ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين
قوله تعالى : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة وقرئ ولا يتأل وفي اختلاف القراءتين وجهان :
أحدهما : أن معناهما متقارب واحد وفيه وجهان :
أحدهما : أي لا يقتصر مأخوذ من قولهم لا ألوت أي لا قصرت، قاله ابن بحر .
[ ص: 84 ] الثاني : لا يحلف مأخوذ من الألية وهي اليمين .
- والقول الثاني : معناهما مختلف فمعنى يأتل أي يألو أو يقصر ، ومعنى يتأل أي يحلف .
أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله أي لا يحلفوا ألا يبروا هؤلاء ، وهذه الآية نزلت في رضي الله عنه كان ينفق على أبي بكر الصديق فلما خاض في الإفك ونشره حلف مسطح بن أثاثة ألا يبره، وكان ابن خالته فنهاه الله عن يمينه وندبه إلى بره مع إساءته . وهذا معنى لا يألو جهدا فالمنهى عنه فيها التوقف عن بر من أساء وأن نقابله بالتعطف والإغضاء ، فقال : أبو بكر وليعفوا وليصفحوا وفيها وجهان :
أحدهما : أن العفو عن الأفعال والصفح عن الأقوال .
الثاني : أن العفو ستر الذنب من غير مؤاخذة والصفح الإغضاء عن المكروه .
ألا تحبون أن يغفر الله لكم أي كما تحبون أن يغفر الله لكم ذنوبكم فاغفروا لمن أساء إليكم ، فلما سمع هذا قال : بلى يا رب وعاد إلى بره وكفر عن يمينه . أبو بكر