنْ عَمِيَ وَاحْتَجَبَ عَنِ الْهُدَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فَعَلَيْهَا عَمَاهُ وَاحْتِجَابُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ بَلِ اللَّهُ تَعَالَى حَفِيظٌ عَلَيْكُمْ لِأَنَّكُمْ وَسَائِرُ شُؤُونِكُمْ بِهِ مَوْجُودُونَ (وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) قَالَ
ابْنُ عَطَاءٍ أَيْ حَقِيقَةَ الْبَيَانِ وَهُوَ الْوُقُوفُ مَعَهُ حَيْثُ مَا وَقَفَ وَالْجَرْيُ مَعَهُ حَيْثُ مَا جَرَى لَا يَتَقَدَّمُ بِغَلَبَتِهِ وَلَا يَتَخَلَّفُ عَنْهُ لِعَجْزِهِ، وَقَالَ آخَرُ : الْمَعْنَى يَعْرِفُونَ قَدَرِي وَيَفْهَمُونَ خِطَابِي لَا مَنْ لَا يَعْرِفُ مَكَانَ خِطَابِي وَمُرَادِي مِنْ كَلَامِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قِيلَ : هُوَ إِشَارَةٌ إِلَى وَحْيٍ خَاصٍّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَتَحَمَّلُهُ غَيْرُهُ أَوْ إِشَارَةٌ إِلَى الْوَحْيِ بِالتَّوْحِيدِ؛ وَلِذَا وَصَفَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106لا إِلَهَ إِلا هُوَ ثُمَّ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ الْمَحْجُوبِينَ بِالْكَثْرَةِ عَنِ الْوَحْدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=107وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا بَلْ شَاءَ سُبْحَانَهُ إِشْرَاكَهُمْ لِأَنَّهُ الْمَعْلُومُ لَهُ جَلَّ شَأْنُهُ أَزَلًا دُونَ إِيمَانِهِمْ وَلَا يَشَاءُ إِلَّا مَا يَعْلَمُهُ دُونَ مَا لَا يَعْلَمُهُ مِنَ النَّفْيِ الصِّرْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ بَلْ أَرْشِدُوهُمْ إِلَى الْحَقِّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ بِأَنْ يَسُبُّوكُمْ وَأَنْتُمْ أَعْظَمُ مَظَاهِرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ إِذْ هُوَ الَّذِي طَلَبُوهُ مِنَّا بِأَلْسِنَةِ اسْتِعْدَادِهِمُ الْأَزَلِيِّ وَمِنْ شَأْنِنَا أَنْ لَا نَرُدَّ طَالِبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا أَيْ أَنَّهُمْ طَلَبُوا خَوَارِقَ الْعَادَاتِ وَأَعْرَضُوا عَنِ الْحُجَجِ الْبَيِّنَاتِ لِاحْتِجَابِهِمْ بِالْحِسِّ وَالْمَحْسُوسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ فَيَأْتِي بِهَا حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ لِسَبْقِ الشَّقَاءِ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ لِاقْتِضَاءِ اسْتِعْدَادِهِمْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ حِينَ أَعْرَضُوا عَنِ الْحُجَجِ الْبَيِّنَاتِ أَوْ فِي الْأَزَلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بِمُقْتَضَى اسْتِعْدَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110يَعْمَهُونَ يَتَرَدَّدُونَ مُتَحَيِّرِينَ لَا يَدْرُونَ وَجْهَ الرَّشَادِ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) تَمَّ طَبْعُ الْجُزْءِ السَّابِعِ مِنْ تَفْسِيرِ رُوحِ الْمَعَانِي لِلْعَلَّامَةِ
الْأَلُوسِيِّ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ وَيَتْلُوهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الْجُزْءُ الثَّامِنُ مِنْهُ وَأَوَّلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا الآيَةَ.